المشردون وسكان الشوارع ....Homeless
من يحمي أطفالنا وفقراءنا من التشرد ... إنهم يفترشون الأرصفة ومقاعد الحدائق ويلتحفون السماء وهمهم الوحيد تأمين ليلة ينامون فيها بعيداً عن متاعب نهارهم المضني الذي قضوه في التسول وسؤال الناس وتأمين كفاف يومهم.
هذه الظاهرة باءت كالوباء إذ يدخل أحياناً إلى المكاتب والمحلات ونرى في الشوارع والطرقات عشرات المتسولين والمشردين الباحثين عن عمل أو مأوى، ولكن يجب ألا تأخذنا الغفلة بأن هناك فئة من هذه الطبقة امتهنت التسول وتمارس التشرد على اعتبار أنه مهنة سهلة لا تحتاج إلى أدوات أو مجهود عضلي أو مؤهل علمي وكل ما هو مطلوب هو بعض الحركات الإيمائية التي يحفظها كل من يدخل هذا الوسط ويبقى لبعض المتسولين و المشردين قصصهم وأسبابهم التي جعلتهم يسلكون تلك الطريق دوناً عن غيرها..
ظروف معيشية صعبة :
ربما تتفاعل الظروف الاقتصادية الصعبة مع المعطيات الاجتماعية للبيئة الأسرية التي يعيش فيها الطفل حيث التفكك الأسري وانتشار الطلاق والترمل، وغياب التغطية الاجتماعية إذ بموت الأب تجبر المرأة أحياناً على ممارسة الدعارة مصدراً رخيصاً للعيش حيث تقول وهيبة . ش بعد وفاة زوجي خرجت إلى الشارع طلباً للرزق ولكن "أولاد الحلال" على كثرتهم كانوا يحاولون استغلال ظروفي وحاجتي إلى المال لإعالة أولادي الثلاثة فاضطررت أخيراً لممارسة الدعارة علماً أنني أنها فعل حرام ومنفي للأخلاق والقانون ولكن ليس لدي مصدر رزق آخر فزوجي لم يكن يملكلا أي شيء حتى البيت الذي نقطنه بالأجار .
من جهة أخرى تقول رفيدة . أ شاءت الأقدار أن أتزوج من رجل يمارس أعمالاً حرة وبعد فترة مرض زوجي مرضاً عضالاً فوجدت نفسي وحيدة حتى بدون أهل ولأنني لا أحمل أي شهادة تؤهلني للبحث عن عمل لتوفير متطلبات زوجي ولجت عالم التسول وسؤال الناس ولكن لسوء الحظ ألقي القبض علي ودخلت السجن لاخرج منه بعد مدة وقد توفي زوجي والبيت الذي كنا نسكنه استولى عليه أصحابه لأنه كان بالأجار وأنا اليوم متشردة مع طفلتي في الشوارع الحدائق العامة.
وتلعب البيئة التربوية المحيطة بالطفل دوراً في انتشار تلك الظاهرة ، فغياب المؤسسات الاجتماعية كمراكز رعاية الطفولة ودور الشباب، وضعف نسبة التمدرس (الدخول إلى المدرسة ) وانتشار الأمية وعدم ملاءمة التكوين لسوق العمل وغياب الرادع الأبوي والأسري .. كلها عوامل تساعد على انتشار هذه الظاهرة وتدفع الطفل إلى البحث عن مصادر جديدة للتعلم والتربية فيجدها في الشارع وفي ثقافة التهميش والإقصاء حيث يقول الطفل محمد .ب منذ أن فتحت عيني على هذه الدنيا وأبي يضربني أنا وأمي وأخوتي لأنه كان رجلاً سكيراً فما كان مني إلا أن هربت من المنزل وأخي ونحن الآن نفترش الرصيف ونعيش مما تفرزه لنا حاويات القمامة من فضلات وأحياناً يعمل أخي في تلميع الأحذية.
كيف ينظر الأغنياء إلى هذه الطبقة:
يقول السيد محمد زياد أحمد رجل أعمال إن هذه الطبقة ربما ظلمها القدر بأن اختار لها طريقة حياتها المشردة أو الفقيرة والعاجزة ولكن هناك بعض الناس من امتهنها وجعلها وسيلة للكسب السريع للمال حيث تصادف في بعض الأحيان أشخاصاً في الثلاثينيات من أعمارهم يتسولون ويطلبون العون من عامة الناس وبكل الأحوال يجب تنظيم وضع هؤلاي الناس من قبل الحكومة ووضع ضوابط قانونية لمثل هذه الأعمال.
اللاذقية ـ سامي زرقة