المصري اليوم - بيشوي: "آيات تتهمنا بالكفر"

واصل الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، مطران دمياط وكفر الشيخ، طرح آراء مثيرة للجدل، وتساءل، فى نص محاضرة له خلال مؤتمر تثبيت العقيدة الـ١٣ المنعقد بالفيوم، عما إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم «قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم أضيفت فيما بعد فى زمن متأخر»، مشيراً إلى أن الحوار والشرح والتفاهم «يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغي آية تتهمنا بالكفر». جاءت كلمات «بيشوي» خلال نص محاضرة له بعنوان «الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة» وزعت ضمن الكتيب الرسمي لمؤتمر تثبيت العقيدة، أمس الأول. وتطرق سكرتير المجمع المقدس للحديث عن الحوار بين الإسلام والمسيحية قائلاً: «علينا أن ندافع عن مسيحيتنا، وندافع عن الحق دون أن نخطئ فى حق الآخرين، كما فعل الدكتور زغلول النجار عندما هاجم الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية فطالبته بدراسة القرآن جيداً قبل أن يهاجمنا ويعرف دينه قبل أن ينتقد ديننا». وأضاف «بيشوي» فى نص محاضرته: «هم – أي المسلمين – يقولون إن المسيح لم يمت، ونرد عليهم فلماذا يقال فى قرآنهم (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً – الآية ٣٣ من سورة مريم)، وكذلك لماذا يقال (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ – الآية ٥٥ من سورة آل عمران)، فتلك الآيات مكتوبة فى كتابهم». وتابع: «هم يردون بالنص القائل (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم- الآية ١٥٧ من سورة النساء)، وقلت لهم إن المعتدلين من كبار المفسرين المسلمين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية ويفسرون هذه العبارة بقولهم إذا كان المقصود شخصاً يشبهه لقال (شبه به لهم) وليس (شبه لهم)، فالمقصود أنه خيل إليهم ولم يكن هناك من يشبهه». وروى الرجل الثاني بالكنيسة الأرثوذكسية، فى نص محاضرته، تفاصيل لقاء جمعه بمسؤولي السفارة المصرية فى قبرص على مائدة فى بيت السفير، وقال إن السفير تطرق خلال حديثه إلى أن القرآن مطابق للمسيحية ولا اختلاف بينهما، وأنه يشهد للمسيحية دون تعارض، وأشار «بيشوي» إلى أن كلام السفير جاء بعد أن ذكر له نصوصاً قرآنية مثل «وأيدناه بروح القدس»، وأن المسيح «كلمة منه»، معتبراً أن القرآن بذلك ذكر الآب والكلمة والروح القدس، وأنهم إله واحد. وأضاف بيشوي: «قلت لهم لابد أن يكون الحديث فى صراحة دون هجوم، لأن هناك نصوصاً أخرى لست أدري إن كانت قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن، أم أنها أضيفت فيما بعد فى زمن متأخر»، مشيراً إلى أنه طالبهم بالبحث فى هذا الأمر لأنه طالما يقال –فى القرآن- «لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح» فلن يكون هناك اتفاق. وأشار «بيشوي» إلى أنه سأل ضيوف السفير: «هل قيلت هذه العبارة أثناء بعثة نبي الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريرياً لمجرد وضع شيء ضد المسيحية». ونقل الأنبا بيشوي عن الملحق العسكري المصري بقبرص قوله خلال اللقاء: «إذا فسرنا هذا النص بـ(لقد كفر الذين قالوا إن المسيح هو الله الآب) فهل تقبله؟»، وأجاب بيشوي بأنه يقبله بشرط أن يصبح متفقاً عليه من جميع المسلمين. وأضاف – فى نص المحاضرة: «هكذا يكون الحوار والشرح والتفاهم الذى يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغي آية تتهمنا بالكفر». من جهة أخرى، أكد الأنبا بيشوى فى محاضرته أن الفضائيات أصبحت حالياً «أخطر وسيلة لمحاربة الفكر البشري، وفاق خطرها الكتب والأسطوانات والجرائد»، وقال: «بعض البلاد كانت تفرض ستاراً حديدياً ومن كان يدخلها وهو يحمل إنجيلاً كان يتم القبض عليه فى المطار، لكنهم اليوم لا يستطيعون إيقاف الإرسال الخاص بالفضائيات أو منع الشعب من مشاهدتها». وأضاف: «لقد دخل الإنجيل إلى السعودية دون إرادتهم، ودخل كل البلاد الإسلامية، ولكن فى المقابل دخلت جويس ماير (مبشرة بروتستانتية عالمية) إلى كل البيوت القبطية الأرثوذكسية»، مشدداً على أن «أنواع الشياطين الموجودة فى البيوت بسبب الفضائيات ليس لها عدد، وأصبح البيت ملهى للشياطين بسبب التليفزيون». وطالب بيشوي بضرورة الحذر من القنوات الفضائية المسيحية التى لا تتبع الكنيسة الأرثوذكسية، مثل قناتى «سات ٧» و«الشفاء»، معتبراً أن هدف هذه القنوات هو «اصطياد كهنة أرثوذكس من أصحاب الميول البروتستانتية ليكونوا دعاة لأفكارهم»، و«اصطياد شباب الأرثوذكس»، مشيراً إلى أن إنشاء قناة «سات ٧ أطفال» يهدف لتربية أطفال الأرثوذكس على أفكار ومعتقدات البروتستانت. المصري اليوم - عمرو بيومي