المسرح التفاعلي في المدارس السورية

 

بدأ مشروع المسرح التفاعلي بتقديم عروضه بالتعاون بين مشروع روافد المشروع الثقافي لدى الأمانة السورية للتنمية وبين وزارة التربية وذلك بعد ظهر أمس على مسارح ثماني مدارس حكومية بدمشق.

ووفقا لوكالة الانباء السورية سيقدم الطلاب المشاركون في السنة الثانية لمشروع المسرح التفاعلي عروضهم في مدارس كل من "أحمد أومري- قتيبة بن مسلم الباهلي- أنس بن مالك -سليمان شعيب الخولاني- ممدوح قرجولي -المتنبي- السمح بن أسامة البروتي- حيث ستقدم العروض حتى الرابع والعشرين من شهر كانون الأول الجاري يومياً بين الساعة الثالثة والسادسة بعد الظهر على مسارح المدارس المذكورة إذ ستكون الدعوة مفتوحة للحضور العام والمختص.

وسيتم خلال هذه العروض تكريم مجموعة الطلاب المشاركين في المرحلة الأولى من السنة الثانية من المشروع التي بدأت في أيلول الماضي حيث جاءت مبادرة المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية بهدف دمج برامج الفنون في المنهاج المدرسي عبر تطبيق طرائق تعليم مبتكرة باستخدام المرافق المسرحية الموجودة أصلاً إذ أهل هذا المشروع ما يقارب ال35 محترفاً في مجال المسرح باستخدام ألعاب وتقنيات المسرح التفاعلي لتعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتذوقهم للفنون.

وكان المشروع تضمن في نصف العام الأول من هذه السنة الدراسية عدة أنشطة رئيسية كان من أهمها ورشات عمل وتأهيل المدربين برمجها القائمون على المشروع ضمن ثلاث مراحل اشتملت على مرحلة إعداد يتعرف فيها الطلاب على بعضهم البعض وعلى مفاهيم المسرح التفاعلي عبر النشاطات التي يقومون بها لتأتي بعدها مرحلة التطوير حيث يجمعون قصصهم سوية في سياق عرض لينتقلوا بعدها إلى مرحلة البروفات حيث يحضرون للعروض النهائية التي تتضمن عروض دمى واسكتشات ومشاهد تفاعلية.

وكانت هذه الأنشطة بما فيها العمليات المؤدية لها محركاً أساسياً لخلق نوع من التبادل والحوار بين الطلاب والبيئة المحيطة بهم مباشرة على عكس مفاهيم المسرح التقليدي ذي الفضاء المحدد على الخشبة حيث اعتمد مشروع المسرح التفاعلي على التفاعل بين الطلاب والجمهور ليحث عبر هذه المقاييس على خلق حوارات مبتكرة بين الصالة والخشبة بتحفيز نقاشات فريدة بين المشاركين وأهاليهم وأقاربهم ومدرسيهم وباقي الحضور من الطلاب.

وقالت ندى عثمان مديرة روافد في حديث خاص لوكالة سانا ان المشروع ركز خلال سنته الثانية على التأسيس لعلاقة مختلفة مع أهالي الطلاب المشاركين وغير المشاركين عبر تعميق أثر المنهج التفاعلي ونقله إلى بيوت الطلاب مستفيدين من التجاوب العالي الذي يبديه الأهالي واستخدام بعضهم لتقنيات العمل التفاعلي لتطوير قدرات أبنائهم التعليمية.

وأوضحت عثمان أن الدراسات التي أجريت حول العالم أظهرت ما لهذه البرامج الفنية والمسرحية من أثر إيجابي في تحسن مهارات استيعاب الطلاب لما يقروءونه فضلاً عن تحسين نتائجهم الامتحانية واحترامهم لذاتهم.

وبلغ العدد الإجمالي للمدارس التي أدخلت برنامج المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية ضمن منهاج النشاطات اللاصفية سبع مدارس في العام الدراسي2009-2010 و ثماني مدارس في العام الدراسي 2010-2011 في مدينة دمشق.

وبلغ عدد المشاركين نحو 300 طالب تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاما في العام الدراسي 2009/2010 ونحو 270 طالباً في المرحلة الأولى من سنته الثانية حيث بلغ عدد المدربين المشاركين حتى اليوم 35 مدرباً ومدربة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ومن كادر وزارة التربية.

وتعد وزارة التربية مسوءولة عن تولي وإدارة كافة النواحي المتعلقة بنظام المدارس الحكومية السورية إذ وضحت المحادثات الأولية من قبل مشروع المسرح التفاعلي مع الوزارة رغبة واضحة في تطوير طرائق تعليم تفاعلية عبر إحياء المسارح الموجودة في المدارس.

يذكر أن مشروع روافد هو المشروع الثقافي لدى الأمانة السورية للتنمية حيث يؤمن هذا المشروع بأن الثقافة والفنون والتراث بأشكالها المتنوعة تعتبر عنصراً أساسياً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد ما جعل روافد تركز على تمكين الأفراد والمنظمات والمجتمعات المحلية ولاسيما الذين يتسمون بالإبداع للاستفادة من الموارد الثقافية من خلال تسهيل تطوير الأفكار وتطوير القدرات وخلق الفرص.

كما أن مبادرة المسرح التفاعلي تركز على زيادة تفاعل الناس مع القطاع الثقافي وانخراطهم فيه حيث يتم هذا من خلال الأبحاث وبناء القدرات والتشبيك وبناء الشراكات والدعم.

ومنظمة دروسوس المشاركة في دعم مشروع المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية هي منظمة هدفها تمكين الأشخاص الأقل حظوة لتحسين ظروف حياتهم حيث يتحمل كل فرد مسؤولية نفسه ومسؤولية الآخرين ومسوءولية البيئة المحيطة به بدعم المنظمة للمواهب ومساعدتها على خلق ظروف مناسبة للناس ليرتقوا لتحمل هذه المسؤوليات.

ومنظمة الأمانة السورية للتنمية هي منظمة غير حكومية تأسست عام 2007 كي تكون مصدر إلهام للأفراد والمجتمعات في سورية وتمكنهم من رسم ملامح مستقبلهم وإبراز طاقاتهم الكامنة إذ تنضوي تحت مظلة الأمانة عدة مشاريع فردوس- مسار- شباب- روافد- مركز الأبحاث التنموية تمكنت جميعها من تحقيق إنجازات تنموية بارزة بالشراكة مع القطاع الحكومي والخاص والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية على مشاريع في سورية تتمحور حول التنمية الريفية والتعلم والثقافة والتراث.