المحروقات تغزو شوارع المدن السورية بدون رقيب.. ماذا عن مصدرها؟

علي خزنه | شام إف إم
خلال السنوات الماضية انتشرت "بسطات" لبيع المحروقات في شوارع وأحياء المحافظات السورية كافة، حيث باتت تشكل محطات وقود صغيرة تجدها أينما ذهبت.
فلم يعد المواطن ينتظر وصول رسالة البنزين أو يهتم بتأخرها، فالمحروقات متوفرة بشوارع المحافظات بشكل علني، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من يتوفر لديه محروقات يقوم ببيعها لمحطات الوقود، ولم يبق إلا أن يقوم بائع المحروقات في السوق السوداء بالإعلان على وسائل الاعلام.
على عينك يا وزارة
وفي جولة على العاصمة دمشق يمكنك أن تشاهد محطات الوقود المصغرة "البسطات" التي تبيع مادة البنزين في المزة 86 والمزة شيخ سعد والسومرية واتستراد العدوي ومساكن برزة واتستراد حرستا وبلدات الغوطة الشرقية، حتى يمكن أن تجده ضمن السوبر ماركت.
وتتراوح أسعار ليتر البنزين ما بين 14 ألف ليرة وصولاً إلى 16 ألف ليرة وذلك بحسب مكان البيع وتوقيته فكلما تأخرت ليلاً بساعات الشراء كلما ارتفع السعر ويتحكم بك البائع فأنت "مقطوع" وبحاجة التعبئة مهما كان السعر.
أما المازوت وهو الذهب الأسود في شتائنا القاسي المقبل أصبح بإمكانك أن تلحظ وجود إقبال على الشراء ولو بكميات قليلة تحضيراً للشتاء فسعر اللتر في دمشق وريفها يتراوح مابين 15 و20 ألف ليرة.
وبالانتقال إلى المنطقة الوسطى، ففي حمص تشتهر منطقة المزرعة ببسطات المحروقات وما أن تصل إلى هناك تجد نفسك في بئر من النفط "اطلب تجد" بنزين سوري ولبناني وغاز مضغوط وسوري ومازوت أخضر وأحمر، يتراوح سعر لتر البنزين ما بين 14-15 ألف ليرة فهو متوفر بكثرة لذلك أسعاره منخفضة عن باقي المحافظات، والمازوت يبلغ سعر اللتر 14 ألف ليرة أي أن الـ 20 لتر يبلغ سعرهم 280 ألف ليرة.
أما في المنطقة الساحلية -اللاذقية تحديداً- لا يوجد بها بسطات لبيع البنزين بحسب مراسل شام إف إم هناك، حيث تتوفر المادة بمحطات الأوكتان في أي وقت كان، وفي حلب يتراوح سعر لتر البنزين ما بين 13-14 ألف ليرة، والمازوت يبدأ بسعر 15 ألف ليرة، وفي حماة يتراوح سعر ليتر البنزين ما بين 15 – 17 ألف ليرة سورية والمازوت ما بين 12 و 15 ألف ليرة، وفي الدريكيش وصافيتا يباع لتر البنزين مابين 16 – 18 ألف ليرة ويعود ارتفاع سعره هناك إلى وجود قلة بمحطات الوقود في تلك المنطقة، الأمر الذي يساهم في ارتفاع سعر بنزين الشوارع.
ما هو مصدر المحروقات وكيف تصل إلى الشوارع؟
يجيب أحد البائعين -خلال توقفنا لشراء بضع ليترات من أوتستراد العدوي- أن البنزين المتوفر لديه هو سوري المصدر أوكتان 90، أما في الأشهر الماضية كان البنزين اللبناني "يسرح ويمرح" في شوارع المدينة على حد تعبيره، ولكن اليوم مع انتظام وصول رسائل البنزين كل عشرة أيام، ولتوفر البنزين اوكتان 95 بات هناك قلة في توفر البنزين اللبناني.
ويضيف البائع: "هناك من يزيد لديه بضع ليترات من البنزين يقوم ببيعها لنا، وفي بعض الأوقات نقوم بشراء البنزين من محطة الاوكتان 95 من خلال البطاقات لمن لا يستفيد من هذه الكميات، عم ندبر حالنا بدنا نعيش".
أما في حمص وبحسب البائعين فمصدر البنزين هو لبنان الشقيق، يتم تهريبه من خلال دراجات نارية يمكن مشاهدتها بشكل علني تأتي من القرى الحمصية الحدودية مع لبنان وتصل إلى بلدة المزرعة ومدينة حمص وقراها.
وفي حلب "أم العجب" كما يقال عنها إليكم حكاية المحروقات ووصولها الى الشوارع، حيث يتوفر البنزين في شوارع المدينة عن طريق بيع مخصصات البطاقات، حيث يتم عرضها على الفيسبوك "يتوفر بطاقة بنزين الدفع 150 ألف ليرة لصاحب البطاقة والشاري يدفع لمحطة الوقود"، والطريقة الثانية هي قيام سائقي التكاسي باستئجار بطاقات وقود من أشخاص لديهم عدة سيارات بشكل شهري، والطريقة الثالثة هي عندما تصل الرسالة لا تقوم بتعبئة إلا عشرة ليترات من المخصصات والباقي يأخذه عامل المحطة "راس بعب مابتدفع ولا ليرة" وبالتالي يتوفر فائض في محطات الوقود، وكذلك الأمر ينطبق على المازوت فمن تصله رسالة الـ50 لتر لاتقيه برد الشتاء فيقوم ببيعها إما لأصحاب مولدات الأمبير أو لبائعين عاديين، ناهيك عن ان معظم محطات وقود حلب تقوم بتعبئة 24 لتر عوضاً عن 25 لتر أي أن معايرة المحطات غير نظامية.
وفي حماة لا يختلف الأمر كثيراً عن باقي المحافظات، حيث ينشط بيع البنزين والمازوت على الشوارع الرئيسية للمدينة والطرقات الواصلة ما بين حماة والمنطقة الساحلية وحمص، ويعود مصدر هذه المواد الى البنزين اوكتان 95 وبيع المخصصات عن طريق البطاقات.
محروقات الشوارع سببها التهريب والنقل
مدير التشغيل والصيانة في الشركة العامة للمحروقات عيسى عيسى بين في تصريح لـ"شام اف ام" أن السوق السوداء تنشط عندما يكون هناك قلة في المادة وزيادة في الطلب في كافة المواد وليس فقط في قطاع المحروقات، مشيراً إلى أن مصادر المحروقات في الشوارع مختلفة منها وسائط النقل، وتهريب المادة من دول الجوار، وقسم من محطات الوقود من خلال التلاعب بالمضخات وبالتالي تتوفر لديهم المادة ويطرحونها في الأسواق بأسعار زائدة.
وكشف أن المصدر الأكبر للمحروقات في الشارع هو قطاع النقل، وجزء قليل من المواطنين يبيعون مخصصاتهم، وبعض المنشآت الصناعية، حيث يجري العمل على ضبطهم.