المصري اليوم - البلد بلدهم

 

حاصر الفساد مصر والمصريين وأزكم أنوفهم وشل عضلاتهم وكتم على أنفاسهم وسد نفسهم وكرهوا عيشتهم، ولا تجد مصريا واحدا إلا ويعيش حالة من الاغتراب في بلده، فلا حلول لأي شىء والبلد من سيئ إلى أسوأ، وعندما تسأل عن أي شىء أو تستفهم عمّا يدور حولك، ستجد إجابة واحدة.. «البلد بلدهم».

البلد بلدهم.. ثقافة أمة نتجت عن القهر والفقر والتعصب والتدين الزائف، فعندما تمت معاقبة القاتل بعقوبة لم يقتنع بها الشارع والرأي العام، لم يجد الناس متنفسا أو ردا منطقيا يقنعون به أنفسهم سوى.. «البلد بلدهم».

وعندما «طرمخت» الحكومة على حكم المحكمة الإدارية العليا ببطلان عقد «مدينتي» والتفت على قرار الرئيس - رئيس الدولة ورأس الحكم فى مصر - وقررت ما قررت، لم يجد الناس إجابة شافية سوى.. «البلد بلدهم».

الطماطم يرتفع سعرها فيحدث نقاش بين ربات البيوت وأربابها ويحاولون إيجاد سبب مقنع لارتفاع أسعار الطمام والبسلة والكوسة والجزر، وهل هي تداعيات الأزمة العالمية أم هبوط وصعود الدولار أمام الين، أم أن الصين، ذلك العملاق الآسيوي الذي غزا العالم يتمطى؟.. وفى النهاية لا يكون أمامهم إلا كلمة واحدة.. «البلد بلدهم».

حتى أرض «الضبعة» عندما أراد الفاسدون أن تكون أماكن للاستحمام، عفواً، للاستجمام والسياحة قبل أن يتدخل الرئيس شخصيا، لم يجد الناس في مصر إجابات عما يحدث من فساد وضرب لطموح مصر- أن يكون لها مفاعلات نووية سلمية تنقلنا إلى مرحلة مختلفة- سوى أن.. «البلد بلدهم».

الانتخابات تضرب تقلب تتزور تتقفل الصناديق.. يلغى الإشراف القضائى.. الحزب يظبط الرجالة.. المجلس ييجي بالتزوير إيشي قمارتية وتجار موبايلات متهربة وضرب نار و«سيكو سيكو» والناس كفرانة ولا يجدون سوى.. «البلد بلدهم».

الوزير الفنان تتسرق فى عهده الميمون «زهرة الخشخاش» فلا يستقيل ولا يعتذر سياسيا، وقبل ذلك يحترق خيرة شباب المسرح المصري فى محرقة بني سويف ولا أحد يعاقب في بني سويف، ويأتي ويقول إنه «لن يرحل إلا بأمر الرئيس» ففعلا.. «البلد بلدهم».

المختصر المفيد

البلد بلدنا مش بلدهم

 المصري اليوم - شارل فؤاد المصري