النساء السوريات بعد أن جلسن خلف المقود!!

 

منذ أن قررت المرأة أن تجلس خلف مقود السيارة وتتعلم أصول السوق طالتها آراء وردود أفعال متباينة بعضها مجافية لحقها في القيادة التي ما زال البعض حتى من النساء يعتبرها حكراً على الرجال متناسين أنه لم يتبق عمل إلا واستطاعت المرأة أن تنجح به لينظر إليها البعض بشيء من الاستخفاف بهذا المظهر واستبعاد هذا الوجه الحضاري من شوارعنا لكون بعض الرجال وحتى النساء يشعرن أن هذا النوع من الممارسة يتنافى مع المظهر الأنثوي لأن قيادة السيارة تتطلب من المرأة الجرأة والخشونة لترد على مضايقات الآخرين لها أولاً ولتتجاوز الصعوبات الطرقية والخطرة كما أن ما يؤخذ على المرأة أنه تنقصها الحرفية في معرفة التخلص من ازدحام الطرقات أو تجاوز صعوبات القيادة والسير..

 

13 ألف سيدة حصلن على إجازات سوق في اللاذقية

عن هذا الموضوع رصدت «الوطن» بعضاً من الآراء فكان رأي المهندس (حسن ا): إن قيادة المرأة للسيارة أمر طبيعي جداً، ولا يلفتني نهائياً وجود امرأة تقود السيارة لأن القيادة أمر أعتبره لا يحتاج إلى تلك الحرفية العالية ثم إن أعباء الحياة الحديثة ومتطلباتها أتاحت المجال واسعاً أمام الشريحة النسائية لاقتناء سيارة وقيادتها لخدمة أغراضها اليومية وأستغرب ما أسميه غيرة الرجل من قيادة المرأة للسيارة لأنها غير مبررة نهائياً إلا إذا اعتبرنا تعرضها للمضايقات أثناء القيادة هي من باب التلطيش ولفت نظرها بالضوء أو بالزمامير المزعجة أو إحراجها بالتضييق عليها أثناء القيادة.

السيدة (بشرى س) ربة منزل أكدت أن السيارة بالنسبة لها أمر أساسي فهي تعتبرها المتنفس اليومي لها ولكونها سائقة ماهرة لا تعتبر أن المضايقات التي قد تتعرض لها تعنيها وخاصة أنها تلتزم بالأوقات التي يمكن أن تسير بها في شوارع المدينة بحيث لا تتجاوز ساعات المساء المتأخرة مع الإشارة إلى أن تزايد ظاهرة قيادة المرأة نظراً للحاجة الماسة للسيارة أصبحت أساسية فلا ترى نفسها حالة غريبة معتبرة أن المرأة عندما تقود سيارتها تقودها بغاية التركيز والدقة ملتزمة بقواعد السير وخاصة حدود السرعة حتى خارج المدينة على الأتوسترادات الدولية.

السيدة (رنا م) إعلامية ترى أن حاجتها للسيارة في عملها أساسية وهي من متطلبات العمل الصحفي خاصة، هو جزء من تحقيق استقلاليتها ورفع جاهزيتها لتأدية مختلف أعمالها اليومية المطلوبة منها وهو مظهر يجسد قدرتها على تنفيذ مختلف الأعمال والواجبات التي يقوم بها الرجل وشكل من أشكال التعبير عن المهارات الذاتية للمرأة التي درج عليها المجتمع بمعتقداته الاجتماعية الخاطئة أن المرأة غير قادرة على مواكبة قدرات الرجل، إضافة إلى أن القيادة تساعد المرأة على النهوض بشكل أفضل بأعبائها اليومية من تلبية احتياجات المنزل في حالة انشغال الزوج وحسن التعامل مع المواقف الطارئة والاستجابة بسرعة لمتطلبات تلك الحالات وخدمة إيصال أبنائها إلى المدارس وغيرها.

أما عن نسبة الحوادث التي تتسبب بها المرأة بقيادتها السيارة فهي إجمالاً أقل بكثير من الحوادث التي يتسبب بها أو يتعرض لها الذكور لطبيعة المرأة في القيادة الأنيقة للسيارة، وبالعودة إلى فرع مرور اللاذقية لمعرفة عدد إجازات السوق الممنوحة للإناث تبين أن العدد المؤتمت منذ أربع سنوات وحتى الآن يشير لوجود 12814 إجازة وهناك إجازات أخرى منحت سابقاً يصعب حصرها لعدم توافر الأتمتة حينها إلا أنها كانت بنسب قليلة فالتوافد على شراء السيارات بدأ في السنوات الأخيرة نظراً للتسهيلات التي منحت لشرائها...

