المطران عبسي ينفي: لا كتابات مسيئة على أسوار الكنائس

نفى سيادة المطران جوزيف عبسي مطران الروم الكاثوليك الملكيين بدمشق صحة المعلومات التي تناقلتها بعض الأوساط عن كتابات شوهدت على أسوار بعض الكنائس الدمشقية والتي زُعم أنها تتوعد جموع المسيحيين في أعيادهم مبيناً أن هذه الأقاويل تندرج تحت الشائعات المغرضة وأنه أجرى اتصالات مع جميع كنائس دمشق وتأكد شخصياً من كذب هذه الادعاءات.
وقال المطران عبسي : بلغنا أواخر صيامنا ونستعد لدخول الأسبوع القادم هو أسبوع الآلام الذي نحيي فيه ذكرى آلام السيد المسيح، وقد عشنا الصيام منذ منتصفه في فترة عصيبة على سورية، عشناها مع صيامنا ومع آلام السيد المسيح، وكأن سورية تشارك السيد المسيح آلامه، فهذه الأيام الصعبة نعيشها كما نعيش أسبوع الآلام المقدس، نعيشها بألم ووجع ونحن نرى بلدنا الحبيب سورية بشعبها وبكل مقوماتها تتعرض لمحاولة لقتلها وصلبها كما صلب المسيح ظلماً وكما اتهم بتهم وتهم تم اختراعها حتى صلب، وكذلك سورية في هذه الفترة هناك من يخترع لها التهم من البعيد والقريب حتى يصلبها ويدفنها ويمحوها، ولكن لنتذكر كلام المسيح لتلاميذه حين قال إذا رأيتم آلامي فلا تخافوا لأني سأقوم في اليوم الثالث وسأغلب الموت، ونحن أيضاً بإيماننا بسورية وبشعبها وقيادتها نرى ما تعانيه من آلام وفي الوقت عينه نؤمن بها وبأنها ستنهض كما نهض المسيح من الآلام ومن الموت وهذا أملنا ورجاؤنا وقد بدأنا نتلمس قيامتها بالفعل.
وأضاف عبسي: في طقوسنا نصلي كل يوم من أجل بلدنا وشعبنا وحكامنا وجيشنا، ولكن في هذه الفترة فترة الفصح والآلام نقدم كل صلواتنا على نية سورية لتنهض من درب الصليب وتتغلب على هذه المحنة وتبصر النور في نهاية الدرب المظلم الذي تمر به اليوم.
من هنا جاءت فكرة البيان الذي عممته الكنائس فقد أحببنا أن نقول لأبنائنا السوريين مسلمين ومسيحيين إننا نقدم صلواتنا الملحة من قلب إيماننا حتى تنهض سورية من هذه الكبوة معبرين عن محبتنا لكل سوري مهما كان لونه أو دينه وعن وفائنا لشهدائنا ولكل قطرة من دمائهم وعن مواساتنا لأهاليهم ولذويهم وأحبتهم مؤكدين إيماننا بالصلاة وبمفعولها لأن إلهنا هو الأقدر على التمييز بين الخير والشر وعلى معرفة حقيقة ما يحدث وهو القادر على أن يستخرج من الشر خيراً ومن الظلمة نوراً لخير سورية ولنهضتها.
في النهاية لا بد أن تنتصر المحبة، ولا بقاء إلا للمحبة لأن اللـه محبة وإذا كنت أؤمن بالمحبة فأنا أؤمن بوجود الآخر وبحقه وإلا فأين أنا من المحبة، هذه هي المحبة طريق خلاصنا التي ستساعدنا على النهوض ببلدنا وعلى إنعاش بلدنا وهذه المحبة تفرض التنوع في بلدنا الذي هو بالأصل سر جمال بلدنا وسر قوته وغناه، وبالمحبة التي لا تسقط ولا تزول ننمو كلنا معاً ونبني سورية معاً.
وحول ما يجري في البلاد هذه الأيام قال عبسي: هناك من لا يريد لبلدنا أن يرى الراحة والطمأنينة والاستقرار، وعندما لا تكون سورية مستقرة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً فهذا لا يصب إلا بمصلحة العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي هو السبب وراء كل العلل التي تحل فينا لأن هذا العدو لا يريد السلام والسلام لا يناسبه. أما الوتر الطائفي فهو وتر حساس بل هو بالغ الحساسية ولاسيما لدى شعوبنا الشرقية وأعداؤنا يعرفون موضع الضعف هذا، ولكن شعبنا السوري أقوى من النعرات وهذا ما أثبته التاريخ، فقد مر على سورية حضارات كثيرة وشعوب كثيرة وأديان وطوائف متنوعة لا يزال معظمها حياً، ولذلك اعتاد السوري العيش مع الآخر الذي يختلف عنه في الانتماء الديني ويشترك معه في أنه سوري يعيش معه على أرض واحدة ويشترك معه بثقافة واحدة ومصير واحد ويسعى معه لأهداف واحدة، ولذلك فالسوريون هم أقل الشعوب تأثراً بالنعرة الطائفية لما يمتلكون من انفتاح على الآخر وتسامح معه. ومع ذلك يظل هناك هامش للضعف البشري يحاول البعض استغلاله لإثارة الفتنة، ولكن لن يستطيع هؤلاء التأثير في المسار العام للشعب السوري الذي يؤمن بالتسامح وباللاطائفية، وستفشل أي محاولة لإثارة الفتنة بين أبناء الشعب.
ورداً على سؤال حول بيان الكنائس الأخير الذي قصر احتفالات الأعياد على الصلوات داخل الكنائس وما إذا كان الخوف من وقوع حوادث لعب دوراً في هذا القرار قال عبسي:
نحن لسنا خائفين من أن يهاجمنا أحد لا في الأعياد ولا في غيرها من الأوقات، لأننا نؤمن بمحبتنا للآخرين وبمحبة الآخرين لنا، ونثق بإخوتنا السوريين وبأن إخوتنا لن يؤذونا، ونستطيع ائتمان إخوتنا على أرواحنا من دون أي خوف، ونحن لم نتعرض للأذى يوماً، نحن نعيش منذ القدم مع إخوتنا السوريين بانتماءاتهم الدينية المختلفة بأخوة وسلام وأمن، ولا نزال نعيش هذه الحال، أما حدوث بعض الاضطرابات أو إذا أراد أحد أن يستغل الاضطرابات أو أن يختلقها بأذيتنا فهذا لا يخيفنا ولا يقلقنا، ففي أرقى البلاد وأكثرها ديمقراطية وتقدماً تقع الحوادث وسمعنا الكثير عن ذلك كأن يدخل مسلح إلى مدرسة ويطلق النار على الطلاب كما يفتعل الكثير من التفجيرات وغيره الكثير من الأمثلة.
شام نيوز- الوطن