المناطق العشوائية في حلب..

 

مع تصاعد حملة هدم المخالفات التي يقوم بها مجلس المدينة وهي حملة كبيرة وغير مسبوقة تستهدف إعادة العصر الذهبي لقمع المخالفات كما كان سابقا تصاعدت إلى السطح تساؤلات أخرى حول جدوى حملات الهدم في معالجة ملف السكن المخالف وبالتحديد مناطق المخالفات التي أصبحت تشكل حوالي 40% من مدينة حلب, وخاصة أن أسباب انتشار هذه المناطق مرتبطة بعوامل حيوية أخرى كالهجرة من الريف إلى المدينة وعدم مواكبة التوسع في المخطط التنظيمي للزيادة المضطردة للسكان, والإمكانيات المادية المتواضعة لمجلس المدينة مقارنة بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه وهي أمور معلقة إلى الآن

 40% من حلب هي مناطق مخالفات تشكو العوز في الخدمات الأساسية وتفتقر إلى البناء الصحي والآمن وتشكل هماً ضاغطاً على مجلس المدينة الذي يطالب من ناحية أن يقدم الخدمات لها ومن ثم هو غير قادر على تخديم منطقة مخالفة لا تنسجم مع معايير المدن فكيف مثلاً يمكن تنظيف الأزقة الضيقة في الأحياء المخالفة ولا يمكن أن تصلها آليات النظافة أو حتى آليات الإطفاء في حال حدث حريق أو لا يمكن لحظ خدماتها ضمن ميزانية مجلس المدينة.‏

كأننا ندور في حلقات مغلقة الأولى هي مستوى الخدمات في الأحياء المخالفة فهي بحاجة ماسة لهذه الخدمات ولا يمكن تخديمها لأنها مخالفة.. الحلقة الأخرى هذه الاحياء بحاجة إلى دراسات تنظم البناء فيها وهذه الدراسات استغرقت وتستغرق سنوات وفي هذه المدة تتوسع مناطق المخالفات وبالتالي تحدث مناطق أخرى ومخالفات لم تكن موجودة بحاجة إلى دراسة تنظيمية.‏

ففي حلب يوجد 22 منطقة مخالفات تتوسع وتتمدد وتلقى إقبالاً كبيراً من الناس مدفوعين بأسباب شتى أهمها عدم القدرة على شراء سكن في المناطق الأخرى وعدم توفر أراض يمكن البناء عليها بشكل نظامي وخاصة وأن المخطط التنظيمي بحلب بقي سنوات بدون إضافة مساحات توازي الزيادة السكانية فيها حيث يشير تقرير مناطق السكن العشوائي في حلب الذي أصدره برنامج التعاون التقني السوري الألماني للتنمية العمرانية المستدامة إلى أن مناطق المخالفات تنمو بمعدل 4% سنوياً أي حوالي 4800 نسمة في السنة مما يتطلب نحو 150 مسكناً جديداً أسبوعياً في مناطق المخالفات والتي تتفاوت فيما بينها بمعدل الكثافة السكانية فهناك مناطق مرتفعة الكثافة وهي المناطق الداخلية من المدينة التي تقع جنوب وجنوب شرق المدينة القديمة والشيخ مقصود وتل الزرازير والأنصاري الغربي والمناطق المتوسطة الكثافة مثل كرم الجزماتي والشيخ فارس والشيخ خضر وقرية الأنصاري والأشرفية وبني زيد وعين التل والحيدرية ومناطق منخفضة الكثافة بالمالكية - الشيخ سعيد - العويجة - الدويرينة وكفر داعل وقرية النيرب وخان العسل..‏

نقص الخدمات الذي تعاني منه هذه المناطق غير مقتصر على شبكات الصرف الصحي أو الماء أو الكهرباء أو ترحيل النفايات بل يمتد إلى صعوبة تأمين أراض لبناء المدارس والمستوصفات ووجود مستويات خطيرة من التلوث البيئي وعدم استهداف هذه المناطق ثقافياً أو تنموياً مما يرفع من مستوى التخلف والأمية إضافة إلى مستويات البطالة المرتفعة التي تشكو منها كون أغلب تلك الأسر هي أسرة وافدة من الريف تبحث عن فرص عمل لها في المدينة.‏

 

 

 

 

مناطق المخالفات ذات الكثافة المرتفعة:‏

- تل الزرازير:‏

يشير تقرير مناطق السكن العشوائي في حلب إلى أن المباني في المنطقة تغلب عليها المباني الطابقية المرتفعة مع أن الأرض فيها غير مستقرة ومعظمها يقوم على مستنقعات مستصلحة وهي أبنية معرضة للانهيار ضعيفة الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية وتعاني من تسرب لمياه الصرف الصحي.‏

- الأحياء الجنوبية وجنوب المدينة القديمة وهي خليط من المباني السكنية التقليدية والمرتفعة مقسمة بشكل عشوائي وشوارعها ضيقة وذات كثافة سكانية عالية ترتفع فيها مشاهد النفايات مما يؤثر على الصحة العامة.‏

توسع الأحياء الجنوبية مبانيها طابقية مرتفعة وتقسيم الجزء الجنوبي منها سيئ جداً والوصول إلى الحارات الضيقة يعتبر مشكلة وتعبيدها رديء وخدمات الصرف الصحي الكهرباء والمدارس والصحة غير كافية.‏

