المطبخ السوري بقلم زياد غصن

المطبخ السوري

اقتصادية

الثلاثاء,٠٥ تموز ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
في جائحة كورونا المستمرة منذ نحو عامين، يؤمن البعض أن طبيعة الأكل الشرقي حالت دون انتشار الفيروس، تبعاً للنسب التي شهدتها المجتمعات الأخرى.
أكثر من ذلك، فإن قناعة صُحفي مصري معروف تقول إن تهديد بنية المجتمع السوري بدأت مع تغيير ثقافة طعامه، والتي تمثلت في استبدال مأكولاته المعروفة بتوازنها الغذائي، بمأكولات أخرى غير صحية أو مفرطة في دهونها وندرة خضارها الطازجة.
وعندما تسهل عملية تغيير ثقافة الأكل أو الاستهلاك الغذائي، يصبح الباب مفتوحاً لتغيير ثقافات اجتماعية واقتصادية أكثر أهمية وخطورة.
وهذا ليس لأن الأمر متعلق بالبطون، وإنما لأن ما تربى أو اعتاد عليه الفرد طيلة عقود من الزمن من موروث اجتماعي قد سقط، قبل أن تصل "لعنة" العولمة إلينا.
في الحديث عن مسيرة المطبخ السوري كإرث اجتماعي، لا بد من التوقف عند مسألتين..
الأولى... ما دخل على هذا المطبخ طيلة العقود والسنوات السابقة من متغيرات، تحول تدريجياً إلى جزء من عاداتنا الغذائية، رغم قناعاتنا أنها مضرة ومؤذية أحياناً، وتالياً اندثار عادات ومأكولات تراثية.
والمشكلة لا تكمن في تفاعل المطبخ السوري وتأثره بما هو شائع عالمياً، لكن هي في حجم ذلك التفاعل الذي يصل إلى درجة التغير لا التأثير.
أما المسألة الثانية، فتتعلق بتأثيرات تلك المتغيرات على الأمن الغذائي السوري، فما بتنا نستورده من سلع غذائية كرمى لصناعة المأكولات الغربية والجديدة على المطبخ السوري ليس بالقليل. وفي الحرب اتضح ماذا يعني أن يصبح استهلاك السوريين من الأرز مثلاً أعلى من منتجات القمح، هذا بغض النظر عن صعوبات الإنتاج الوطني من القمح.
باختصار المطبخ السوري ليس مجرد مأكولات تراثية مشهورة، هو رمز لثقافة استهلاك أعطت أجدادنا أعماراً طويلة وأجسادا قوية.
دمتم أبناء هذه الأرض بكل خير
 

المطبخ السوري
المطعم السوري
طعام سوري
فن الطبخ