المرأة " دينمو " الأسواق السورية ..!!

لم تظهر المرأة في قوام العوامل المصنعة بأنها ذات دور في إنعاش الأسواق وتحفيز المداولات التجارية، فقد ركزت الدراسات على السيولة والخيارات السلعية والبحبوحة وغير ذلك، إلا إن ثمة عاملاً يبدو هو الأهم بقي متخفياً على الأقل في سوقنا رغم انه الأكثر فاعلية وتأثيراً في حركة السوق، لأن مقرر الشراء وأمر الصرف هما من يرسم ويحدد مؤشرات انتعاش الأسواق.وربما لم تبالغ الأوساط الشعبية عندما أطلقت على المرأة صفة الحكومة المصغرة وبعضهم يسميها آمرصرف ولعل ذلك توصيف موضوعي لمجريات تقليدية في يوميات الأسرة السورية، فالمرأة حكومة، وقد فرضت نفسها كذلك بعيداً عن صخب التنازع على المراتب القيادية في كبرى المؤسسات والشركات، وتحتل المرأة من دون منازع المركزالأول والآمر الناهي في مؤسستها الصغيرة المنزل لترسم وترتب أولوياتها وفق أجندتها الخاصة فهي الساعية دوما لمواكبة كل جديد في مختلف المجالات بغض النظر عن قدرتها الشرائية وأولوية السلع التي تدرج في القائمة.
وبعيداً عن خصوصية المرأة السورية التي توصف أحياناً بالمدبرة تشير بعض الدراسات الحديثة إلى ان المرأة على العموم تملك جينات لا يملكها الرجل تدفعها للتسوق، وترتبط تلك الجينات بتغييرات هرمونية، فتارة تكون في شذروتها فتتجه حينها المرأة إلى الأسواق بشكل مفاجئ لتشتري حاجات وأمتعة قد تكون ليست ضرورية وغير ملحة المهم أن تلبي تلك الرغبة المتسلطة بحب الإنفاق، ووجدت تلك الدراسات ان المرأة تتفوق على الرجل بقدرتها على التعرف على أماكن تواجد حاجياتها وسلعها وتذكر تفاصيل صغيرة وعلامات مميزة للأسواق إلى أن هرمونات المرأة الخاصة تمكنها من معرفة كمية السعرات الحرارية في المأكولات.
ما سبق ليس تكهنات ونبوءات وإنما هو توصيف لمجريات واقعية مؤكدة في أسواقنا لا تحتاج إلا إلى متابعة وسيكون اكتشاف ذلك سهلا وهذا ما يؤكده الدكتور غياث ترجمان أستاذ التسويق في جامعة دمشق الذي يرى ان المرأة عاطفية بقرار الشراء وليست عقلانية كما الرجل، أي يغلب الدافع العاطفي على الدافع العقلاني فهي تشتري بناء على ردود أفعال وغالبا يكون حسب الظهور والتفاخر هو الحافز لاقتناء سيارة للأسرة على حساب أولويات أخرى أو زيارة الماركات الشهيرة واقتناء السلع غالية الثمن بعيدا عن مستوى الدخل والإمكانات المادية - فالمرأة - حسب الدكتور ترجمان تحسب الظهور بمظهر لائق وهو يعزو ذلك لخروجها إلى سوق العمل ففي الطبقة المتوسطة تبقى المرأة ذات حق في الإنفاق طالما هي عاملة ويشجعها على ذلك حالة الاختلاط في مناخات العمل التي تملي حالة من المساواة في المظهر بعيدا عن الحالة المادية.
وعلى العموم ثمة عوامل تلعب دوراً رئيسياً في آليات التسوق تتمثل بنوع المنتج فالرجال يتخذون قرارات الشراء بالنسبة للسلع الالكترونية لأن المرأة علميا لا تحب الالكترونيات، كما تتمثل بثقافة المجتمع ومجتمعنا مثلا يعتبر ان السيارة سلعة الرجل لكن المتغيرات في وضع المرأة جعلت الأخيرة صاحب قرار في التعاطي مع هذه السلعة وثقافة المجتمع، وهي أيضا من يقسم الاختصاصات في قرارات الشراء بين الرجل والمرأة مثلا لا يتدخل الرجل كثيراً في خيارات الإناث من أبنائه ويترك هذه المهمة لزوجته.
ويختم الدكتور ترجمان بأن فلسفة الأسرة حول دور كل من الزوجين في موضوع التسوق تختلف حسب المستوى التعليمي والمستوى الطبقي فالزوج المتعلم يعطي زوجته دوراً في قرار الشراء، ويلاحظ ان الزوج غير المتعلم يصر على حضور عملية الشراء بنفسه، كما يلعب مستوى المرأة التعليمي دوره في ذلك فالمرأة المتعلمة تبادر باتجاه قرارات الشراء أكثر من غيرها.
شام نيوز- جريدة الثورة