«الميادين» تبدأ مشوارها مطلع 2012

إذا كان هذا هو موسم الربيع العربي، الذي يزهر حراكا شعبيا هنا وهناك، فان قناة «الميادين» تستعد لإطلاق ربيعها ولو في الشتاء. ذلك أن إدارة القناة تعمل على إختصار المراحل في سباق مع الزمن، وهي التي قررت أن تخرج الى الضوء رسميا في مطلع العام 2012، بين كانون الثاني وآذار المقبلين، في بث مباشر، متجاوزة إختبار البث التجريبي، وكأنها تخوض تحديا مع نفسها أولا، قبل أن تخوض المنافسة المنتظرة مع القنوات الأخرى.
ولأن الطموحات كبيرة والوعود ربيعية، فان القيمين على القناة يحرصون على أن تكون إمكانياتها التقنية، كما البشرية، بحجم السمعة التي سبقتها الى «ميادين» الجمهور. ومن هنا فان الإستديوهات التي يتم تجهيزها ستكون الأحدث في إطار السعي الى السير على الإيقاع السريع للتطور التقني في المجال الإعلامي، بحيث يأتي الشكل ليس فقط موازيا للمضمون، وإنما مؤهلا أيضا للتعبير عنه ونقله بإتقان وإبهار الى الرأي العام.
بعد الإعلان عن عملية الدمج بين قناتي الزميلين غسان بن جدو ونايف كريم، خطا مشروع القناة الجديدة خطوات عدة في غضون الشهرين الأخيرين، أبرزها أولا البت بالإكتتاب الخاص بلبنان، من خلال إختيار الفريق اللبناني من المحررين والمراسلين ومقدمي البرامج، علماً أن القيمين اليوم هم بصدد إختيار الفريق التقني.
ثانياً تعيين مدراء مكاتب بعض العواصم العربية، علماً أنه، الى جانب منصب مدير مكتب، تم إعتماد مدير تحرير، بحيث يشكل الأول المشرف العام والمرجعية الإدارية والسياسية، فيما يعتبر الثاني مسؤولاً عن البرامج والأخبار. وفي هذا السياق تم إختيار الزميل زياد حيدر مدير تحرير في مكتب دمشق، والزميل محمد نصر مدير تحرير في مكتب مصر. كما تم تعيين مدير مركز الدراسات الأميركية العربية والباحث في شؤون الأمن القومي الدكتور منذر سليمان مديرا لمكتب واشنطن، والزميل حسن مقلد عضو تحرير مركزي في القناة، والمشرف العام على الملف الإقتصادي.
ثالثا تم إختيار اللوغو الخاص بقناة «الميادين»، (من بين مئة لوغو مقترح) وفكرته مستوحاة من قبس من نور. وعُلم أن التسمية لم يتم إختيارها لمعناها المباشر فحسب، بل ثمة معنى مركب يكمن بين الحروف التي إن جرى تفكيكها تولد المعادلة التالية:
الم (وتقرأ ألف لام ميم تبعا لمطلع سورة قرآنية)، ويا دين.
وعُلم أنه علاوة على هيئة التحرير التي تجتمع يوميا، سيصار الى تشكيل «مجلس تحرير مركزي» للقناة، يُعنى بتحديد السياسات العامة والخطط وأفكار البرامج. على أن يضم أسماء من داخل القناة وخارجها.
رئيس مجلس الإدارة غسان بن جدو يتابع كل شاردة وواردة، ويعكف اليوم على دراسة ملفات الإكتتاب الخاصة بالعواصم العربية والعالمية، وينسق بكل التفاصيل مع المدير العام نايف كريم، فيما يتابع الزميل سامي كليب حيثيات تشكيل قسم الأخبار وتأهيل أفراد طاقمه. إستديوهات قناة «الإتحاد» سابقا (قبل دمجها مع قناة بن جدو) ومكاتبها في حال إستنفار، فيما الموظفون في حركة لا تهدأ، مأخوذين بنشوة التأسيس وإقتراب ولادة المشروع.
