"النباشون" يتجهون نحو "التنحيس".. سرقة كابلات الكهرباء في دمشق مصدر جديد للدخل

شاميرام درويش - شام إف إم
يبدو أن الظواهر التي خلفتها الأزمات الاقتصادية في البلاد تختلف لتأخذ أشكالاً أخرى، بل تعيش وتتمدد لتكون بهيئات تساعد على الوصول لأرباح مالية طائلة، مع تبدل الوسيلة، ولكن بذات القالب.
لا بد إن تجولت اليوم في العاصمة دمشق أن تشاهد الكثير من الأطفال "النباشين"، منهم من يتدلى نصفه داخلها ونصفه الأخر بالخارج، أو أن يكون هناك اثنان أحدهما يراقب الطريق والثاني يقوم بمهمة النبش، ولكن المفاجأة بأن هذه الظاهرة لم تتوقف هنا فقط، فقد تمدد وتبدلت لتصبح "سرقة، تنحيس، وبيع"، عن طريق سرقة كابلات الكهرباء لبيع النحاس بداخلها إلى أصحاب المحال.
50% من سارقي كابلات الكهرباء هم من الأحداث!
كشف المحامي العام بعدلية دمشق القاضي محمد خربطلي لبرنامج "حديث النهار" على "شام إف إم" أن 50% من سارقي كابلات الكهرباء من الأحداث ونباشي القمامة، حيث يقوم الكثير من النباشين بالعمل بسرقة الأكبال وتفحيمها وتنحيسها وبيعها إلى المحال، مؤكداً القبض على عصابة بعد شراء عدة محال النحاس منها والتحقيقات جارية بهذا الأمر.
وبين القاضي خربطلي أن الكثير من النباشين انتقلوا إلى "التنحيس والتفحيم"، ولوحظ في دمشق قيامهم بأعمال السرقة ليلاً أثناء تجولهم في الشوارع، لافتاً إلى أن نسبة السرقات في ريف دمشق أعلى بكثير إذ يوجد العديد من المناطق السكنية غير المأهولة والمزارع البعيدة.
العقوبات تصل لـ15 عاماً حبس!
وذكر القاضي خربطلي أن جناية سرقة المال العام تصل تترواج عقوبتها بالسجن من عام إلى 15 عاماً بحال كان تابعاً لمؤسسات حكومية وفقاً لقانون العقوبات المالي عام 2013، أما بحال كانت السرقة لأملاك خاصة من شهر إلى عام، وبحالات الكسر والخلع تعتبر جنائية الوصف بين ثلاث إلى 15 سنة.
وصرح خربطلي أنه شهرياً يسجل بين 10 – 15 ضبطاً بجناية السرقة في دمشق، إلى جانب انتشار سرقة ساعات الكهرباء وخاصة في "شارع الحمراء" بدمشق من المحال التجارية.
السرقة والنشل يومياً!
القاضي خربطلي أشار إلى ارتفاع معدل حوادث السرقة خلال الفترة الأخيرة لعدة أسباب أبرزها غلاء المعيشة، وخاصة حالات النشل ليلاً، وهذا بحاجة لحل سريع، سواء عن طريق تكثيف الدوريات، أو من خلال إضاءة الشوارع عن طريق الطاقة الشمسية.
وقال خربطلي إن السارقين اليوم يتجهون لتكثيف عملياتهم بحيث أصبحت بشكل يومي، فسابقاً كان بعضهم يكتفون بالسرقة ليوم واحد في الأسبوع، ولكن اليوم يقومون بها بشكل شبه يومي، مشيراً إلى أن هناك عصابات تعمل بالسرقة والنشل، ولا يمكن لأحد أن يقوم بهذا العمل بشكل إفرادي.