المسؤول .. وعلاقاته الإجتماعيّة    الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن

المسؤول .. وعلاقاته الإجتماعيّة

اقتصادية

الإثنين,١٣ حزيران ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
أمام المسؤول في بلدنا واحد من خيارين:
إما أن يعتزل الناس ومحيطه الإجتماعي، ويتفرغ تماماً لعمله، وتالياً يستقل في قراراته بعيداً عن أي ضغوط وإحراجات يمكن أن يتعرض لها بسبب انفتاحه الإجتماعي. وللأسف هنا الحكم عليه يأتي دوماً سلبياً رغم منافع ذلك الخيار على العمل.
وإما أن ينفتح على محيطه الإجتماعي ويقبل الدعوات والسهرات الخاصة والعامة، وبذلك يكون مضطراً لقبول الواسطات وتدخل المحسوبيات والعلاقات الإجتماعية في عمله.
وبالنظر إلى محدودي عدد منتسبي الخيار الأول، فإنني في هذه المقالة سوف أركز على أصحاب الخيار الثاني، وما أكثرهم.
بداية أوضح أنني هنا لا أطلق أحكاماً عامة، وإنما أشير إلى حالات وظواهر غير منطقية.
في واقع الأمر، ليس المسؤول دوماً هو صاحب القرار في الإنفتاح الإجتماعي، ففي كثير من الأحيان يكون مضطراً لاستقبال أشخاص لمجرد القرابة، أو العلاقة المهنية، أو الصداقة، أو الضغط الوظيفي الذي يتعرض له من بعض مراكز القوى والنفوذ داخل مؤسسات الدولة وخارجها.
وعلى ذلك، فلا مناص أمام المسؤول سوى الرضوخ لتلك الضغوط، وإلا فإنه سيواجه حملة انتقادات وتشويه سمعة، وعلى مستويات مختلفة. وأقل تلك الانتقادات أنه غير متعاون.
وهناك من يتعامل مع المنصب والمسؤولية كواجهة اجتماعية عليه استثمارها قبل أن يفقدها، ولذلك لا مانع لديه أن يقضي ساعات على لعبة شدة ويوقع عشرات الطلبات الخاصة، على أن يستقبل مواطن ويحل مشكلته.