- الأنصاري الغربي: تم تنظيم وتطوير جزء منها أما الباقي فقد نما بشكل مخالف والخدمات الصحية والتعليمية فيها غير كافية.‏

- الشيخ مقصود: معظم مساكنها مؤلفة من طابقين ومعايير البناء سيئة والشوارع ضيقة وذات إضاءة سيئة وتنقصها الخدمات الصحية والتعليمية.‏

المناطق ذات الكثافة السكانية المتوسطة‏

- المعصرانية: وقد نشأت هذه المنطقة على أرض زراعية قريبة من مركز المدينة وتعتبر حركة المرور فيها مشكلة حيث تشكل الشاحنات خطراً على المشاة وتلويث الهواء.‏

- قرية الأنصاري: وهي جزء من منطقة الأنصاري الكبرى لكنها مازالت تحتفظ ببعض سمات القرية من شوارع ضيقة وعدم وجود مساحات مفتوحة مما يجعل الوصول إلى المسكن أمراً صعباً.‏

- الأشرفية: رغم أن المبادرات الذاتية لأهالي المنطقة قد حسنت ظروف المعيشة إلا أن جودة الشوارع والأرصفة والمياه والصرف الصحي والمدارس والخدمات الصحية ما تزال مشكلة كبيرة.‏

- بني زيد: البيوت مؤلفة من طابقين ومزودة بالخدمات ومع ذلك لا توجد مساحات مفتوحة ويصعب فيها الوصول إلى المدارس.‏

- عين التل: تخطيط المنطقة عشوائي وخاصة الشوارع في شمال المنطقة وتعاني المنطقة ككل من مستويات مرتفعة من تلوث الهواء.‏

- الحيدرية: منازل المنطقة غالبيتها مؤلفة من طابقين وتوجد فيها بعض الشوارع الضيقة وتعبيدها سيئ.‏

- حارة الشحادين: نمت المنطقة على أرض زراعية وبطريقة عشوائية وأوضاع المساكن ليست جيدة حيث الأساسات ضعيفة وتشكل خطراً على استقرار بعض المباني وتعتبر معايير الخدمة فيها سيئة حيث لا توجد مرافق صحية محلية وقد تم تنفيذ شبكة صرف صحي من قبل السكان إلا أنها تطوف عند هطول الأمطار مما يزيد من انتشار الأمراض.‏

- جبل بدرو: شبكة الصرف الصحي رديئة وشبكتا الماء والإنارة الطرقية غير مكتملتين وتعاني المنطقة من تلوث نواتج المصانع وشوارعها خطرة نتيجة حركة الشاحنات الثقيلة ومعظم السكان يعيشون في منازل مؤلفة من طابقين.‏

- كرم الجزماتي: المنازل مؤلفة من طابق أو طابقين وتحتاج إلى صيانة للشوارع وحركة المرور الكثيفة تشكل خطراً على المشاة.‏

- الشيخ خضر: يشتكي الأهالي في المنطقة من ارتفاع مستويات التلوث والعديد من شوارعها معبدة بشكل سيئ بالإضافة إلى أن شبكة الصرف الصحي غير كافية والمنطقة مخططة بشكل جيد فيما عدا منطقة فقيرة ضمنها, وأحياؤها ضيقة.‏

- الشيخ نجار: المنطقة غير مخططة جيداً والتنقل فيها غالباً يسبب مشكلة ومعايير البناء رديئة والمرافق التعليمية بحالة سيئة والوصول إليها صعب, شبكة الصرف الصحي والشوارع بحاجة إلى صيانة وخدمات النظافة والإنارة الطرقية فيها غير كافية.‏

- الشيخ فارس: المنطقة مبنية على تلة والعديد من شوارعها تتميز بانحدار شديد فالوصول إلى المدارس أو أقرب مركز صحي في منطقة الهلك يعتبر صعباً.‏

المناطق ذات الكثافة المنخفضة‏

- المالكية: حالة الشوارع سيئة مع غياب المرافق الصحية وتدني نوعية التعليم المحلي.‏

- الشيخ سعيد: (غرب - شرق) تعاني المنطقة من مستويات عالية من التلوث الصناعي وسوء الخدمات الصحية والتعليمية ومعظم الشوارع الفرعية ضيقة ومتعرجة وتعاني المنطقة الشرقية من سوء الصرف الصحي الذي لا يصل إلى كل المساكن وهو بحاجة إلى صيانة.‏

- العويجة: وهي تتألف من منطقتين قرية قديمة ذات تخطيط تقليدي ومنطقة مازالت تنمو وتعاني من عدم كفاية شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والتلوث من انبعاثات المصانع المحلية.‏

- دويرينة: تخطيط الشوارع فيها غير منظم والشوارع ضيقة ومعظمها غير معبد وشبكة الصرف الصحي والخدمات الصحية غير كافية ومعايير البناء سيئة كما أن المصانع تخلف مستويات عالية من تلوث الهواء.‏

- خان العسل: بعد أن ضمت إلى الحدود الإدارية للمدينة صنفت كإحدى مناطق المخالفات وسيتم تحديث البنية التحتية للمنطقة.‏

- قرية النيرب: المنطقة بحاجة لمرافق ترفيهية ومستوصف أفضل وتحسين تعبيد الشوارع وشبكة الصرف الصحي.‏

- كفر داعل: ضمت للمدينة وفق مخطط 2008 وتفتقر لأرصفة معبدة ومرافق ترفيهية ورعاية صحية جيدة.‏



 

شام نيوز - الجماهير