المنسوجات القطنية اليدوية السورية تحظى بشهرة عالمية

 

يحرص معظم السياح العرب والأجانب الذين يزورون سورية على اقتنائها وتعتبر من أعرق المهن التي اشتهرت بها حماة في الماضي وما يزال أربابها وحرفيوها القلائل الذين يمارسونها اليوم يبذلون ما بوسعهم للحفاظ عليها ولمنع اندثارها لأنهم يعتبرون حياكة المنسوجات القطنية يدوياً رمزاً حضارياً من رموز صناعتنا التقليدية.

ويقول الحاج محمد ديب مسدي 64 عاماً ويحمل إجازة جامعية في الآداب إنه يمارس مهنة حياكة المنسوجات القطنية يدويا منذ أكثر من نصف قرن وإن عائلته ورثت هذه المهنة أبا عن جد لدرجة أنها أخذت اسمها من اسم المهنة مبينا أن المسدي هو الحرفي الذي يقوم بنسج الخيوط القطنية الطولية فيما يقوم حرفي آخر ويسمى الحائك بحياكة الخيوط القطنية العرضية.

وعن مراحل نسج الخيوط القطنية على آلة النول التقليدية أوضح الحاج مسدي أن المرحلة الأولى تبدأ بتجهيز الخيوط القطنية الطولية وتجميعها وهي تسمى التسدية بعدها يبدأ عمل حرفي آخر ويسمى الملقي الذي يقوم بتصنيع المير حيث يجمع ويمسك خيوط السداء ويدخلها ضمن قطعة المشط قبل أن تقدم إلى الحائك الذي يدخل خيوط اللحمة وهي عبارة عن خيوط القطن الخالص أو من الحرير المستخلص من سيللوز القطن.

وأوضح أن هذه القطعة النسيجية المنتجة يدوياً من القطن الحر دون دخول أي مادة اخرى في تصنيعها يقدم لمرتديها الراحة والمتعة ويحول دون حصول حساسية للبشرة كالذي قد تسببه المنسوجات القطنية الصناعية الممزوجة بالبوليستر وهذا ما يميز المنسوجات القطنية عن مثيلاتها الصناعية مبينا أن المرحلة الأخيرة من إنتاج القطعة النسيجية يكون بقيام بعض النساء بعملية تربيدها وتطريزها بما يمنحها مظهراً بديعا.

وبالنسبة لأهم القطع النسيجية اليدوية التي يتم إنتاجها بين "المسدي" أنه يتم تصنيع المناشف والشراشف والبشاكير والبرانص وأوجه الطاولات ومفارش الأسرة إضافة إلى بعض القطع التزيينية التي تستخدم في أعمال الديكورات باشكال ومواصفات معينة لافتاً إلى أن أسعارها تعد أعلى من أسعار باقي القطع النسيجية المصنعة بالآلات بسبب كلفتها الزائدة وزمن انتاجها الأطول لضمان الحصول على قطعة ذات جودة ومواصفات عالية تلبي أذواق بعض المستهلكين ولاسيما السياح الأجانب الذين لديهم شغف كبير تجاهها لعدة اعتبارات أهمها أنهم يعتبرون سورية مصدراً للنسيج القديم ومركزاً حيوياً لإنتاجه.

وعبر الحاج المسدي عن أمله في دعم وزارة السياحة في سورية ومديرية سياحة حماة لهذه المهنة ومساندة أربابها والقائمين عليها بكل السبل والإمكانات بما يسهم في ديمومتها.

من جهته نوه المهندس مرهف ارحيم مدير سياحة حماة بتخصيص محل لصناعة النسيج القطني اليدوي ضمن سوق الحرف اليدوية التقليدية في المحافظة للحفاظ على هذه المهنة الموغلة بالقدم مشيراً إلى أن حماة اشتهرت بهذه الصناعة نتيجة لتوفر المادة الأولية لها وهي القطن والتي تزرع في مختلف أرجاء المحافظة على نطاق واسع لافتا إلى أن الأنوال التي تستخدم في صناعة النسيج اليدوي التقليدي في الوقت الراهن يزيد عمرها على 200 عام وان حرفييها قاموا بتطوير هذه المهنة من خلال إدخال خيوط الذهب والقصب والفضة بالقطع النسيجية القطنية لتلبية جميع الأذواق ومسايرة الموضة.

 

شام نيوز- سانا