المسنون في سوريا سيشكلون 3.5 % في عام 2015

 

ارتفع معدل النمو التغيرات السكانية في سورية في السنوات الأخيرة ، حيث وصل معدل النمو في العام الحالي إلى  2.7% ويليه مباشرة تنامي عدد المسنين في سورية الذي توقعته دراسة للهيئة السورية للشؤون الأسرة أن يصل في 2015 إلى ما يقارب 3.5% وهذا يعني أن نمو فئة المسنين ستكون الأعلى بين نسب الفئات العمرية المختلفة في المجتمع السوري

انخفاض معدل الوفيات تسبب بارتفاع عدد كبار السن ليصبحوا أكثر من 600 ألف مسن ومسنة وهو ما يعادل ثلاثة أمثال عددهم عام 1960، وتعود أسباب انخفاض معدل الوفيات بحسب الدراسة إلى اتساع الخدمات الصحية وارتقاء مستويات الوعي الصحي والاجتماعي وارتفاع المستوى المعيشي ويعد ذلك الازدياد الملحوظ في أعداد فئات المسنين وارتفاع معدلات الأعمار في سورية من المؤشرات المهمة التي نتجت عما سبق ذكره من تطور على جميع الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

فقد شهد المجتمع منذ منتصف القرن الماضي تحولات ديموغرافية جذرية تمثلت في ارتفاع معدلات النمو السكني وتغيرات جذرية في التركيبة العمرية للسكان وارتفاع متوسط الأعمار والعمر المتوقع عند الولادة وغير ذلك من القضايا الديموغرافية المهمة، حيث انخفضت معدلات الوفيات بنحو 5 بالألف وهو أدنى معدلات الوفيات في العالم وازدادت فرص التعمير بشكل تصاعدي وارتفع العمر المتوقع عند الولادة من 59 سنة عام 1970 إلى 67 عام 1994 ووصل في عام 2008 إلى 73 سنة.

ومن بين هؤلاء المسنين 97.7% لديهم أولاد على قيد الحياة وبلغت نسبة من لديهم من 2-4 أولاد ذكور 48.67% ومن لديهم 5-6 أولاد ذكور 25.6% وبلغت نسبة من لديهم أكثر من 6 أولاد ذكور 15.9%، على حين بلغت نسبة من لديهم 2-4 أولاد بنات 51.77% ونسبة من لديهم 5-6 بنات 22.63% ومن لديهم أكثر من ست أولاد بنات 11.6%.

و أضافت جريدة الوطن السورية في لقاء مع مدرس مادة الخدمة الاجتماعية بقسم علم الاجتماع في جامعة دمشق طلال مصطفى أن المؤسسات الحكومية التي تقدم الخدمة للمسنين ينقصها عدم وجود متطوعين اجتماعيين ونفسيين وذلك من أجل تقديم الرعاية وتفعيل برامج هذه المؤسسات وإضافة إلى ذلك فالمنظومة القيمية والدينية والأخلاقية تضع إشارة استفهام عند من يضع كبار عائلته في هذه الدور والحل يكون بتحويل تلك المؤسسات للخدمة النهارية كما حال الرياض الخاصة بالأطفال حيث يزور المسن تلك الدور في الصباح يعود إلى بيته مساءً مع إمكانية المبيت في حال السفر أو غياب المعيل.

وللدخول في التفاصيل بيّن مصطفى أن حالة المسنين تبدت كظاهرة في العشر سنوات الأخيرة، حيث إن تلبية احتياجاتهم كانت تقدم عبر المؤسسات التقليدية الاجتماعية (الأسرة) إلا أنه في السنوات الأخيرة ونتيجة مجموعة من التحولات التي يمر فيها المجتمع السوري كانتقاله من مجتمع تقليدي إلى مجتمع مدني أو حضري فإن هذا الانتقال أدى إلى تحولات في الأسرة من تقليدية ممتدة تضم أكثر من جيلين (الجد والجدة، الأم والأب، والأولاد) إلى أسرة نووية أو نواتية تضم فقط (الأب والأم والأولاد) ويعود السبب في ذلك إلى التحول بطبيعة الأعمال الجديدة والوظيفة.

ويضاف إلى جميع ما سبق التحول في مكان وشكل السكن فأغلب الأسر القاطنة في المدن تسكن في شقق سكنية، لا تتسع للعائلة الكبيرة، وهو ما استدعى ما يسمى تلبية احتياجات المسنين وأدى بالنتيجة إلى ظهور مؤسسات تعنى بهذا الشأن، أما من ناحية الخدمات المقدمة فإن المؤسسات الخاصة تقدم خدمة تعتبر بحسب تعبير مصطفى «ممتازة»، لكن المشكلة أنه ليس كل الأسر تستطيع أن تتعامل معها خاصة الأسر المتوسطة ومحدودي الدخل لأن الأسعار في هذه الدور تعتبر مرتفعة جداً.

واعتبر مصطفى دور الرعاية الحكومية مقبولة من ناحية ما تقدمه من خدمات فيما يتعلق بالجانب المعيشي والصحي والنفسي، رغم ما سبق ذكره من نقص في المتطوعين وغيره

 

 

شام نيوز