المعلم: خطوات في الإصلاح السياسي هذا العام

قال وزير الخارجية وليد المعلم إن سوريا ستشهد خطوات سياسية في الإصلاح السياسي واوضح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الاسبانية " الرئيس الاسد تحدث عبر لقاء صحفي عن برنامج يبدأ بإصلاح قانون انتخابات الادارة المحلية ثم مجلس الشعب وهكذا".
واضاف "نحن في سورية منذ 1991 بدأنا ببرنامج انفتاح اقتصادي تدريجي للتحول نحو نظام السوق الاجتماعي بحيث يحقق العدالة الاجتماعية في البلد، الآن هناك خطوات سياسية في الاصلاح السياسي سنشهدها هذا العام.. نحن في حوار مستمر مع شعبنا من خلال المنظمات الشعبية القائمة في بلدنا ومن خلال مواقفنا التي تنبع من نبض الشارع السوري". مشددا على أن "برنامج الاصلاح يجب أن يسير وفق النظام العام للبلد وليس خرقا للنظام العام".
وفي رده على سؤال للصحافة الاسبانية حول طل الملوحي قال المعلم "هذه الفتاة قامت بأعمال غير مشروعة عند إقامتها في القاهرة، كانت نتيجتها إصابة أحد الدبلوماسيين السوريين في القاهرة بطعنة سكين من موظف في السفارة الأمريكية. هذا الشخص الذي اعتدى على السوري رحل من السفارة الامريكية في القاهرة فوراً، واستنادا لضبط الشرطة المصرية تم إقامة دعوى تطالب بالتعويض لأن الدبلوماسي السوري أصيب بعاهة دائمة في وجهه.

من جانب آخر اكتفى وزير الخارجية وليد المعلم بالقول "لست مستعدا لخلع جاكيتي" وذلك في رده على سؤال حول رأيه بكلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري في ذكرى 14 آذار.
وحول الدور السوري في تشكيل الحكومة قال "نحن لا نتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية ولدينا الثقة بأن الاكثرية في لبنان لديها الوعي الكافي والايمان المطلق بمصالح لبنان وهي قادرة على تشكيل حكومتها".

