المناطق السياحية The Next Day...

ما إن أعلن عن موعد بداية المدارس.. وانتهت عطلة العيد.. حتى بدأ السائحون يحملون أشياءهم.. تاركين المناطق السياحية.. لتواجه مصيراً مجهولاً.. بانتظار سائح يعاني من "خلل بالرزنامة" يأتي بغير موعد الموسم السياحي المتعارف عليه...
سكان المناطق السياحية في اللاذقية وطرطوس والجبال المحيطة.. استيقظوا صباح اليوم التالي لانتهاء الموسم.. على هدوءٍ لم يعهدوه من قبل... شغلهم الاقبال الكبير على السياحة هذا العام... عن التحضير لما بعد الموسم السياحي..
فالفنادق والمطاعم والشاليهات الذين تهيؤوا لاستقبال الزوار الوافدين، مع شهود تلك المناطق بإقبال سياحي لافت من قبل السياح العرب من دول الخليج العربي والبلدان المجاورة وحتى من المناطق السورية الأخرى، بدؤوا يوم ما بعد السياحة بانتظار زبونٍ محلي يقوم بسياحةٍ في مناطقه التي لم تتسن له رؤيتها وسط ذلك الازدحام الذي شهده الموسم هذا العام.. أو زبون محلي آخر من الذين يستخدمون الشاليهات والفنادق لمواعيد مخفية...
حيث يقول صاحب أحد المكاتب العقارية الذي رفض ذكر اسمه ومنعنا من التقاط أية صورة لمكتبه أن الموضوع يشكل حيرة بالنسبة له فأثناء الموسم لا يكف جواله عن الرنين هذا يريد بيتاً والآخر فيلا والآخر سيارة و.. أما لآن فهو "يجلس واضعاً يده على خده".. "فالموسم أصبح في نهايته ولا يدر ماذا يفعل.. هل يعمل مثل غيره في تأمين الشقق المفروشة لأغراض مشبوهة أم لا حيث يؤكد أنه وبعد انتهاء الموسم السياحي، خصوصاً في المناطق القريبة من الشاطئ الأزرق، حيث يعمل بعض أصحاب المكاتب العقارية في تأمين الشقق المفروشة لأغراض الدعارة وخصوصاً للسياح العرب إضافة إلى أعمال أخرى وصفها بالفاجرة"....
خلو تام.. والبعض : اعتدنا الأمر!!
المشكلة هذا العام لم تكن في الإقبال السياحي الكبير على تلك المنشآت أثناء فصل الصيف، على الرغم من بعض ما اتضح من عدم الجاهزية الكاملة في استقبال هذا العدد الكبير من السياح، فالمشكلة انتقلت إلى فراغ تلك المنشآت بعد قدوم شهر رمضان واستعداد أغلب العائلات وتحضيرها لبدء العام الدراسي الجديد ما أثر وبشكل كبير على الموسم السياحي في تلك المنشآت.
فالسيد (م) الذي رفض إعطاء اسمه كاملاً يؤكد أن الموسم السياحي خلال فترة الصيف كان جيداً نوعاً ما في منتجع الشاطئ الأزرق فقد كانت نسبة الإقبال وامتلاء الغرف والأجنحة تتجاوز في بعض الأحيان نسبة الـ50 بالمئة لتعود وتتدنى كثيراً أثناء شهر رمضان المبارك لدرجة أن المنتجع كان خالياً تماماً في بعض الأحيان وهذا مرده إلى عودة السياح إلى بيوتهم وانشغالهم بالعيد والمدارس.
بينما يرى السيد عبيدة سلامة موظف استقبالات في فندق الريفييرا أن الموسم السياحي لديهم لم يتأثر كثيراً إذ أنهم يعتمدون دائماً على المجموعات السياحية التي تأتيهم من خارج القطر والرحلات العلمية حيث أنهم لا يعيرون اهتماماً كبيراً للسياحة الداخلية ما دام هناك مجموعات سياحية تأتيهم وتبقى أجنحة الفندق مليئة بالزوار.
من جهته السيد مصطفى هارون مدير فندق هارون يعتقد أن الأمر طبيعي جداً ففي فصل الصيف يكون للعطلة نكهتها وللاصطياف طعمه المميز حيث يؤجل أغلب الناس إجازاتهم إلى فصل الصيف وبهذا تتحقق الفائدة لنا نحن أصحاب الفنادق وعندما تأتي المدرسة من الطبيعي أن ينصرف الناس إلى أشغالهم ولكن ما يميز الموسم السياحي هذه السنة أن شهر رمضان المبارك أتى في منتصف الصيف ما أدى إلى انخفاضه بشكل كبير.
حلول أخرى لفترة "خارج الموسم السياحي"
المسألة لم تشكل فرقاً لدى البعض الذين اعتبروا أن حصر الموسم السياحي ببضعة أشهر في العام لا يزيد ولا ينقص فالحال عندهم لا يختلف سواء كان موسماً سياحياً أم لا، كما يخبرنا السيد سامر الذي يعمل في مطعم ومقهى العجمي، ويضيف "المطعم يفتح ليلاً نهاراً والزبائن هم أنفسهم حيث تسعى إدارة المطعم إلى تقديم كل ما هو جديد وتحسين الخدمات للزبائن والسياح على حد سواء ومنها مثلاً عرض المباريات الرياضية والمونديال على القنوات المشفرة وأيضاً إدخال التحسينات وبشكل مستمر على المطعم بهدف لفت نظر الزبائن وجذبهم إليه.
يرى السيد غدير مدير مطعم وكافتيريا زين أن قدوم المدارس واقتراب موعد الجامعات فرصة لا تعوض بالنسبة له ولعماله حيث يتمتع مطعمه بموقع قريب من الجامعة ومن تجمع للمدارس حيث يعده المراهقون والمراهقات ملاذاً آمناً من أعين الأهل ورقابتهم وأيضاً يجدون فيه متنفساً من الفروض والواجبات المدرسية بعيداً عن تسلط المدرسين ووطأة الدروس.
ومن جهة أخرى يعتبر ملجأ لطلاب الجامعات الذين يريدون أخذ استراحة بين محاضرة وأخرى فيرتادونه بكل ارتياح وتعلو الضحكات ويمارسون المزاح وكأن لا هم لديهم ولا دروس...
سامي زرقة - شام نيوز - اللاذقية