 

سائقات الدير.. بعضهن أبدع

في القيادة وبعضهن الآخر!؟

 

إذا كانت ظاهرة قيادة السيارة من قبل النساء أو الصبايا باتت مألوفة في مدينة دير الزور بعدما كانت ظاهرة مستهجنة لأسباب مختلفة، فإن هذه الظاهرة أخذت صوراً جديدة لا يبتعد بعضها عن الطرفة والموقف الفلتة، وعلى اختلاف صور تلك «القفشات» فإن الجميع يتفق على أمور كثيرة أهمها أن السائقة (الديرية) صديقة مقربة من الشرطي الذي يتعاطف معها في الشوارع، وبما لا يخالف القانون، غير أن الشرطي ينظر إلى الأمر من وجهة نظر أخلاقية ولاسيما إذا تعرضت سائقتنا الجديدة لموقف أو زنقة تستوجب تدخله.

 

ما يتفق عليه الجميع أن للفتاة الحق في القيادة حالها حال الشاب في ذلك، غير أن وصول الفتاة في هذا المنحى لجميع تفاصيل القيادة بما فيها محاولات إصلاح الأعطال الطارئة يجعل من الأمر حكاية يتداولها العامة بحيث ارتبطت موافقة ولي الأمر على قيادة الفتاة للسيارة بالكثير من الحسابات المعقدة المتعلقة بتلك الطرف والتي ارتبطت بدورها بأسماء بطلاتهن. وما يلفت النظر أن مدارس تعليم القيادة تزخر بإقبال الفتيات عليها سعياً للحصول على ترخيص يؤهلهن القيادة في الشوارع، مع التأكيد هنا أن أغلبيتهن بالكاد يمتلك (قسط) التسجيل في المدرسة، ما يعني أنهن يلهثن وراء حلم شكل هاجساً كبيراً وصل بهن إلى تهيئة (البردعة قبل الحمار)؟

وفيما لو وصلن إلى السيارة وإلى الترخيص وإلى الشوارع فإن الأخيرة شهدت الكثير من الحوادث الطريفة التي سجلتها لمصلحة السائقة أو غير ذلك، منها أن إحداهن اكتفت بالنزول من سيارتها وسط الزحام لأنها دخلت إلى الشارع العام من شارع فرعي ولم تتمكن الدخول في سرب السيارات بطريقة صحيحة، ضاربة بعرض الحائط حالة الفوضى التي خلفتها وراء سيارتها، ولب القضية هنا أنها غامرت في الدخول إلى ساحة لن تقوى على تبعياتها، ومنها أن إحداهن وضعت رأسها على المقود وأجهشت بالبكاء لأنها لم تتمكن من تدبر أمر سيارتها التي شاءت قيادتها لها أن تنحصر بين سيارتين، ومنها أن إحداهن أنزلت معها (بنسة

وكريكو) سعياً لتغيير العجلة وكأن بها (أبو العريف)، ومنها أن أخرى تصر أن يجلس زوجها بجوارها كي يطلع على مهارتها في القيادة غير أن الأخير يضطر إلى دفع ثمن إصلاح، سيارة أخرى ضربتها زوجته بطريق (عينك عينك)، رغم إصرار الزوجة أن الحق (مو عليها بنوب)!

وأمام كل هذه المواقف نقر جميعاً بأن بعض الديريات أبدعن في القيادة وفي تدبر الأمر وهؤلاء على قلتهن إلا أنهن معروفات على مستوى المدينة بالاسم، وربما قدمهن في ممارسة هواية القيادة هو الذي أهلهن لهذه السمعة. أوقفت إحدى السيدات سيارتها بجوار بائع دخان دون أن تترجل منها، وطلبت علبة سكائر، ومابين وبين سمعت أبواق السيارات التي توقفت بسببها فكان منها أن أقلعت من مكانها دون دفع الحساب... فياسيدتي ربما (بكير عليكي شوي).

