المصري اليوم - توابع ازمة بيشوي

 

تزامناً مع بدء الكنيسة القبطية حملة لتحسين صورة الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، على خلفية محاضرته التى أثارت جدلاً كبيراً بدعوى أنه أساء فيها للقرآن، استخدم الأنبا بيشوى لهجة هادئة ووصف المسيحية فى مصر بأنها «أقوى مسيحية فى العالم بفضل الإسلام».

وبينما عبر الأزهر عن «صدمته» من تصريحات بيشوى خلال محاضرته، ووصفها بـ«التصرفات غير المسؤولة»، من المقرر أن يظهر اليوم البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فى لقاء تليفزيونى مع الإعلامى عبداللطيف المناوى، يشرح خلاله وجهة نظره فى تصريحات سكرتير المجمع المقدس، وتبعاتها.

واستغلت الكنيسة الأرثوذكسية قناتها الفضائية «أغابي» لبدء حملة لتحسين صورة الأنبا بيشوى، وخصصت حلقة من برنامج «نبض الكنيسة»، الذى يشرف عليه الأنبا آرميا، سكرتير البابا، تضمنت هجوماً على الدكتور محمد سليم العوا، بشأن تصريحاته ضد الكنيسة.

فى سياق متصل، أكد سكرتير المجمع المقدس أن المسلمين والمسيحيين بمصر عاشوا فى وسطية وإخاء وسلام، معرباً عن أمله فى أن يمتد ذلك إلى آخر الزمان، وألا يعكر صفوه أى سوء فهم بين الطرفين. وقال بيشوى، خلال الاحتفال بعيد رسامته الـ٣٨، الذى أقيم، مساء أمس الأول، بدير القديسة دميانة ببرارى بلقاس: «أنا قلت من ١٠ سنوات فى احتفالات عيد القديسة دميانة إن المسيحية فى مصر أقوى مسيحية فى العالم بفضل وجود الإسلام فيها».

من جانبهم، شن أعضاء مجمع البحوث الإسلامية فى اجتماعهم، أمس، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هجوماً شديداً على تصريحات سكرتير المجمع المقدس خلال محاضرته، ووصفوا هذه التصريحات بأنها «تصرفات غير مسؤولة تهدد الوحدة الوطنية».

 

وبينما أعلنت الكنيستان «الإنجيلية» و«الكاثوليكية» رفضهما لما ورد فى محاضرة الأنبا بيشوي دشن عدد من نشطاء الفيس بوك«جروب» باسم «أزهريون» طالبوا فيه البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بـ«الاعتذار الرسمى» عما نسب لسكرتير المجمع المقدس.

وخصصت الكنيسة الأرثوذكسية حلقة من برنامج «نبض الكنيسة»، الذى يشرف عليه الأنبا آرميا، سكرتير البابا، على قناتها الفضائية «أغابى» لتحسين صورة الأنبا بيشوى. وتضمنت الحلقة، التى استضافت القمص بطرس بطرس، وكيل الأنبا بيشوى، هجوما على الدكتور محمد سليم العوا، بخصوص تصريحاته ضد الكنيسة، مع الحرص على إظهار حسن نية الأنبا بيشوى وعدم سعيه للإساءة للمسلمين.

وتلقى البرنامج مكالمات من أساقفة المجمع المقدس المشاركين فى مؤتمر العقيدة الآخير - الذى تضمن الكتاب الرسمى الخاص به المحاضرة التى تسببت فى الأزمة الحالية - أثنوا خلالها على «الصفات الطيبة» التى يتمتع بها بيشوى، والمراكز التى يشغلها فى الكنيسة و«الدور المهم»، الذى يلعبه داخل مصر وخارجها.

فيما حذر الأنبا بنيامين، أسقف المنوفية، من خطورة اتهام بيشوى من قبل بعض الكتاب ووسائل الاعلام بـ«صانع الفتنة»، مشددا على أن هذا الاتهام لشخصية فى حجم ووضع بيشوى ستترتب عليه «عواقب وخيمة».

فى المقابل تبرأت الكنائس المصرية الأخرى من محاضرة الأنبا بيشوى، وأعلنت رفضها التام لما جاء بها من «تساؤلات غريبة لا داعى لها» على حد وصفها.

وشدد الدكتور القس أندريه زكى، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، على أن الخطأ يستلزم الاعتذار سواء كان المخطئ رجل دين أو رجل سياسة، علما بأن الاعتذار وحده لا يكفى، «ولكن ينبغى على المخطئ أن يصحح مفهومه عن الآخر».

وأوضح زكى أن تصريحات الأنبا بيشوى وتساؤلاته تخص الكنيسة الأرثوذكسية وحدها، ولا علاقة للكنائس الإنجيلية بمصر بما يقوله إطلاقا.

وأيد الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الكاثوليك، كلمات زكى، وقال إن الكنيسة الكاثوليكية تحترم الإسلام، وترفض أى تساؤلات من شأنها تكدير العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.

 

 

 

وقال: «نحن نرفض أى أسئلة من شأنها طرح أى شك فى دين الآخر وتثير الفتنة بين المصريين، ونرفض تحميلنا أخطاء غيرنا، فعلى المخطئ تحمل تبعات خطئه».

 

 المصري اليوم - محمد عبد الخالق - عمرو بيومي