الناتو يقر باستهداف ثوار ليبيين عن طريق الخطأ

قتل ما لا يقل عن خمسة اشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفلان، ليل السبت الاحد في غارة للحلف الاطلسي على حي شعبي في طرابلس، كما اكدت السلطات الليبية.
واوضحت السلطات ان مبنى من طابقين تقيم فيه خمس عائلات دمر بفعل القصف في حي العرادة شرق طرابلس.
واتهم الناطق باسم النظام الليبي موسى ابراهيم الحلف الاطلسي بارتكاب اعمال "وحشية" مستهدفا "عن عمد المدنيين".
من جهته اعلن الحلف الاطلسي أمس السبت ان طائرة تابعة له اغارت عن طريق الخطأ على رتل للثوار الليبيين في منطقة البريقة في 16 حزيران .
واوضح الحلف في بيان انه بعد دراسة التقارير بشان احدى ضرباته، لاحظ انه ضرب قوات الثوار في منطقة البريقة الخميس.
وقال البيان ان "الحلف الاطلسي يؤكد ان الاليات التي اصيبت كانت جزءا من رتل للثوار".
واضاف ان "هذا الحادث وقع في منطقة نزاع بين قوات معمر القذافي والمعارضين".
وخلص بيان الحلف الاطلسي الى القول "نأسف لكل خسارة بشرية او اي اصابة ناجمة عن هذا الحادث".
وبحسب البيان فقد تم رصد رتل من الاليات العسكرية يضم دبابات في منطقة كانت قوات القذافي تدخلت فيها للتو. واضاف البيان "في ظل سيناريو من المعارك المعقدة والمتغيرة، اعتبرنا ان هذه الاليات تمثل تهديدا للمدنيين ويجب استهدافها من جانب طائرات الحلف الاطلسي".
إلى ذلك يعكف محققو جرائم الحرب على جمع الآلاف من الوثائق التي يمكن استخدامها في رفع دعوى ضد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، حسبما ذكرت تقارير إخبارية بريطانية اليوم الاحد.
وأفادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على موقعها الإليكتروني أن الأدلة تتضمن تفاصيل عن محاولات لتجويع سكان مدينة مصراتة الساحلية التي فرضت عليها قوات القذافي حصارا منذ شباط . وكشفت صحيفة "ذي أوبزرفر" أن إحدى الوثائق تظهر أن القذافي أصدر أمرا بالاستمرار في قصف مصراته حتى يتحول البحر من اللون الأزرق إلى الأحمر.
وقال ممثلو ادعاء من المحكمة الجنائية الدولية إنهم يرغبون في الاطلاع على الملفات المحفوظة في مصراتة، لمعرفة ما إذا كانت الأوامر التي صدرت من القذافي تمثل انتهاكا لاتفاقية جنيف.
وهناك مقترحات بتوجيه اتهامات إلى القذافي وابنه سيف الاسلام ورئيس جهاز الاستخبارات عبد الله السنوسي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بمجرد انتهاء القتال .
بدورها دعت منظمات دولية عدة السبت الى "عملية سياسية" لانهاء النزاع في ليبيا، في وقت اكد الزعيم الليبي معمر القذافي تصميمه على الاستمرار في قيادة البلاد متوعدا الحلف الاطلسي بالهزيمة.
وليل السبت الاحد، سمع دوي انفجار قوي قرابة منتصف الليل (22,00 تغ) في وسط طرابلس.
ونظمت السلطات جولة للصحافيين ومن بينهم مراسلي (فرانس برس) في شارع سكني حيث تم عرض جثتي شخصين سقطا في غارات للاطلسي بحسب طرابلس. كما رأى الصحافيون اربعة منازل متضررة.
وركز اجتماع ضم مسؤولين كبارا في الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي السبت في القاهرة، على ضرورة البدء ب"عملية سياسية" لحل النزاع في ليبيا.
