الممثل السوري بسبع كارات

حدث ذات مرة في أحد برامج " مواهب الأطفال " أنهم اكتشفوا " طفل المعجزة المتعدد المواهب " ، ومنذ ذلك الحين تكرر هذا المشهد لكنه لم يكن محصورا بالأطفال ، فتفشي تعدد المواهب انتقل إلى الممثلين السوريين الذين ظهروا " كفناني المعجزة " خاصة أن الواحد منهم قادر أن يكون ممثلا وكاتبا و مخرجا و مغنيا ومقدم برامج في الوقت ذاته و قادر أن يجمع كل ما سبق في عمل تلفزيوني واحد ...!!
و يتوجب على الجمهور الذي لا يملك في يده سوى جهاز التحكم أن ينتقل من محطة إلى أخرى لمشاهدة مواهب الممثل السوري المتنوع ، فالفنان وائل رمضان و بعد ما قدم نفسه كممثل يعود ليعرض علينا جرعة مزدوجة من مواهبه ليظهر في المسلسل مخرجا وممثلا إلى جانب محاولة الفنانة سلاف فواخرجي لإظهار زوجها كبطل مهم على صعيد التمثيل و الإخراج و تأسيس ما يسمى ب " business family "
أما الفنان سامر المصري فقد تنوعت أدواره بعد أبو شهاب لنراه كممثل في " الدبور " و كاتب ومغني و منتج و بطل مسلسل " أبو جانتي " ، والفنانة أمل عرفة التي عرفها المشاهد السوري منذ الثمانينات بمواهبها المتميزة على صعيد الغناء و التمثيل ، ظهر لديها مؤخرا موهبة الكتابة مثل مسلسل " دنيا " و " عشتار " ، وأيضا الفنان عباس النوري الذي كان زعيما في مسلسل باب الحارة و أهل الراية فقد خاض مغمار الكتابة من خلال اشتراكه مع زوجته الكاتبة عنود خالد في كتابة سيناريو " أولاد القيمرية " و مسلسل " طالع الفضة " الذي سيتم تنفيذه بعد رمضان ، و إذا انتقلنا للفنان سيف الدين سبيعي سنجده ممثلا و مخرجا في عمل تلفزيوني واحد كمسلسل " أهل الراية " إلى جانب " مرايا " و " الحصرم الشامي " و غيرها من الأعمال على صعيد الإخراج ، في حين اقتحم الفنان رافي وهبة عالم الكتابة الكوميدية و هو اليوم يقرر الدخول إلى عالم السياسة البوليسية .
ولا يمكن أن ننسى تجربة الفنان باسم ياخور في تقديم برنامج " مساكم باسم " و تجربة الفنانة نادين سلامة بتقديم برنامج " عوافي مع نادين " ودخول الفنان وائل شرف إلى عالم الفيديو كليب من خلال أغنية " و افترقنا " مع الفنان فضل شاكر ، و كذلك جيني إسبر التي مثلت في فيديو كليب مع الفنان اللبناني عاصي الحلاني .
وهذا كله يعتبر غيض من فيض فعالم الدراما مليء بالمواهب السورية الفذة ، ولا يقتصر هذا على الفنان السوري فقط ، فقد عرفنا سابقا تجارب أغنت تاريخ السينما والتي كانت تعتمد على تعدد المواهب مثل شارلي شابلن الذي كان يكتب و يخرج و يمثل و يضع أيضا الموسيقى التصويرية لأفلامه ... لكن المفارقة أن عصر شارلي شابلن كان مختلفا فقد كان الممثل نفسه يساهم أحيانا بعمليات تنظيف المسرح أو موقع التصوير وبالتالي كان يشارك أيضا في النص و الإخراج لعدم وجود صناعة متكاملة ، أما اليوم فالفنان السوري يستغل نجوميته ليظهر بأكثر من دور و هذا ما قد يمنع ظهور روح جديدة في عالم الكتابة و الإخراج و البرامج .
شام نيوز-رامان آل رشي