 

4% نسبة النساء اللواتي

يقدن السيارات في إدلب

 

إن عملية قيادة السيارات من قبل النساء في إدلب حديثة العهد حيث تقتصر القيادة على النساء ممن يعملن في المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والمهن العلمية كالطب والهندسة والمحاماة والجامعة والدوائر الحكومية في مراكز تستحق تخصيصها بسيارة وعدد محدود من ربات البيوت ومن بعض العائلات الغنية أو الغريبة عن المحافظة وممن يعملن في مراكز حكومية متقدمة فيها، وتشير إحصائيات فرع المرور بإدلب إلى أن عدد النساء اللواتي حصلن على رخص السياقة خلال العام الجاري بلغ 2000 امرأة مقابل 50 ألف رجل، بمعنى أن نسبة النساء اللواتي يحملن رخصة سياقة بلغ 4% قياساً إلى الرجال، في حين هناك أعداد أكبر ممن حصلن على شهادات السياقة ولم يمارسن هذه القيادة... وتقتصر عملية القيادة للنساء على السيارات السياحية والحكومية أو الخاصة نظراً لسهولة القيادة وعدم الحاجة لقيادة الأنواع الأخرى من السيارات لكونها تتعلق بالشحن والزراعة والصناعة ونقل الركاب، في حين يلاحظ على قيادة النساء للسيارات القيادة بهدوء وانتظام وبالتالي قلة حوادث السير، فقد بين عدد من دوريات المرور بأنه من النادر أن تتعرض سيارة تقودها امرأة إلى المخالفات، وفي الوقت الذي تطمح فيه العديد من النساء بالرغبة في سياقة السيارات أسوة بالرجال، لكن هذا الطموح المشروع لا يمكن تحقيقه غالباً لكون العائلات تقاد مع سياراتها من قبل الرجل رب المنزل، وقيادة المرأة ربة المنزل لا تزال عند حدود الترف وتحقيق الرغبة بالسياقة.. لهذا فقد باتت قيادة المرأة للسيارة في إدلب إما بحكم العمل الرسمي والحاجة لسير العمل أو الرفاهية.. ومن أجل تحقيق هذا الطموح فقد خصصت مدارس تعليم السياقة في إدلب مدربات خصوصيات للتدريب على تعليم قيادة السيارات، وتبين بعض المدربات بأنهن لا يواجهن أي صعوبات في تدريب النساء على قيادة السيارات وخاصة الجيل الشاب الذي يتجه لتعلم قيادة السيارات وخاصة الحديثة التي تسهل كثيراً عملية تعلم القيادة، كما تبين أن هناك إقبالاً متزايداً في تعلم قيادة السيارات من قبل النساء والحصول على رخص السياقة في منافسة الرجال.

 

فقط20 رقاوية يقدن سيارات !!

 

ترتبط قيادة المرأة للسيارة بالعادات والتقاليد بشكل واضح ولذلك نجد أنها لم تتجرأ على ذلك قبل ربع قرن وكانت امرأة واحدة في الرقة تقود السيارة وكان ينظر إليها من كل الناس على أنها امرأة متحررة جداً وهي تسلك سلوكا غير معروف في الرقة وقد يكون لذلك علاقة بقلة عدد السيارات الخاصة والعامة في الرقة وكذلك قلة النساء المثقفات اللواتي لم يكن عددهن يزيد على عدد أصابع اليدين وبعد عام 1990 تطورت الأمور كثيراً وتبوأت المرأة الرقية المناصب وحصلت على الشهادات وأصبحت ممثلة في مجلس الشعب ومع ذلك كانت المرأة الرقية تتهيب قيادة السيارة لأسباب اجتماعية، وفي السنوات العشر الأخيرة بدا هذا الحاجز يزول شيئاً فشيئا وأصبحت الطبيبات والقاضيات ومديرات الدوائر والمهندسات يتولين قيادة السيارة خلال أوقات الدوام. الدكتور احمد قال: سبب إحجام المرأة عن قيادة السيارة هو سبب اجتماعي أولاً وقلة عدد السيارات بالدرجة الثانية. أبو علي قال: تأخر قيادة المرأة للسيارة في الرقة يعود إلى تأخر مشاركة المرأة الرقية في الحياة العامة على الرغم من قيام البعض من الفلاحات منذ سنوات بقيادة الجرار وحتى الفلاحة وهي عملية أصعب من قيادة السيارة العادية. المهندسة فاطمة قالت: لا يوجد ما يمنع المرأة من قيادة السيارة لكن على الأغلب أن السبب هو قلة عدد الآليات في الرقة حيث لم نجد في الرقة سيارات خاصة إلا منذ عدة سنوات قليلة. أم احمد قالت: الآن أصبحت المرأة تقود السيارة بكل جرأة ودون تحفظ بعد أن كانت هذه المسألة من القضايا الممنوعة اجتماعيا. المهندس حمود قال: أعتقد أن سبب عدم قيام المرأة بقيادة السيارة هو اجتماعي وهو يشمل بعض المحافظات السورية علما أن القوانين لا تمنع ذلك ولكن قلة السيارات وقلة الوعي هما السببان الأساسيان وراء تأخر المرأة في قيادة السيارة.

