المضاد الحيوي ليس العلاج لكل الالتهابات، ووصفه للمرضى من مهام الطبيب وليس الصيدلاني

رزان حبش – شام إف إم
مع بدء الأجواء الباردة والنسمات الخريفية.. العديد من الأشخاص يعانون من جفاف الحلق وآلام البلعوم، وتكثر استخدامات الأدوية المختلفة، كالمسكنات والصادات الحيوية على اختلاف أنواعها، إلا أن هذا الاستهلاك غالباً ما يتصف بالعشوائية وقلة المعرفة.
حيث بيّنت الدكتورة في كلية الصيدلة والمدرّسة بقسم التطبيقات العملية د. ميساء نصر لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن تناول المضاد الحيوي عند الإحساس بألم البلعوم مباشرةً هو إجراء غير صحيح، لأن الأعراض المرافقة لذلك قد توضح أن الالتهاب فيروسي وليس جرثومي، كاحتقان الأنف والسعال.
بينما يعالج المضاد الحيوي الالتهابات الناتجة عن الإصابات الجرثومية البكتيرية فقط، وعليه فإن تناوله عند الإصابة الفيروسية قد يمنع الاستفادة منه في حال الإصابة البكتيرية.
عدا عن الأضرار التي قد يسببها الصاد الحيوي عند أخذه بدون حاجة الجسم إليه، فقد يؤدي إلى قتل البكتريا النافعة، أو يمكن أن تعتاد الجراثيم عليه في حال كان غير مناسب للحالة المرضية.
وأشارت د. نصر إلى أن العلاج من الإصابة الفيروسية قد يكون عبر إجراءات بسيطة كاستخدام خافضات الحرارة، ومضادات السعال، ورافعات المناعة مثل فيتامين C.
وذكرت د. نصر أنه عند زيارة أحد المرضى المصابين بالتهاب البلعوم للصيدليات يجب سؤاله عن مدة ارتفاع الحرارة لديه، فإن تجاوزت مدة ذلك الـ 24 ساعة فهو بحاجة لزيارة الطبيب، لأنه الوحيد المخوّل لوصف المضاد الحيوي.
ونوّهت الأستاذة الجامعية إلى أن الأعراض متشابهة بين الالتهاب الجرثومي والفيروسي، كارتفاع درجة الحرارة، والسعال، والاحتقان.. إلا أن ما يميز الاثنين عن بعضهما هو مدة الإصابة، حيث إن استمرار هذه الأعراض لأكثر من يوم فإنها غالباً ما تكون إصابة جرثومية، وتحتاج إلى الطبيب.
كما شجعت د. نصر على استخدام العلاجات المنزلية كإجراء أولي قبل اللجوء إلى دواء الصاد الحيوي، كالماء الدافئ مع الليمون، والزهورات، والثوم الذي يعتبر مضاداً حيوياً طبيعياً، وهي فعّالة في الحالات البسيطة.
وأكدت د. نصر أن وصف وإعطاء المضاد الحيوي هو مهمة الطبيب وليس الصيدلاني، لافتةً إلى أن المنظومة الصحية في سورية والمتمثلة بوزارة الصحة ونقابتي الأطباء والصيادلة تقوم بندوات تناقش الاستخدامات الخاطئة لبعض الأدوية ومنها الصادات الحيوية.
حيث تهدف هذه الندوات إلى تنبيه وتوعية الناس بشكل عام والصيادلة بشكل خاص إلى ما قد ينتج عن ذلك من تعريض حياة الأشخاص للخطر.
وكانت نقابتا أطباء وصيادلة دمشق أقامتا أول مؤتمر علمي مشترك تحت عنوان "الصحة عالم الحياة" في مكتبة الأسد بدمشق الخميس الماضي.
وتضمنت محاور المؤتمر عدة مواضيع منها الطب العصبي والنفسي وطب الأطفال وأدويتهم وطريقة صرفها وعلاجاتها وتداخلاتها الدوائية، وكيفية ترشيد استعمال الصادات الحيوية.