المقامرة بالفضة اكسبت ذهباً!!
"من مغامرة إلى مشروع ناجح نحصد ثماره اليوم".. هذا كان أول جواب قاله السيد كيفورك مانوكيان حين سئل عن تحويل ورشة الذهب إلى فضة.
فالقرار الذي اخذه سنة 1999 اعتبره الكثيرون من أبناء الكار مقامرة لسوق نشط يشتهر فيه الصاغة الحلبيون بمهارتهم و ذوقهم الذائع الصيت خصوصاً أن الناس تعودوا اقتناء الذهب كنوع من الزينة و هو في الوقت ذاته إدخار قرش أبيض ليوم أسود، فالحلي الفضية لم تكن تلقى الرواج الذي كان المعدن الأصفر يناله في ذلك الوقت.
يعدد السيد مانوكيان أنه هناك أسباب عديدة كانت وراء الفكرة أهمها حب النساء لتغيير الحلي ملاحقة للموضة السائدة خصوصاً بعد تركيب الصحون اللاقطة (الديش) وتعرف الزبائن على موديلات كثيرة لم يكونوا على إضطلاع بها لذا اضطررنا إلى السير مع متطلبات السوق. فعلى سبيل المثال في صياغة الذهب استمرينا من سنة 1995 إلى 1998 بتصنيع موديل واحد و كان الطلب عليه كبير، لكن لأن دوام الحال من المحال وكلفة الصياغة تضيع في كل مرة يجري تغيير للموديل، لذا كان لابد من توفير بديل و المعدن الأبيض أمَن الخيار الأفضل.
يتابع كيفورك مشيراً أن الموضوع له علاقة بثقافة مجتمع بدأت تظهر ملامحها بين الشباب فمثلاً انتشار عادة أعياد الميلاد و تبادل الهدايا بين الأصدقاء خصوصاً المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 20 لن يجدوا ألا في الحلي الفضية، التي يتراوح سعر القطعة فيها بين 400 – 13000 ليرة، ملاذاً يلتجؤون إليه بعد أن وصلت أسعار الذهب لأرقام عالية جداً و في نفس الوقت لا يؤمن الاكسسوار الموجود في السوق نفس الجودة و الآناقة المتوفرة لدى الفضة، فالدقة التي تصنع بها هذا النوع من الحلي لا تقل عن تلك التي يشغل بها الذهب أن لم نقل اكثر.
و هنا يؤكد أن كافة الشرائح تهتم باقتناء المعدن الأبيض حتى الطبقة الغنية تعتمد في كثير من الأحيان على الفضة عوضاً عن الالماس فهي أسهل في حالة السفر خوفاً من ضياعها أو حتى يمكن اعتبار ذلك نوعاً من المظاهر المنتشرة بين فئة من الناس.
يبقى أن الارتفاع القياسي لقيمة الذهب فاق كل التقديرات و شرعت الباب أمام تنبؤات تتوقع وصول المعدن الأصفر لأسعار خيالية و بذلك فُتح من شقوق الجدران طريق واسع لكل من سار على خط صياغة الحلي الفضية ليصل اليوم إلى بر أمان بعد أن ترك المتأملين تحسن سوق الذهب في ركب طويل يُمل انتظاره.
جاك قس برصوم- شام نيوز- حلب