كما جدد وزير الخارجية وليد المعلم التأكيد على موقف سوريا الرافض لأي تدخل أجنبي عسكري في شؤون المنطقة موضحا أن سوريا "تقف من حيث المبدأ ضد التدخل العسكري الأجنبي في شؤون المنطقة ولكن هذا لايعني أن هذا الموقف هو لصالح طرف ضد الطرف الآخر" وأضاف " تجاربنا في المنطقة مع التدخل العسكري الأجنبي كانت تجارب مريرة وخطيرة" في إشارة منه إلى ما جرى في العراق والسودان ولبنان وغزة.
وتساءل المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الأسبانية ترينيدا خيمينيث  "هل الحظر الجوي هو تدخل عسكري خارجي أم لا، هل العرب استنفدوا فرص الحل الدبلوماسي وهل لديهم مبادرة تجنب ليبيا التدخل الخارجي..وهل الحظر سينهي سفك الدماء على الارض وسيجنب شعب ليبيا الشقيق هذه المحنة، ثم هل سيفرض حلف الاطلسي هذا الحظر الجوي، وهل الحظر الجوي هو نهاية المطاف في التدخل العسكري الأجنبي أم سيكون له توابع أخرى، مثلما قيل أنه سيتم التمهيد له بقصف الدفاعات الجوية والمطارات".
وشدد المعلم على أن سوريا قلقة للغاية مما يجري في ليبيا وقال "نحن قلقون على الشعب الليبي والدماء التي تسفك والدمار الذي يجري ونريد أن تسود الحكمة  ووقف إطلاق النار وفتح أقنية للحوار بين الاشقاء.. هذا الموقف مبدئي غير منحاز لأي طرف ضد آخر وسورية تدعم الشعب الليبي الشقيق لتحقيق طموحاته مع حرصنا على وحدة ليبيا أرضا وشعبا وسيادة واستقلال ليبيا.".
ودعا الوزيرالمعلم الجامعة العربية لأن تكون الجامعة جاهزة لتضم صوتها إلى صوت الحكماء في ليبيا لتجنيب الشعب الليبي مخاطر التدخل الخارجي ومخاطر ما يجري.
ونفى وزير الخارجية أن تكون سوريا تقدم دعما لليبيا في إشارة إلى شائعات إرسال مساعدات عسكرية للقذافي، وقال "هذا الخبر غير صحيح على الاطلاق، لسنا منحازين لأي طرف في ليبيا، وبالتالي لا صحة إطلاقا لسفر سفينة من طرطوس إلى ليبيا.. نحن لن نقدم دعما عسكريا لأي طرف لأننا نتحدث عن حل دبلوماسي وعن وقف لإطلاق النار وعن الحوار بين الطرفين. نحن مهتمون وقلقون من كل قطرة دم ليبيا تسال على الأرض".
وحول ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن طيارين سوريين يشاركون في العمليات العسكرية في ليبيا قال المعلم: لا يوجد طيارون سوريون ممن يغيرون على مناطق شرق ليبيا، نحن ندعم طموحات الشعب الليبي ولا ننحاز إلى طرف ضد طرف لأن الانحياز يعني مزيد من سفك الدماء. هذا الموقف أعلن مرارا واليوم أعلنه".
وحول انعكاس الأحداث في المنطقة على تحريك عملية السلام أوضح المعلم "نحن نعتقد في سورية، أن هذا العام هو عام فرص لتحقيق السلام أولا لأنه في العام المقبل ستبدأ حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وثانيا بسبب التطورات التي شهدتها المنطقة". واضاف "عندما أتحدث عن السلام أتحدث عن السلام على المسارات المختلفة، نحن نرى مثلا بالنسبة للمسار الفلسطيني أن الاولوية يجب أن تعطى لجهود خيرة تبذل من أجل وحدة الصف الفلسطيني".مشيرا في الوقت نفسه إلى عدم وجود شريك لتحقيق السلام في اسرائيل وعندما يتوفر هذا الشريك تأكدوا أن سورية لن تضيع الفرصة"
وحول مباحثات الوزيرة ترينيدا خيمينيث مع الرئيس بشار الأسد قال "كان اللقاء بناء ومثمرا للغاية، تناولا التطورات الراهنة في المنطقة، ومستقبل عملية السلام، كذلك العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، سورية واسبانيا"
من جانبها قالت الوزيرة خيمينيث "لقد تكلمنا عن التغييرات في المنطقة وعن الإصلاحات التي تتم في الدول العربية" مشيرة إلى أن "عملية التغيير التي تحصل ضرورية وتدفع لتغيير إيجابي وهي ضرورية بالنسبة للمنطقة".
وأضافت "استطعنا الحديث بشكل مكثف عن عملية السلام والمفاوضات التي تدور بين اسرائيل والفلسطينيين" مشيرة إلى أن لسورية دورا مهما جدا في عملية السلام واستمرارها.
وحول الشأن الليبي قالت الوزيرة الإسبانية "لا يوجد موقف موحد ضمن الاتحاد الأوروبي كما هو الحال في الجامعة العربية، ومن الطبيعي جدا أن تكون هناك وجهات نظر مختلفة" واضافت "إننا نبحث عن أفضل الخيارات ضمن وجهات النظر هذه، ونحن في الاتحاد لدينا علم بما يجري في ليبيا من خلال المصادر المختلفة إن كانت من خلال المعارضة أو الحكومة وجميعنا على علم بما يدور في ليبيا".
وتابعت خيمينيث "ما أتفق عليه أعضاء الاتحاد هو أنهم يريدون من القذافي وقف العنف بشكل كامل تجاه الشعب الليبي" مشيرة إلى أن سبب عدم الإجماع حول الإجراءات التي يمكن أن تتخذ على ليبيا يتمثل بالقلق من نتائج فرض الحظر الجوي. وقالت "هناك بعض الدول التي ذهبت أبعد من ذلك وشككت بجدوى فرض حظر جوي، ليس كل الدول ترى بوضوح مدى إمكانية وقف العنف جراء فرض الحظر الجوي".
وحول موقف بلادها من إرسال السعودية لقوات عسكرية إلى البحرين قالت "القوات التي أرسلتها السعودية هي نتيجة لقرار مجلس التعاون الخليجي والبحرين جزء منه، وإذا احتاجت أي دولة المساعدة ستقدم لها المساعدة، ولذلك وبكل صراحة ما يحدث في البحرين لا يشبه ما يحدث في ليبيا ولن يكون له نفس النتائج".