المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيات المسلمات يبدأ أعماله في دمشق

بدأت صباح اليوم أعمال المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيات المسلمات لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بمشاركة وفود برلمانية من 17 دولة إسلامية وذلك في فندق الشام بدمشق.
ويقدم المشاركون في المنتدى الذي ينظمه مجلس الشعب أوراق عمل عن الأسباب الكامنة وراء قلة مشاركة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية والسياسية في بلادها وكيفية معالجتها ودور المنظمات الإسلامية وموءسسات المجتمع الأهلي في الدول الأعضاء في إبراز الحقوق التي يكفلها الاسلام للمرأة اضافة الى البحث عن آليات لتصحيح الصورة السلبية المشوهة عن المرأة المسلمة وابرز القضايا التي تهدد تماسك الاسرة المسلمة وكيفية التصدي لها.
وأكد الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب اهمية المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيات المسلمات في فتح افاق الفكر والمعرفة بما يعود بالخير والنماء على المجتمعات العربية والإسلامية وهو بداية الطريق لتشاركية حقيقية بين الرجل والمرأة.
وقال الدكتور الأبرش: ان سورية مهد الحضارات والديانات السماوية ومنبع الحوار الانساني بينما نشهد اليوم أسوأ صراع الحضارات في العالم المتحضر الذي يصدر العنف والقتل والدمار.
مضيفا انه وسط صراع الحضارات والثقافات الذي غيب دور المرأة في العالم العربي والاسلامي كان لابد من استنهاض دور المراة المسلمة على المستويات كافة التنموية والتنويرية .
ولفت الدكتور الأبرش إلى أن المصلحين والنهضويين المسلمين نظروا الى المراة بوصفها عنصرا هاما وضروريا للنهوض العام ولايمكن تناسيه أو إهماله وحاولوا عبر اعادة النظر في التقاليد والقيم المسيطرة تاصيل قيم جديدة بالرجوع الى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة للتأكيد أن الإسلام كرم المرأة وأعطاها حقوقا كثيرة كالتعليم والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
وأوضح أن قضية المرأة إحدى أبرز نقاط الجدل والنقاش داخل الخطاب الإسلامي المعاصر الذي تركز على المطالبة بالمساواة بين الرجل والمراة في موضوعات تاسيسية مثل الزواج والأسرة والعمل والكفاءات القضائية والدينية اضافة إلى قضية الإرث والعنف ضد المرأة وقضايا الشرف وغيرها من القضايا المطلبية مشيرا إلى أن الخطاب الاسلامي المعاصر حاول مقاربة هذه الموضوعات بما يسمح بتطوير العلاقات المجتمعية والاسرية لتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة من خلال مخاطبتها كما الرجل في كل مايتصل بدورهما ومسؤوليتهما العامة لافتا الى ان الايات القرآنية والأحاديث النبوية واضحة وجلية وفيها الكثير من الدلائل على تساوي الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.
وأشار الدكتور الأبرش إلى التجربة السورية في مجال تفعيل دور المرأة السورية في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتشريعية حيث كانت سورية من اوائل البلدان التي منحت المرأة حق الانتخاب عام 1949 وقد تمثلت للمرة الاولى في مجلس الأمة في عهد الوحدة بنائبتين عام 1960 وقال: أما الآن هناك سيدة تشغل موقع نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية ونسبة النساء في مجلس الشعب 12 في المئة ونسبتهن في مجالس الإدارة المحلية 1 إلى 3 في المئة وفي الوزارة 7 في المئة وفي السلك الدبلوماسي 11 في المئة وفي القضاء 38ر13 في المئة مع وجود 170 قاضية ونسبة المحاميات بلغت 16 في المئة وتشغل سيدة منصب النائب منذ عام 1998.
وأضاف ان المرأة السورية دخلت في جميع المجالات العملية بفضل الدعم المباشر من السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد لافتا إلى الجهود المبذولة لتطوير افاق المراة السورية في المستقبل من خلال توعيتها على أنها إنسان كامل الاهلية مساو للرجل في جميع الحقوق والواجبات اضافة الى توعية الرجل بأهمية تحررها.
بدوره لفت البروفسور محمود ارول قليج الامين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الى ان المنتدى هو نتيجة لتفعيل قرارات اللجنة الدائمة للمرأة والشؤون الاجتماعية والثقافية احدى اللجان المتخصصة الدائمة في الاتحاد مبينا ان المنتدى يوءكد الاهمية الكبيرة التي يوليها اتحاد مجالس الدول الاعضاء للمرأة التي تمثل ركنا اساسيا في مجتمعات هذه الدول.
وأشار قليج إلى أهمية تبادل الاراء والتجارب خلال هذه المنتديات والملتقيات لاكتشاف مكامن القصور وإتباع أفضل السبل والحلول التي تزخر بها تعاليم الدين الاسلامي لبلوغ افضل النتائج المرجوة وقال: إن انعقاد هذا المؤتمر يؤكد نجاح مساعي الاتحاد في ترجمة قرارات اللجان المتخصصة الى واقع ملموس حيث تعمل الامانة العامة مع المجالس الاعضاء في متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن اجتماعات الاتحاد العادية والاستثنائية في مستويات اجهزته المختلفة.
ولفت قليج الى اهمية المواضيع التي يناقشها المنتدى في تصحيح الصورة السلبية عن المراة المسلمة وابراز القضايا التي تهدد تماسك الاسرة المسلمة وكيفية التصدي لها والاسباب الكامنة وراء ضعف مشاركة المرأة نسبيا في الحياة الاجتماعية والسياسية وكيفية معالجتها ودور المنظمات الاسلامية ومنظمات المجتمع الأهلي في الدول الاعضاء في ابراز الحقوق التي يكفلها الاسلام للمرأة.
وأشار إلى أهمية إثراء أعمال المنتدى من خلال أوراق العمل والمداخلات والنقاش الهادف الجاد للخروج بقرارات وتوصيات سيكون لها الاثر الفعال في تمكين المرأة المسلمة من لعب دورها المنوط بها في المجتمع في اطار تعاليم الاسلام السمحة معربا عن امله بأن تكلل أعمال المنتدى بالنجاح ليكون بداية لمؤتمرات نوعية قادمة يحقق اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من خلالها اهدافه السامية الرامية الى تعزيز اللقاءات والحوار بين مجالس الدول الاعضاء وتبادل الخبرات البرلمانية ومناقشة القضايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي تهم الدول الاعضاء والتصدي للتحديات الخطيرة التي تواجهها والحد من محاولات فرض الهيمنة الثقافية والسياسية والاقتصادية واتخاذ التوصيات الملائمة بشأن مثل هذه القضايا.
ويشارك في المنتدى الذي يستمر يومين برلمانيات وبرلمانيون من سورية ولبنان وفلسطين والجزائر والمغرب والسودان والصومال والاردن وموريتانيا والعراق وتركيا وايران وباكستان واوغندا واذربيجان والسنغال وبوركينا فاسو.
شام نيوز- سانا