والإنطلاق سيكون من هنا، من مكاتب «الإتحاد» في منطقة بئر حسن، كسبا للوقت، وبسبب عدم جهوزية إستديوهات «الميادين» التي ما زال تجهيزها يحتاج الى حوالى سبعة أشهر. بعدها من المقرر أن ينتقل العمل اليها، علماً أنها تضم أحدث المعدات التقنية، ويحتاج العمل عليها الى تدريب.
وتنخرط القناة اليوم في جلسات «حوار مفتوح» داخلية بشكل دوري، وقد استهلها بن جدو بالحديث عن الرؤية الإستشرافية لسياسة القناة إزاء الملفات المطروحة، تبعها جلستان حول الشؤون الإسرائيلية، والأزمة المالية العالمية.
ويقول بن جدو ل«السفير»: «أصبحنا في منتصف الطريق. وأعتبر ذلك إنجازا، فالكثير من القنوات استغرق إطلاقها سنة أو أكثر. ولن ننطلق عبر بث تجريبي، لأننا نزعم بأننا محترفون. وقد استكملنا الإنتداب الخاص بلبنان، و90 في المئة من الطاقم هم من الجيل الجديد، وليس لديهم خبرة تلفزيونية، ما نعتبره مغامرة بكل المقاييس، فيما إخترنا النسبة المتبقية لمناصب رؤساء التحرير والأقسام والبرامج من الفئة المخضرمة».
وردا على سؤال يوضح بأنه يتم تشكيل الطاقم العامل على أساس التنوع السياسي والطائفي، مستشهدا بمكتب دمشق، حيث يعاون الزميل زياد حيدر أربعة مراسلين من مختلف الإنتماءات، وإثنان منهم إصلاحيان وشاركا في التحركات الإحتجاجية».
وعن إعتماد نسبة كبيرة من غير أصحاب الخبرة يتحدث بن جدو عن سببين: «أولاً أردنا أن يكون جيل «الميادين» هو جيل الإنتماء الى المشروع، وأن يشعر بالحماس ويتدرب داخل القناة ويبدع، ويكتسب خبرة القناة وهويتها، ما من شأنه أن يطيل مشواره معنا أكثر. وثانيا لم نرغب في سحب الطاقات من الفضائيات الموجودة رفعا للحرج، طبعا مع إستثناءات قليلة، علماً أننا إستقدمنا وجوها عربية، معظمها غير معروف عبر الفضائيات الكبرى».
ولدى السؤال عن إمكانية تقليص عدد من الموظفين لاحقا، على غرار بعض المؤسسات الإعلامية الجديدة بعيد إنطلاقها، يعلق بقوله: «كل أعضاء «الميادين» خاضعون بداية لفترة إختبار لثلاثة أشهر، هذا قانون عام في المؤسسات. ولكن حوالى 95 في المئة ممن إنضموا الينا لديهم الجدارة للإستمرار معنا، وقد أثبتوا خلال الشهرين المنصرمين كفاءة وقابلية للتطور في العمل».
ويشير بن جدو الى أنه تم البت بملفات الإكتتاب الخاصة ببعض الدول العربية والأجنبية، مثل مصر، فلسطين، سوريا، طهران ولندن، فيما تتم دراسة الملفات الخاصة بالمغرب العربي، وباريس وموسكو والصين وتركيا...
ويضيف: «كما أننا اليوم بصدد إعداد الموقع الإلكتروني الخاص بالقناة، والتحضير لبعض البرامج الوثائقية. وإنطلاقنا المبكر سيجعلنا نركز على البرامج الحوارية وأحداث الساعة، لنعطي مجالا أوسع لإعداد وجبة دسمة للوثائقيات، تحت عنوان «ملفات ساخنة» والتي ستنفذ في أماكن حارة وبطريقة عمل ساخنة».
شام نيوز - السفير