مفيد أن نذكر أن عدد النساء اللواتي يقدن السيارات لا يزيد على عشرين امرأة ويمكن تحديد ذلك بالمهندسات والمفتشات والقاضيات والطبيبات والمديرات علما أن هناك إقبالاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة على تعلم قيادة السيارات وبلغ عدد الحاصلات على إجازات السوق في الرقة منذ عام 1964 وحتى الآن بلغ /1208/ مواطنات حصلن على إجازة سوق من الرقة وقد يكون هناك جزء كبير من الحاصلات على هذه الإجازات من خارج المحافظة ممن كن يأتين إلى الرقة في مرحلة سابقة للحصول على الإجازة بسبب سهولة حصول المرأة على إجازة السوق، أما الآن فقد أصبحت المرأة على قدم المساواة مع الرجل وخصوصاً بعد إحداث المدارس الخاصة لتعلم قيادة السيارات.

 

25% من نساء القنيطرة يقدن السيارات

 

تناولنا في مادة سابقة ظاهرة قيادة المرأة للسيارة التي بدأت تزداد بشكل ملحوظ في محافظة القنيطرة خلال الآونة الأخيرة، وخاصة خلال أيام العطل وفترة المساء بعد انتهاء الدوام الرسمي في دوائر المحافظة، ولعل هذه الظاهرة قد لاقت الكثير من ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، ولكن الأكثرية ترى أن الأمر طبيعي جداً ما دامت المرأة تشكل نصف المجتمع ولها الكثير من المهام الملقاة على عاتقها، ويرى البعض من هؤلاء أن المرأة عندما تقود السيارة تساعد الرجل في تأدية بعض المهام عنه، كتأمين حاجات المنزل وإيصال الأولاد إلى مدارسهم وإنجاز بعض المهام العائلية الأخرى،

 

 

وفي هذا الإطار تقول أم محمد: إنها استطاعت تعلم السياقة لعدة أسباب أولها التشجيع من زوجها الذي لديه سيارة خاصة ويرغب في أن تتعلم زوجته لتساعده في إرسال أبنائها إلى المدارس وشراء احتياجات البيت إضافة إلى استخدامها للوصول إلى مكان عملها مشيرة إلى أن توافر الإمكانات المادية كان السبب للتعلم وشراء سيارة متواضعة، وأيضاً زميلاتها في الوظيفة وصديقاتها لديهن سيارات.

ولعل الغيرة التي تتملك النساء تكون أحد الأسباب الرئيسة لتعلم وقيادة السيارة، ونلاحظ أن زميلاتها لديهن سيارة فلذلك يجب أن يكون لديها سيارة أيضاً، وهذا الأمر أكده الكثيرون عندما أعلنوها صراحة وسمحوا لزوجاتهم بتعلم قيادة السيارة.

ويؤكد محمد سامية صاحب مدرسة الجولان لتعليم قيادة السيارات أن إقبال المرأة كبير على تعلم قيادة السيارات وأعطى نسبة نحو 20% من المتدربين من النساء، في أنه ذهب بعيداً في رأيه حول نسبة النساء اللواتي يقدن سيارات في القنيطرة والتي اعتبرها من أعلى النسب في محافظات القطر وذلك حسب الإحصائيات التي ذكرت على أحد المواقع الإلكترونية.

ولكن يمكن أن نجمل نسبة النساء اللواتي يقمن بقيادة السيارات في القنيطرة بنحو 25% وذلك حسب الواقع الذي نلمسه حيث معظم القاطنين في مدينة البعث وخان أرنبة هناك بما نسبته واحد إلى خمسة ممن يقودون السيارات.

وترى إحدى السيدات اللواتي لديها سيارة أن نظرة المجتمع للمرأة التي تقود السيارة حتى الآن نظرة ضيقة ومتشككة والتي تبدأ من التعليق بألفاظ غريبة وتنتهي حتى الاتهام بأنها غير مكترثة لأحد، على حين بعض النسوة يرمقنها بعيون الحسد والغيرة لأنها تقود سيارة، ومن وجهه نظر أحد أصحاب مكاتب السيارات في القنيطرة أن من أسباب إقبال النساء على تعلم قيادة السيارة هو توافر الأموال جراء ارتفاع العقارات ووقت الفراغ الطويل وخاصة ممن هن كبيرات في السن وغير متزوجات.

