الوافدون من لبنان.. بعيداً عن الأرقام

رزان حبش – شام إف إم
من الصعب على الإنسان أن يترك مكانه الآمن الذي يحبه ويعيش فيه بأمان وسكينة مع عائلته، ويذهب منه إلى عمله ويعود إليه في المساء ليجد الدفء والأمان، وفجأة يصبح هذا المكان غير آمن كما اعتاد عليه، وعلى العكس يصبح المكان الذي يجب أن يتركه ويبتعد عنه!!
هذا ما حصل مع العديد من العائلات اللبنانية خلال الأسابيع الماضية.. والذين قد توجه الكثيرون منهم إلى الأراضي السورية.
حيث ذكر مراسل شام إف إم في حمص لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن حركة العبور في المعابر الحدودية بحمص مستمرة بوتيرة مرتفعة، سواء من الوافدين اللبنانيين، أو العائدين السوريين من الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أن النسبة الأكبر منهم بقوا في المحافظة، فيما غادر بعضهم إلى دمشق وريفها وباتجاه الساحل أيضاً.
وأشار مراسلنا إلى أن الغالبية العظمى من الوافدين اللبنانيين في حمص يظلون في منازل أقاربهم ومعارفهم، أو استقبلهم الأهالي في منازلهم.
بينما استقبلت مراكز الإيواء الجماعي في دير مارالياس ومزار السيدة العذراء نحو 300 عائلة تقريباً، بحسب ما أوضح المراسل الذي نوّه إلى وجود جاهزية تامة، كما أن التعامل جيد مع الوافدين، ومع المصابين القادمين من لبنان.
وحول أكثر المشاكل التي يواجهها الوافدون من لبنان، قال مراسلنا إنها الحالة المعيشية الصعبة، وأجارات المنازل، التي شهدت ارتفاعاً واضحاً بعد بدء حركة النزوح، لافتاً إلى أنها ارتفعت حوالي الـ 3 أضعاف، فالمنزل ذو أجار المليونين أصبح بـ 6 ملايين ليرة.
وعلى العكس من ذلك، فإن الأمور المتعلقة بالقطاعين الصحي والتعليمي فهي جيدة جداً، وفقاً للمراسل.
وتحدث مراسلنا عن قصص سمعها من الوافدين، حول عائلات أبيدت بالكامل جراء الغارات التي تشنها طائرات الاحتلال، وأخرى خسرت مساكنها وأرزاقها.
وروى الشيخ سعد حماده شيخ العشائر الحمادية في لبنان لبرنامج "اليلد اليوم" على "شام إف إم" أنه جاء إلى الأراضي السورية برفقة عائلته وما يقارب الـ 400 شخص من العشيرة ذاتها، وهم موجودون حالياً في دمشق وريفها وحمص وطرطوس.
وذكر الشيخ حماده أنه وعائلته كانوا يقطنون في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولديهم منازل بالهرمل في بعلبك أيضاً، ولكنهم اضطروا للخروج منها مع اشتداد القصف، وبالأخص لوجود أطفال وكبار في السن برفقتهم، فيما بقي الشباب في أرضهم للمقاومة.
ولفت الشيخ إلى أن السوريين فتحوا أبواب منازلهم لهم وللعديد من الوافدين اللبنانيين، وبيّن أنهم أمّنوا لهم بالإضافة إلى السكن، الاستشفاء والأدوية.
وأكد الشيخ حماده أن عدداً من أفراد العائلة استشهدوا، كما تضررت بعض الأملاك الخاصة لهم في الهرمل.
تحمل رحلة الابتعاد عن المنزل وراءها معاناة جسدية ومعنوية كبيرة، وشقاءً يصعب تحمله، ولكن على الرغم من ذلك، فإن شعوب هذه البقعة الجغرافية من الأرض متحدون، ولا يجد شعور الاغتراب إلى قلوبهم سبيلاً.