الهدوء يعم الساحل السوري ومنطقة المعضمية تحت السيطرة

بعد أن خاضت وحدات من الجيش معارك شرسة في بانياس قبل أن تدخلها وتفرض سيطرتها باستخدام تكتيكات معقدة وعالية الدقة لم تسفر عن أي خسائر بشرية وتلقي القبض على عدد كبير من المسلحين فيها، على حين تم القبض على «أمير حمص» ووزير دفاع إمارتهم المزعومة اللذين قاما بعد اعتقالهما بإرشاد الجيش لمخابئ السلاح، على حين تمت السيطرة على الوضع في بلدة المعضمية من ريف دمشق.
 

 

وقال مطلعون  نقلاً عن جرحى في المشفى العسكري في طرطوس: إن الجيش حظي بمساعدة كبيرة من أهالي بانياس الذين قدموا العون والمعلومات الضرورية عن تحركات المسلحين وهوياتهم وأماكن تواجدهم...

 


وحسب مصادر من مناطق محيطة في بانياس،  إن الجيش أفرج أمس عن عدد من الموقوفين الذين ثبت عدم مشاركتهم بأي أعمال مسلحة أو في حمل السلاح في حين تم إحالة الموقوفين المسلحين إلى المدن الرئيسية تمهيداً لمحاكمتهم.

  


وعن أسباب توقيفهم، قالت المصادر: إن الجيش حين يدخل إلى مدينة أو حي يقوم بتوقيف أي شخص يظهر أمامه حتى لو لم يكن يقاتل وبعد تدقيق هويته والمعلومات الشخصية يقرر الاحتفاظ به أو إطلاق سراحه.

  


وفي المعلومات الواردة أمس من بانياس، لم يسجل أي حادثة إطلاق نار باستثناء رشقة من مسلح أطلق الرصاص على ميكروباص كان يقل عمالاً لمصفاة بانياس ما أدى إلى جرح أحد الركاب وتبين أن إصابته خفيفة.
وأكدت مصادر مطلعة :إن العملية العسكرية في بانياس أدت إلى تفكيك غرفة عمليات كاملة تضم
أجهزة حاسوب متطورة وأجهزة اتصالات «ثريا» وكاميرات ذات دقة عالية قادرة على البث من خلال الأقمار الصناعية، وتعد هذه الغرفة حسب المصادر غرفة العمليات المركزية لأغلبية الأحداث المسلحة التي حصلت في سورية.

  


وقالت المصادر: إن وحدات الجيش تمكنت من توقيف عدد من المقاتلين العرب والأجانب في بانياس رافضة الكشف عن هويتهم أو جنسياتهم لكنها أكدت أن سورية ستكون قادرة قريباً على مواجهة العالم بما تمتلك من معلومات وأشخاص باتوا الآن في عهدة الدولة السورية وهي وحدها تقرر التوقيت المناسب للإعلان عنها وعن هوية وجنسيات من تم إلقاء القبض عليهم.

  


وختمت المصادر بالقول: إن وحدات الجيش التي شاركت في عملية بانياس قامت بعمل دقيق جداً وبالغ التعقيد منعاً لأي فرار، ولتجنب سقوط أي ضحايا أبرياء الأمر الذي يبرر قيام وحدات النخبة في الجيش السوري «الوحدات الخاصة» بدخول المدينة دون أن تتكبد أي خسائر تذكر نظراً لخبرتها ومهنيتها العاليتين وتدريبها على التعامل مع مثل هذه الحالات.

  


يذكر أن زوارق البحرية السورية ووحدات للتشويش الالكتروني شاركت أيضاً في عملية بانياس لمنع الاتصالات الفضائية وقطع التنسيق بين المجموعات المسلحة المنتشرة في مختلف المدن الساحلية.
وفي حمص أكد ت مصادر أن يوم أمس كان هادئاً نسبياً، باستثناء سماع بعض أصوات لطلقات نارية في منطقة بابا عمر.

