المصري اليوم - حرب الملصقات بين انصار البرادعي وجمال عشوائية

 

اعتبر عدد من الخبراء السياسيين، ما سموه «حرب الملصقات وحملات التوقيع» بين أنصار جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى، والدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأيمن نور، مؤسس حزب الغد، نوعاً من الفراغ السياسى وتتم بطريقة عشوائية، وطالبوا بألا تشغل هذه الحرب القوى السياسية عن المطالبة بإصلاح سياسى يضمن نزاهة الانتخابات، فيما رأى آخرون أن «أمين السياسات» بدأ يشعر بالخوف من طريقة تحرك «البرادعى» فى الشارع، وبدأ فرض نفسه على الشارع من خلال تلك الملصقات.

قال المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض السابق: «إن حرب الملصقات التى شنتها بعض القوى السياسية ضد ملصقات دعم جمال مبارك، يجب أن تكون فقط للتعبير عن رفض (التوريث)، ويجب ألا تشغل تلك القوى عن المطالبة بضمانات لنزاهة الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية».

وأضاف «الخضيرى» لـ«المصرى اليوم»: «إن التركيز على حرب الملصقات يجب أن يأتى بعد الضمانات وليس العكس، وإن كانت تلك الحرب ليست مرفوضة فى الوقت الحالى، لكونها تستهدف توعية الشعب المصرى وحثه على التحرك ضد مخطط التوريث الذى بدأ تنفيذه»، على حد قوله.

وطالب الدكتور حسن نافعة، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، جمال مبارك بترشيح نفسه للرئاسة من خلال الهيئة العليا للحزب الوطنى، وليس من خلال الحملات، التى وصفها بـ«الرخيصة» التى يقودها أشخاص، قال إنهم لا ينتمون للعمل السياسى. أضاف «نافعة»: «إن حملات تأييد (جمال) هدفها الحقيقى (تسخين) الشارع المصرى، وإظهاره أمام الرأى العام بأنه رئيس مصر المقبل»، لافتاً إلى أن الذى يمول حملات «جمال» هو مؤسسات الدولة ورجال الأعمال، وقال إنه على الأحزاب السياسية تكثيف جهودها للتصدى لهذه الحملات لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

من جانبه، وصف الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام، حملة التوقيعات، التى تتم لصالح «جمال» بأنها «باهتة» وغير مقنعة أو مؤثرة، لأنها تتم لصالح شخص قريب من السلطة وتبدو وكأنها رد فعل لحملة التوقيعات الخاصة بـ«البرادعى»، وأضاف «الشوبكى»: «إن حملة توقيعات (البرادعى) عبرت عن رغبة أصيلة فى التغيير والإصلاح، مما أحدث نوعاً من الخوف لدى مجموعة جمال مبارك لإحساسهم بأن مجموعة (البرادعى) تتحرك بطريقة جديدة على المجتمع المصرى كسرت حاجز الخوف».

واتهم «الشوبكى»، «جمال» بالحرص على الشكليات ومواجهة أى طرف بوسائل تستند إلى السلطة والنفوذ. وحول حملة الملصقات التى نظمها أيمن نور، ضد ترشيح «جمال» للرئاسة قال الشوبكى إن شباب الغد المؤيدين لنور ومجموعة جمال يشعرون بالغيرة من الحراك السياسى الذى أحدثته مجموعة «البرادعى»، فكان رد فعلهم حملة مضادة لإثبات وجودهم.

واعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد، مدير مركز الأهرام للنشر والترجمة، حرب الملصقات والتوقيعات بين مؤيدى جمال و«البرادعى» «فراغاً سياسياً»، مشيراً إلى أن تلك الحرب فى الشوارع أو على المواقع الإلكترونية، تتم بـ«عشوائية» لا تنم عن أى تحرك سياسى سليم، وقال: «التحركات العشوائية التى يقوم بها مؤيدو (جمال) و(البرادعى) تؤكد غموض مستقبل مصر، خاصة فيما يتعلق بشخصية الرئيس المقبل».

المصري اليوم - محمد عبدالقادر ومحمد غريب ومحمد طلعت داوود  - 1 - 8 - 2010