 

النساء يحصلن على شهادة السوق للبرستيج !

 

تعج مدارس تعليم قيادة السيارات في السويداء بالنساء والشابات الراغبات في الحصول على إجازات سوق خاصة حتى في حال عدم وجود السيارات لديهن، فالحصول على إجازة سوق أضحى ضرورة كنوع من الموضة، أو في محاولة منهن لمجاراة الرجال الذين يعتبرون الشهادة إحدى ضرورات حياتهم الأساسية.

والشيء اللافت للنظر قيام إحدى السيدات بقيادة مركبة ثقيلة، والعمل عليها كنوع من التحدي غير المعلن للرجال، غير أن الحوادث الكثيرة التي كانت بطلاتها نساء ما زلن يتعلمن حديثاً على سيارات أزواجهن حديث الناس عن تفشي هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع، وأصبحت مادة للتندر الدائم وخاصة بين الرجال الشامتين على الرجال غير القادرين عن منع نسائهم من دخول هذا المجال.

وأخطر شيء في هذا الموضوع الحوادث التي كانت بطلاتها سيدات سائقات عرضن حياة عدد من الأشخاص للخطر المميت ووضعن أزواجهن في السجن كمسبب للحوادث بسبب الأعراف السائدة في المجتمع التي لا تفضل دخول النساء إلى السجن مهما كان الوضع.

ولم تزل قصة سيدة في الثلاثينيات من العمر تقطن في مدينة شهبا حديث الناس عندما تأتي سيرة حوادث المرور اليومية بين العامة، فلما كانت تقود شاحنة كبيرة في شوارع المدينة غير عابئة بكل التلطيشات التي تنالها من الشبان الذين كانوا في بداية الأمر يلاحقونها في كل مكان تذهب إليه، حتى اكتشفت وسيلة سجلت باسمها وأصبحت على كل لسان، فعندما لاحقها أحد الشبان القادمين بسيارة فخمة من الخليج العربي ظناً منه أنه قادر على التسلية في أيام إجازته الطويلة... وفعلاً فسحت تلك السيدة الطريق لخطتها عندما قادته باتجاه المنطقة الصناعية، وعندما بدأ الطريق بالنزول وبسرعة متوسطة سمع المارة صوت مكابح الشاحنة الكبيرة واصطدام السيارة السياحية الفخمة من الخلف، ومشت تلك السيدة في طريقها غير عابئة بما حصل، وصاحب السيارة ذهب باتجاه الصواج والميكانيكي والكهربائي الذين سعدوا بوجوده بينهم.... وظلت قيادة المركبات بجميع أنواعها حكراً على الرجال حتى بدأ المهاجرون بالعودة من الخارج خلال العقدين الماضيين، ودخول أنواع لا حصر لها من السيارات سوق المحافظة التي تحولت إلى أكبر سوق للتصريف، والسبب الأهم مطالبة نساء السويداء بحقوق ظلت إلى وقت قريب بعيدة حتى عن التفكير.

وعلى جانب آخر لا تجد مشكلة إذا رأيت سيدة تقود دراجة نارية نظامية في شوارع السويداء غير عابئة بكل ما يصادفها من مشاكل على طول الطرق، ولكن على الرغم من حصول سيدة واحدة على شهادة سوق الفئة ج عامة وخمس عشرة سيدة حصلن على شهادة سوق الفئة د عامة إلا أن أحداً لم ير تلك السيدات يعملن على سيارة عمومية أو ثقيلة في أي مكان. وأفادت قيادة شرطة المحافظة عن طريق مكتب المعلوماتية في فرع مرور السويداء أن عدد النساء اللواتي حصلن على شهادة سوق خاصة يبلغن 5230، و8 سيدات حصلن على شهادة للعجزة، وسيدة واحدة حصلت على شهادة زراعية. ويعتبر أغلب الذين التقتهم «الوطن» أن السبب في اقتناء زوجاتهم لشهادة سوق هي ضرورة، وخاصة بعد حصولهن على سيارة سياحية بالتقسيط لكونهن عاملات في الدولة، إضافة للطبيبات اللواتي يعملن في أكثر من مكان في السويداء، وزوجات الرجال العاملين في دول الخليج العربي.

 

 

الوطن