وشدد بيان صدر اثر الاجتماع الذي عقد في مقر الجامعة العربية على اهمية "تعجيل البدء بالعملية السياسية التي تلبي الطموحات المشروعة للشعب الليبي".
كذلك، شدد المجتمعون على "اهمية التنفيذ الكامل لقراري مجلس الامن 1970 و1973".
ويتيح القرار 1973 اتخاذ "كل التدابير الضرورية" لحماية المدنيين من القمع الذي يمارسه معمر القذافي ويلحظ اقامة منطقة حظر جوي لمنع طيران النظام الليبي من قصف الثوار.
وتحدثت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي شاركت في الاجتماع الى جانب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ، عن وجوب "تامين دعم يتيح للشعب الليبي اختيار مستقبله كما يشاء".
كذلك اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي ادلى بمداخلة السبت في اجتماع القاهرة بر الدائرة التلفزيونية المغلقة ان ملامح مسار تفاوضي لانهاء النزاع في ليبيا بدأت ترتسم.
واشار بان الى ضرورة توجيه المجتمع الدولي "رسالة متماسكة" في شأن حل سياسي مع الزعيم الليبي معمر القذافي، مع تسجيله مؤشرات لتقدم على هذا الصعيد.
ومساء الجمعة، حذر الزعيم الليبي معمر القذافي في رسالة صوتية من ان حلف شمال الاطلسي "سيهزم حتما" ولن يتمكن من تغيير "اي شيء" في ليبيا، وذلك رغم معلومات في الكواليس عن اتصالات بين نظامه والثوار.
وقال القذافي في الرسالة التي بثها التلفزيون الليبي "سيهزمون، سيهزم الحلف حتما".
واضاف الزعيم الليبي الذي يحكم بلاده منذ 42 عاما "مصممون الا نغير اي شيء في بلدنا الا بارادتنا وبعيدا عن طائرات الحلف" الذي يتولى منذ 31 اذار (مارس) قيادة العمليات العسكرية في ليبيا بتفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين من قمع القذافي.
واكد القذافي "نحن صامدون مقاتلون، اذا نزلوا الى الارض نحن بانتظارهم، لكن هؤلاء جبناء لا يجرؤون على النزول الى الارض"، داعيا الليبيين الى "تحرير" بلدهم.
وقال "استعدوا رجالا ونساء لتحرير ليبيا شبرا شبرا"، داعيا "الصليبيين الجبناء" الى مشاهدة التلفزيون الليبي لرؤية تضامن الشعب الليبي مع قائده "التاريخي".
من جهته، اكد رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي خلال مؤتمر صحافي حصول اتصالات بين النظام الليبي والثوار، الامر الذي نفاه الثوار في وقت سابق. وقال ان "بابنا مفتوح للجميع ونحن على اتصال مع جميع الاطراف".
وردا على سؤال عن نفي الثوار في وقت سابق للمعلومات حول المفاوضات مع النظام، اجاب رئيس الوزراء "اسألوا الاستخبارات المصرية والفرنسية والنروجية والتونسية وسيقولون لكم الحقيقة".
واضاف "اننا واثقون من لقاءاتنا وكل شيء مسجل".
وتابع "نحن متأكدون من ان اللقاءات حصلت في هذه البلدان" اي مصر وفرنسا والنروج وتونس، و"سنرد عليهم باسماء" الاشخاص الذين شاركوا في هذه اللقاءات من جانب الثوار.
وردا على الاتهامات التي اطلقها رئيس الوزراء الليبي للاطلسي بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية"، اكدت المتحدثة باسم الحلف الاطلسي اوانا لانغيسكو ان "تصريحات القذافي وافراد نظامه شائنة".
واضافت "القذافي ونظامه هم الذين يهاجمون الشعب الليبي بشكل منهجي ووحشي".
