«النصرة» تسعى للضغط على أنقرة بالهجوم على دارة عزة

«النصرة» تسعى للضغط على أنقرة بالهجوم على دارة عزة

شام إف إم - خاص
أكد الخبير بشؤون الجماعات الاسلامية عبد الله علي أنه لا يمكن اليوم الحديث عن عداء عسكري بين أنقرة وميليشيا "هيئة تحرير الشام" – جبهة النصرة سابقاً- في ضوء سيطرت الأخيرة على قاعدة جبل الشيخ بركات غربي مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي والتي تعد أهم قاعدة عسكرية تركية في الشمال السوري.

وخلال اتصال هاتفي مع «شام إف إم» على ملف الصباحية، أشار علي إلى أن القواعد العسكرية التركية دخلت إلى الأراضي السورية بإشراف ومراقبة "جبهة النصرة"، مرجحاً أن "جبهة النصرة" تحاول من من خلال هذه التحركات الضغط على الفصائل المسلحة المناهضة لها من جهة، ومن جهة أخرى الضغط على تركيا دون أن يصل ذلك إلى التصعيد العسكري.

وبيّن علي أن الموجة الجديدة من الاقتتال بين «تحرير الشام» – النصرة سابقا -  والفصائل المسلحة المنطوية في ما يسمى «جبهة التحرير»، هي موجة أعقبت عدة موجات حدثت خلال العام الماضي، وتجددت اليوم بذريعة ما حدث في قرية تلعادة عندما قتل عناصر لـ«جبهة النصرة» على يد حاجز تابع لميليشيات «الزنكي» وهو السبب المباشر، أما الأسباب البعيدة فهي سعي «النصرة» للسيطرة على مدينة دارة عزة لتمتعها بموقع استراتيجي واحتوائها على قمة جبل الشيخ بركات التي ترتفع حوالي 1000 كم عن سطح البحر، وبالتالي تعطي هذه القمة المّسيطر عليها إشراف كامل على أرياف حلب وعفرين، منوهاً إلى ان مدينة دارة عزة ومنذ سيطرة تركيا على عفرين أصبحت ممراً اقتصاديا بين مناطق ما تسمى «غصن الزيتون درع الفرات» ومناطق غرب حلب التي تسطير عليها «الجبهة التحرير» وصولاً إلى إدلب، حيث تخشى «النصرة» أن تكون دارة عزة هي الممر الذي سوف يدخل منه ما يسمى «الجيش الوطني» المحسوب على تركيا إلى غرب حلب ومن ثم إلى إدلب لقتالها في حال تم اتخاذ مثل هذا القرار، ومن جانب أخر إن مدينة دارة عزة وجبلها يشرف على مداخل مدينة حلب الغربية وبالتالي في حال حصول أي اتفاق بين روسيا وتركيا على تسليم طريق دمشق حلب فإن دارة عزة سيكون لها أهمية اقتصادية وعسكرية واستراتيجية.

كما أوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أنه منذ توقيع «اتفاق سوتشي» شعرت ميليشيات «تحرير الشام» – النصرة سابقا- بالارتياح لأن أكثر ما كانت تتخوف منه هو تكرار سيناريو الجنوب في إدلب، وأن يقوم الجيش السوري بعملية عسكرية واسعة تطيح بها وبإماراتها، لذلك وبعد الاتفاق شعرت «النصرة» أنه لا زال أمامها بعض الوقت لتعزيز نفوذها، فسعت منذ ذلك التاريخ إلى توسيع مناطق سيطرتها ونزع أوراق القوة من خصومها في باقي الفصائل الأخرى، بغية إظهار نفسها أما حليفها التركي أنها اللاعب الرئيسي في المنطقة، وأن أي اتفاق بخصوص الطرق او بخصوص إدلب بشكل عام لابد أن يحظى بموافقتها وأن يكون لديها مكاسب ومصالح منه.

ونوّه علي أنه إلى أن أكثر المناطق التي تهددها «النصرة» حاليا هي دارة عزة كما حصل في الثلاثاء من هجوم عليها، وأيضا مدينة معرة النعمان التي تعتبر أخر المدن الخارجة عن سيطرتها وتقع على طريق دمشق حلب لذلك ستهدد "النصرة" هذه المدينة وتضعها ضمن طموحاتها المقلبة.