  


ونقلاً عن مصادر مطلعة في حمص في ما بدا أنه تردد لعملية بانياس الناجحة، إنه تم إلقاء القبض على «أمير حمص» ويدعى حسب مصادر لم يتم تأكيدها بعد «مصطفى» و«وزير دفاعه» (لم يعرف اسمه بعد) وأن الأخيرين أرشدا الجيش إلى مخابئ السلاح وتبين وجود كميات كبيرة من السلاح الخفيف والثقيل مدفونة في حقل «بطاطا» في منطقة «الضبية» ما بين جامعة حمص والسكن الشبابي كما تم ضبط أعداد كبيرة من السلاح الأبيض من «شنتيانات» و«سكاكين» إضافة إلى صهاريج من البنزين والفيول.

  


وقالت المصادر: إن وحدات من الجيش قامت أمس بتفتيش عدة مناطق وأخرجت السلاح الذي كان مدفوناً وصادرته. وفي عملية دقيقة جداً على غرار عملية بانياس تم اعتقال 26  هم زعماء لبعض التنظيمات المسلحة العاملة في حمص.

 


بالاضافة الى إن قوات الأمن ألقت أيضاً القبض على شبكة أطباء في حمص كانوا يجرون عمليات جراحية في منازلهم أو عياداتهم الخاصة للمسلحين المصابين وجميعهم حسب المصادر ينتمي لمجموعات متطرفة دينياً.

 


وحول الوضع الميداني، أكدت المصادر أن الجيش دخل منطقة بابا عمر وألقى القبض على عدد كبير من المسلحين الذين تبين أنهم من مناطق مختلفة من قرى حمص ومنهم من درعا، ومساء أمس قام الجيش بتلاوة أسماء على مكبرات للصوت وشوهد بعض الأشخاص يسلمون أنفسهم.

 


وأول من أمس هاجم عدد كبير من المسلحين مساكن الضباط في حمص إلا أن الهجوم فشل وقتل عدد كبير من المسلحين وخاصة أن كل مساكن الضباط باتت تحت حراسة أمنية وعسكرية مشددة.
وختمت المصادر بالقول: إن هناك هدوءاً حذراً جداً في حمص وإن أغلبية المقاتلين يواجهون الجيش في مناطق محيطة بحمص وخاصة على الشريط الغربي الممتد ما بين حمص والحدود اللبنانية. وكان مصدر عسكري صرح بأن وحدات الجيش والقوى الأمنية مازالت تتابع تنفيذ مهمتها بملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة في ريفي درعا وحمص ومنطقة بانياس.

 


وأضاف المصدر: إن وحدات الجيش والقوى الأمنية تمكنت يوم أمس من إلقاء القبض على العشرات من المطلوبين والاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي كانت معدة للاستخدام ضد عناصر الجيش والقوى الأمنية والممتلكات العامة والخاصة.

 


وفي منطقة المعضمية ومحيطها، لم يسمع أي إطلاق للرصاص منذ صباح أمس بعد أن دخلت وحدات من الجيش لتطويق المنطقة وإخراج المسلحين منها والذين كانوا يهددون أهالي المعضمية، بالاضافة الى  أن شجاراً قاسياً وقع بين الأهالي وحوالي 200 عنصر مسلح دخلوا المدينة ليل أول من أمس، وتمكنت وحدات أمنية وعسكرية يوم أمس وأيضاً في عمليات دقيقة من إلقاء القبض على عدد كبير من المسلحين وأنذروا المتبقي منهم لتسليم أنفسهم، ومن المتوقع أن تنتهي أزمة المعضمية اليوم وأن يعود الهدوء إلى هذه المنطقة وخاصة أن أهاليها يرفضون دخول أي غريب إلى منطقتهم ويرفضون أي نوع من الاحتجاج وخاصة المسلح.

 


جاء ذلك في حين بين مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن عدد الذين سلموا أنفسهم من المتورطين بأعمال شغب وصل حتى تاريخه إلى 1083 شخصاً في مختلف المحافظات تم الإفراج عنهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن.

 

شام نيوز