اكذلك، اعلن الحلف الاطلسي مساء السبت ان طائرة تابعة له اغارت عن طريق الخطأ على رتل للثوار الليبيين في منطقة البريقة (غرب) في 16 حزيران .
واوضح الحلف في بيان انه بعد دراسة التقارير بشان احدى ضرباته، لاحظ انه ضرب قوات الثوار في منطقة البريقة الخميس.
ميدانيا، ورغم قصف القوات الموالية للقذافي، فان معارك عنيفة تدور في جبال نفوسة غرب ليبيا حيث يحاول الثورا تعزيز مواقعهم.
وتمكنت الاثنين من السيطرة بعد مواجهات مع قوات القذافي، على كافة البلدات الواقعة بين الزنتان ويفرن المدينتين اللتين سيطرت عليهما المعارضة الليبية المسلحة.
وفي مصراتة ثالث اكبر المدن الليبية على المتوسط التي يسيطر عليها الثوار، قصفت القوات الموالية للقذافي شرق المدينة وغربها ما ادى الى مقتل عشرة مدنيين واصابة اربعين آخرين بجروح.
ويسيطر الثوار على مناطق الشرق الليبي حيث تحولت بنغازي ثاني اكبر مدن البلاد الى "عاصمة" لهم في حين بقيت اغلب مناطق الغرب حيث توجد العاصمة طرابلس بين ايدي القذافي.
في المستوى الدبلوماسي اعلنت النمسا السبت اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي.
من جانبه، اعلن المجلس الوطني الانتقالي انه لم يطلب اعترافا رسميا به من تونس، وقال رئيسه مصطفى عبد الجليل "مع ما قدمته الينا تونس من مساعدة (...) لقد تجاوزنا مرحلة الاعتراف".
من جهتها، اعلنت وزارة الخارجية الكندية ان وزير الخارجية جون بيرد سيزور قريبا بنغازي، معقل الثوار الليبيين في شرق البلاد، للقاء مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار.
ولم تحدد اوتاوا التي اعترفت الثلاثاء بالمجلس الوطني الانتقالي "ممثلا شرعيا" للشعب الليبي، موعدا للزيارة المرتقبة وذلك لدواع امنية، كما قالت.
وفي الوقت الذي بدات فيه اصوات ترتفع للتعبير عن الضيق ازاء طول فترة العمليات ومخاطر الغرق في مستنقع في ليبيا، ذكر الحلف الاطلسي بالاهداف الثلاثة للعمليات وهي وقف الهجمات على المدنيين وعودة القوات الموالية للقذافي الى ثكناتها وفتح المجال امام دخول المنظمات الانسانية.
وقالت متحدثة باسم الحلف "المهمة ستستمر وسنضاعف الضغط حتى تحقيق هذه الاهداف".
من جهة اخرى، صرح وزير الدفاع الايطالي اينيازيو لاروسا في مقابلة السبت ان ايطاليا يمكنها ان تبدأ "التفكير بموعد" لانهاء مشاركتها الفعلية بالمهمة في ليبيا بعد انتهاء الاشهر الثلاثة التي وعدت بها.
وقال لاروسا في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" اليوم ان "التفكير من قبل الحكومة والبرلمان بموعد نهائي لمشاركتنا الفعلية يمكن ان يحث حلفاءنا البريطانيين والفرنسيين والاميركيين على ايجاد مخرج للازمة".
وفي الولايات المتحدة، اتخذ الجدل حول العمليات العسكرية في ليبيا التي قررها الرئيس باراك اوباما من دون موافقة الكونغرس بعدا جديدا السبت، فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز ان اوباما تجاهل، عند اتخاذه هذا القرار، راي محاميين اثنين داخل ادارته احدهما كبير محامي البنتاغون.
ومنذ منتصف شباط ، اسفر النزاع في ليبيا عما بين عشرة الاف وخمسة عشر الف قتيل واجبر نحو 952 الفا اخرين على الفرار، وفق منظمات دولية.
شام نيوز - وكالات