الهجرة غير الشرعية في قوارب الهلاك

حكايا الموت أبطالها من الواقع

شام نيوز- اللاذقية- سامي زرقة

إنه البحر .... موجاته ابتلعت شباناً كثيرين وماتت معهم أحلامهم البريئة وآمالهم بالهروب من شظف العيش لتصعد بدلاً منها آهات ودموع أهاليهم وأحبابهم الذين فقدوهم ...

حسام ومهند ووسام ومحمد أبطال لقصة حقيقية من الواقع عنوانها الهروب من الظروف السيئة التي يعيشونها في بلدهم التي بخست عليهم بأبسط حقوقهم كما يدعون وربما هو الفقر أو البحث عن فرص جديدة أو أنه الهروب من الواقع أسباب كثيرة استدعتهم مع شباب كثيرين غيرهم للهجرة فلم يجدوا إلا الهجرة بعيداً عن القانون، هجرة تسمّى غير شرعيّة تضعهم وسط دوامة لتصل بهم أحياناً إلى الهلاك أو الموت.

لكن الحكاية لم تنته هنا حيث أن الكثيرين منهم عائد خائب الرجا أو تمكنت السلطات من إعادته إلى بلده ومنهم من غرق في مياه البحر لتموت معه حكايته وآماله التي دفعته للسفر أو الهروب .....

يقول الشاب حسام نفلة 27 عاماً أنه تحت ضغط الحياة المتزايد وعدم القدرة على الصبر والاحتمال في بلده إضافة إلى رغبته في تأمين مستقبله بشتى الوسائل كون متطلبات الحياة في بلده الأصلي كثيرة وهو لن يقوى على تأمينها كل هذه الأموردفعته للتفكير بالهجرة ولما تبددت مساعيه بالفشل بالحصول على تأشيرة إلى إحدى الدول الخليجية أو الأجنبية توصل إلى قرار الهجرة غير الشرعية خصوصاً وأنه سمع أن الكثيرين ممن يهاجرون بهذه الطريقة تنجح محاولاتهم هناك فما كان منه إلا أن استدان بعض المال وأعطاه إلى شخص يقوم بتوصيا المهاجرين إلى قبرص ولكن الامور سارت عكس ما يشتهي حسام إذ أن السلطات وحرس الموانئ تمكنوا من ضبط القارب وإعادتهم إلى سورية ويصف حسام تلك التجربة بِأنها مريرة ويحمد الله أنها انتهت هكذا

لكن محمد جابر 39 عاماً وهو الآن يعمل أجيراً في إحدى البقاليات بعد أن تم القبض عليه من قبل سلطات البلد الأجنبي الذي سافر إليه وإعادته إلى سوريا يقول إنه قرر هو وأصدقائه أن يهاجروا ولأنهم لم يقبلوا بطريقة قانونية غادروا عن طريق أشخاص دبروا لهم الدخول إلى ذلك البلد الأجنبي بطريقة ما ويتابع محمد بأنه بقي هناك حوالي ستة أشهر لكن السلطات في ذلك البلد الأجنبي إلقت القبض عليه وأعادته إلى بلده باعتبار أنه لا يملك إقامة هناك

أما لـ وسام بلة 48 عاماً قصة وتجربة أخرى يقول عنها إني مسؤول عن أسرة وأعمل في البلدية في مجال تمشيط الحدائق لكن عملي لا يكفي حتى الطعام ولم أقصر بالبحث عن حلول فعندي القدرة على العمل مهما كان شاقاً لكن لا يوجد لمهنتي السوق الملائم لها وهكذا كان لا بد من الهجرة بعد أن ضاقت السبل أريد تأمين حياة أولادي وهكذا استدليت على مجموعة تساعد الشباب على الهجرة ورهنت مصاغ زوجتي و سافرت ونجحت في الوصول إلى بر الأمان وتحت اسم مستعار وهناك تزوجت من امرأة للحصول على الجنسية وتمكنت من الحصول على عمل يدر علي أموالاً طائلة وعدت إلى بلدي بعد خمس سنوات واستطعت شراء منزل لي ولأسرتي وسيارة وفتحت مشروعاً صغيراً خاصاً بي وعدت إلى عملي الأصلي في مجال تمشيط الحدائق حيث أمارسه مجرد هواية لا أكثر .

ويقول مهند السيد 23 عاماً خريج كلية الاقتصاد أنه تطلع بعين ملؤها التفاؤل نحو السفر وتأمين متطلبات الحياة بعد أن ضاقت به السبل في سوريا ففكر في الهجرة ولو كانت بطريقة غير شرعية ولكنه ضبط بعد خرج من الميناء لمسافة قصيرة هو وزملاؤه وتمت إعادتهم إلى البلد ليندبوا حظهم العاثر وينتظروا فرصة أخرى للهروب أو السفر.

أما أبو أحمد 85 عاماً والذي أتعبت السنون جسد ه وأثقلت كاهله مصيبة ضياع ابنه البكر في البحر عندما سافر يقول أنه فقد ابنه مرتين الأولى عندما سافر والثانية عندما تلقى خير ضياعه وما يزال أبو أحمد حتى الآن يجلس على كورنيش جبلة منظراً على يسمع خبراً عن ابنه الذي سافر منذ أكثر من عشر سنوات، أو ربما يرى ابنه عائداً إلى أحضانه حيث يقول أبو أحمد أنه سينتظر هذه اللحظة لآخر يوم في حياته.