المخابرات البريطانية: الانتشار النووي قد يغير ميزان القوى في العالم

 

أكد رئيس جهاز المخابرات البريطانية جون سويرز أن الانتشار النووي الذي تمارسه الدول أكثر خطورة من الإرهاب الذي أكد أنه قد يستهدف الغرب مجددا.


وهذا التصريح -وهو الأول من نوعه لرئيس جهاز المخابرات في بريطانيا- ألقاه سويرز في كلمة أمام جمعية رؤساء التحرير في تومسون رويترز بلندن.


وأضاف سويرز الذي يرأس الجهاز المعروف باسم "أم أي 6" الذي تشكل قبل قرن من الزمن "إن مخاطر انتشار الأسلحة النووية والأسلحة الكيماوية والبيولوجية البعيدة المدى يمكن أن تغير ميزان القوى في منطقة بالكامل".


ولم يستبعد وقوع "هجوم سيكون الثمن البشري باهظا فيه"، رغم الجهود الجماعية للدول الغربية كما قال. لكنه أوضح أن "بلادنا ونظامنا الديمقراطي لن يسقطا بهجوم إرهابي".


وأضاف أن مخاطر الإخفاق في التعامل مع ما سماه ممارسات دول مثل إيران "مروعة"، مؤكدا أن "الإرهاب صعب بما فيه الكفاية".


ومن جهة أخرى أكد الرجل الأول في جهاز المخابرات البريطانية أن الإخفاقات المخابراتية بشأن العراق قبل الغزو في 2003، تظهر للساسة والمسؤولين على حد سواء مدى أهمية تقييم مصادر المعلومات بدقة.


ويذكر أن تحسين جمع معلومات المخابرات وتنسيقها وتحليلها كان محور تركيز الحكومات الغربية منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول في 2001 على الولايات المتحدة وكذلك غزو العراق، وهما حدثان انطويا على أخطاء جسيمة في الاستعداد.


وكان تحقيق بريطاني قاده المسؤول الحكومي السابق اللورد باتلر قد أكد وجود "نقطة ضعف خطيرة"، وهي أن تحذيرات رؤساء أجهزة المخابرات التي اتخذت مبررات لنزع سلاح العراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين، لم ترد في ملف أيلول.


وشن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حرب العراق بحجة التهديد الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل التي قال وقتها إن حكومة صدام تملكها، ولكن لم يتم العثور بعدها على مثل هذه الأسلحة.


وقال سويرز إن مراجعة باتلر "تذكرة واضحة للأجهزة وللحكام بشأن كيفية التعامل مع معلومات المخابرات"، مؤكدا وثوقه من أن الجهاز الذي يرأسه نفذ توصيات تقرير باتلر الذي حث على اتخاذ خطوات لضمان "التدقيق والتحقق الفعال من مصادر المخابرات البشرية للتأكد من أن مصادرها ملائمة".

ومن جهة أخرى استبعد سويرز نجاح تنظيم القاعدة في تحقيق أهدافه بإضعاف نفوذ الغرب وإسقاط الحكومات العربية المعتدلة، كما استبعد تراجع "التهديد" الذي يمثله "الإرهاب الإسلامي"، مشيرا إلى أن قراءة التقارير عما يخطط له من سماهم المتشددين هي الجزء الأكثر إجهادا من وظيفته.


واعتبر رئيس المخابرات البريطانية أن ظهور حكومات "أكثر انفتاحا وتجاوبا" في العالم الإسلامي على مدار الزمن سيساعد في مكافحة الإرهاب، لكنه أشار إلى أن التحول المفاجئ في هذا الاتجاه قد يزيد الأمور سوءا، "إذا طلبنا الانتقال فجأة إلى التعددية التي نتمتع بها في الغرب فسينتهي الأمر بإتاحة فرص جديدة للإرهابيين".

ومن جهة أخرى دافع سويرز عن المخابرات البريطانية في مواجهة اتهامات جماعات للدفاع عن حقوق الإنسان لها بالضلوع في انتهاكات ارتكبها شركاء بريطانيا من أجهزة المخابرات الأجنبية في حق سجناء في الخارج.

وقال "التعذيب غير قانوني ومقيت تحت أي ظروف وليست لنا أي علاقة به".

 

شام نيوز - وكالات