المماطلة في تشكيل الحكومة اللبنانية يهدد مؤسسات الدولة وينذر بمشاكل خطيرة

دخلت عملية تشكيل الحكومة اللبنانية شهرها الخامس ولا مؤشرات جدية عن قرب ولادتها، بل على العكس فان الامور تتجه الى مزيد من التعقيدات والتراجع، والى تراشق مستمر بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والفريق الذي سماه لتشكيل الوزارة يتبادلون فيه اتهامات حول من يعطل تشكيل الحكومة.
وقد وصلت الامور الى ان الرئيس المكلف يقول انه بانتظار اسماء مرشحي كتل الاكثرية الجديدة ليضعها على الحقائب، والاكثرية تقول انها بانتظار موافقة الرئيس المكلف على تصورها للحقائب التي تعتبرها من حقها كي تعطيه اسماء مرشحيها للحكومة.
ودليل انعدام الثقة بين ميقاتي وفريق الاكثرية الجديد واضح وعبر عنه العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح عندما ابلغ اعضاء تكتله ان الرئيس ميقاتي لا يريد تشكيل الحكومة، وكذلك مواقف الرئيس المكلف التي تقول "ماذا يبقى لرئيسي الجمهورية والحكومة اذا رسم العماد عون صيغة التشكيلة الحكومية".
وفي ظل هذه السجالات التي تتكرر كل يوم في الصحف ووسائل الاعلام، ظهر خلاف جديد ذو ابعاد مذهبية بين قوى 8 اذار التي تؤكد حق المجلس النيابي في الاجتماع والتشريع في ظل حكومة تصريف الاعمال، بينما تعتبر قوى 14 اذار ان هذا الامر مخالف للدستور، وان المجلس النيابي الذي يراسه رئيس شيعي يريد ان يصادر صلاحيات رئيس الحكومة السني، مما خلق اشكالية، وجعل الجلسة النيابية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري اليوم مادة خلافية جديدة تنضم الى ملف الخلافات حول تشكيل الحكومة.
وفي حين يحث سفراء معتمدون، عرب واوروبيون في بيروت، على تشكيل الحكومة واتاحة الفرصة امام رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي لانجازها نظرا الى البرنامج الواعد الذي سيطرحه، نقل عن هؤلاء قولهم انه لا يجوز ابقاء البلاد من دون حكومة فاعلة لمعالجة القضايا الشائكة التي تنتظرها، والاهم وقف تفكك المؤسسات واعادة الهيبة الى اكثر من سلك.
واعربوا عن دهشتهم لحال الازدراء التي تنتقل من وزارة الى اخرى، كالذي حصل في وزارة الاتصالات منذ مدة عندما اشهر فريق امني السلاح في وجه فريق اخر، وان ما حصل في شان الشبكة الثالثة للخليوي بين وزير الداخلية (الذي اعتكف في منزله) والمدير العام لقوى الامن الداخلي (الذي سافر الى السعودية)، لا يدل الا على انحلال تركيبة المؤسسات.
صحيح انه لا يشهد لبنان اليوم مظاهرات كالتي تحدث في بعض العواصم العربية مطالبة باسقاط الانظمة، لكن التطورات التي تشهدها البلاد منذ حوالي خمسة اشهر ستؤدي، اذا لم يتم تداركها ولم تتشكل حكومة، الى انهيار النظام وتفكك مؤسساته، وهذا لم يحصل في ظل حرب اهلية دامت اكثر من 15 عاما.
شام نيوز - صحف