المعروك السوري.. خبز رمضان الذي لوّحته "الموضة"

المعروك السوري

عروب حمود- شام إف إم


واحدة من النصائح التي كان عليك اتباعها في رمضان هي ألّا تذهب إلى سوق "الجزماتية" وأنت صائم، لأنك ستعود محملاً بكل ما ستراه وتشتهيه عيناك، لأن باعة الحلويات والمأكولات يتفننون بعرض كل ما يصنعونه في هذه الفترة.

ويقع سوق الجزماتية في حي الميدان الوسطاني، والمعروف بأنه سوق تخصصي بكل ما يتعلق بالطعام، وهو المقصد الأساسي للناس لشراء المأكولات والحلويات.

وإذا أردنا الحديث عن أبرز المأكولات التي تتميز فيها هذه الفترة، فأول ما سيكون على القائمة هو "المعروك" الذي يرتبط بشهر رمضان، والذي يعرف بـ "خبز رمضان" فهو لا يعدّ طعاماً مميزاً أو مرتبطاً بطقوس محددة، وإنما هو من الحلويات المتاحة للجميع فقراء وأغنياء في سورية

لكن بالنظر إلى الأسواق الآن، لن تجد معروكاً بشكل واحد كما عرف سابقاً، فعلى مر السنين، كان المعروك يباع بثلاثة أنواع "المعروك السادة" "المعروك بالتمر" "المعروك بالسمن والسكر"، أما الآن ستجد عشرات الأنواع بحشوات غير معتادة، مما يغيّر من شكل المعروك من كونه نوعاً أصيلاً من الحلويات السورية، إلى وصفة قابلة للإبداع والتجديد، وإن لم يكن الجميع يتفق على الأمر.


 معروك الفقراء .. ومعروك آخر

ولكن في منطقة الجزماتية، فلحسن الحظ، ستتمكن من شراء المعروك بأكثر الأشكال تقليدية كي لا ينسى الشكل الأصلي للـ”معروك”، فأغلب المحال تحافظ على المعروك كما كان قديماً. يروي صاحب محل "مذاق الملك" لـ "شام إف إم" أن المعروك هو أمر يمكننا التعديل والإضافة عليه، سعياً لجذب المزيد من الأشخاص لشرائه، مثل إضافة حشوة الشوكولاتة، أو الجبنة أو الفواكه المجففة، فالأشخاص يبحثون عن الجديد.

وأضاف وهو يخفض صوته وكأنه يطلق سر المهنة: "خالف تعرف، هي أهم قاعدة في السوق لجذب زبائن جدد"، ولكن من وجهة نظره، فالتجديد لا يعني الخروج عن طبيعة المعروك التقليدية.

يصف صاحب محل "مذاق الملك" أن إضافة بعض الحشوات الغريبة والتي تغير من طبيعة المعروك أمرٌ غير مقبول بالنسبة لنا، فهذا النوع عرف على أنه للجميع، أيّ للغني والفقير وذوي الدخل المتوسط، فمن غير المعقول أن أضيف حشوة أكثر تكلفة من المعروك بأضعاف وأبيعه على أنه صنف مختلف من الحلوى!.

بينما يرى "أبو أنس" صاحب أحد المحال الشهيرة في السوق، أن "المعروك" لا يكون معروكاً إذا أضيفت إليه مكونات جديدة، فيبقى سر النكهة بأن يكون على طبيعته كما عُرف للناس، وإلا سيكون خروجاً عن الأصل ومحاولة صنع نوع جديد مختلف كلياً لا يشترك مع المعروك إلا بجزء بسيط من الوصفة الأساسية.

يحافظ أبو أنس على الطريقة التقليدية في صناعة المعروك، ويقول لـ"شام إف إم" إنه يصنع المعروك من الطحين والزبدة والبيض والحليب المجفف والسكر، مؤكداً أنه لا يضيف أي مكونات أُخرى بهدف زيادة الإنتاج.


العجن بالأيدي "أقرب للقلب"

يذكر تمام حمّود لـ"شام إف إم" أنه يحب تجربة كل ما هو جديد، ويضيف: "ما بخلي أكلة تعتب عليي، بحب جرب كل الأكلات ومن كل الأماكن لأقدر اختار بالنهاية الأكلة والطريقة المناسبة".

ويفضل حمّود شراء الحلويات الرمضانية من أماكنها الأصيلة، حيث لا تفقد الأكلة نكهتها الأساسية، كما يحب أن يصنع بعض الأنواع بيديه لأنها بحسب وصفه "أقرب للقلب".

بينما تذكر لينا وهي أم لطفلين، أنها تفضل عجن "المعروك" على يديها، توفيراً لسعره الغالي في الأسواق وأكثر ضماناً، وتضيف لـ"شام إف إم": الإنترنت قدم لنا سهولة في التعامل اليومي، فأتابع مقاطع صناعة الحلويات عبر "اليوتيوب" وأختار ما يناسبني من مكونات متوسطة السعر لأتمكن من صنع المأكولات الرمضانية والحلويات في المنزل".


ويتراوح سعر المعروك العادي في الأسواق السورية بين 3000 و6000 ليرة سورية، أي حوالي 0.5، و0.6 دولار.

بينما المعروك المحشو بالإضافات مثل الفريز والكريما أو أنواع الشوكولا الفاخرة بين 10 أو 15 ألفاً أي حوالي دولارين، وقد يصل بعضها حتى 3.5 دولار.