«النصرة» تبايع الظواهري

بعد أكثر من عامين على الصراع على سورية بدأت الحقائق تتكشف شيئاً فشيئاً وهذه المرة باعترافات مباشرة من تنظيم القاعدة في العراق ومن الداخل السوري وليس من على منابر الإعلام الوطني الذي اتهم في كل مرة ذكر فيها كلمة إرهاب بأنه كاذب ويروج لروايات النظام وعلى هذا الأساس عوقب وحجب عالمياً!!
ففي الأمس أعلن من يطلق على نفسه لقب أبو محمد الجولاني مبايعة جبهة النصرة في سورية لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وذلك في أول رد على البيان الذي صدر أول من أمس من متزعم القاعدة في العراق أبو بكر البغدادي وأعلن فيه أن «النصرة» «امتداد وجزء» من تنظيمه.
ومع هذه الحقائق الجديدة التي ستتكشف تباعا بات من الواضح ما يحاك لسورية من محاولات هيمنة وسيطرة وإقامة دولة إسلامية تنزع هوية وتاريخ سورية العلمانيين وتجعل منها منصة لإطلاق الإرهاب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وتنهي عقودا من الاستقرار عاشته سورية بفضل وعي وحكمة وانفتاح شعبها.
وأمام هذه الحقائق الجديدة تحولت دول ادعت طوال العقد الماضي مكافحتها للإرهاب إلى شريك فعلي مع تنظيم إرهابي دولي بهدف تدمير الدولة السورية والإجهاز عليها وكانت على استعداد للتحالف مع أي تنظيم إرهابي في العالم لتحقق أهدافها ومآربها وطموحاها في رؤية سورية مدمرة، إلا أن وعي الشعب السوري وصمود وشجاعة وبسالة جيشه خيب آمالهم ودحرها لتبقى سورية كما عهدناها منارة للمحبة والسلام والتآخي وقلعة للصمود والمقاومة.
إنها القاعدة وليست ثورة سلمية قامت بصدور عارية كفاكم كذباً ودجلاً وخداعاً.. هو مشروع مدعوم مالياً وعسكرياً وسياسياً من قبل مستعربين وغربيين وكل ما يملكونه من إمكانيات وإعلام أرادوا الانتقام من سورية ومن شعبها لمواقفه الداعمة للمقاومة أينما وجدت فادعوا صداقته في حين كانوا يعملون على قتله وتهجيره وتدمير دولته وما تم بناؤه على مدى عقود من بنية تحتية.
اليوم نسأل من كان يقبل عناصر جبهة النصرة ويدعي أنهم جزء لا يتجزأ من ما يسميه «الثورة السورية»: هل ثورتكم يرعاها أيمن الظواهري؟ أم يوسف القرضاوي؟ أم الدول التي كانت حتى اندلاع الحرب في سورية تدعي مكافحة الإرهاب وتبين أنها شريكة معه؟!
الجواب معروف، فسورية تخوض منذ عامين حرباً حقيقية على إرهابكم وعلى من تقبلون وتدافعون عنه أمام المحافل الدولية وتزودونه بالمال والرجال والعتاد.. حرب لن ينتصر فيها إلا الشعب السوري الذي يرفض إرهابكم وتطرفكم وأموالكم ويداً بيد مع جيشه سيقضي على آخر إرهابي دنس أرض سورية الطاهرة.
والآن نحن بانتظار جديد العثمانيين والفرنسيين والبريطانيين والمستعربين لنرى ما الخدع الجديدة التي يخبئونها في قبعاتهم لإنكار تحالفهم مع القاعدة وتسهيل مرورهم وتسليحهم في حين كان سيدهم في البيت الأبيض أول من تنبه ووضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب وصرح علناً أن للقاعدة وجوداً على الأرض السورية.