"الموت الأسود" يظهر في الصين مجدداً.. ما إمكانية تحوله إلى "جائحة"؟

شام إف إم -هند الشيخ علي
لم تبلغ الإصابات بفايروس "كورونا" ذروتها في سورية حتى بدأت مخاوف السوريين تتجدد مع وصول الأنباء القادمة من الصين وتتحدث عن تسجيل إصابة بالطاعون الدبلي أو ما عُرِف سابقاً باسم "الموت الأسود"!
الصين -المحطة الأولى التي بدأ منها كورونا رحلته إلى العالم- أعلنت قبل أيام عن ظهور إصابة بالطاعون الدبلي في منطقة منغوليا الداخلية شمال الصين.. في حين قالت منظمة الصحة العالمية إن الحالة المُسجلة ليست عالية الخطورة ولكنها ستبقى تحت المراقبة.
الطاعون الدبلي موجود منذ قرون بحسب منظمة الصحة العالمية.. وتشهد عدة مناطق من العالم ظهور إصابات بالمرض من حين لآخر ليس آخرها تسجيل مدغشقر أكثر من ٣٠٠ حالة إصابة بالمرض خلال تفش له عام ٢٠١٧ في حين أكدت دراسة أجرتها مجلة "لانسيت" الطبية أن عدد الوفيات كان أقل من ٣٠ شخصاً حينها..!
تشير التقارير إلى أنه من المُستبعد أن تقود أي من الحالات التي يتم تسجيلها بالمرض إلى انتشار الوباء.. إذ يمكن علاجه باستخدام المضادات الحيوية.. كما أن العالم أصبح اليوم أكثر قدرة على فهم طريقة انتقال الطاعون الدبلي ومعرفة كيفية انتشاره.. وبالتالي السيطرة عليه.
الطاعون الدبلي مرض حيواني المنشأ.. ينتشر بين القوارض الصغيرة والبراغيث التي تحملها.. وكان مسؤولاً فيما مضى عن واحد من أكثر الأوبئة فتكاً بالتاريخ البشري إذ قضى على أكثر من ٥٠ مليون شخص.. ومنذ ذلك الحين بدأ الوباء بالانحسار التدريجي.
وبحسب تقرير نشرته إدارة البيئة بالأمم المتحدة والمعهد العالي لبحوث الثروة الحيوانية فإن ٧٥٪ من الأمراض البشرية الناشئة تنبع من الحياة البرية.. وسط مخاوف من ارتفاع هذه النسبة مع ازدياد استهلاك الإنسان للحوم الحيوانات البرية التي تحمل ميكروبات قد تتحول لاحقاً إلى أوبئة وجائحات حال وصولها للإنسان!