الواقع في سوريا يساعد على بقاء النظام

لحمص تاريخ طويل في النزاعات بدأ منذ عهد صلاح الدين الأيوبي في عام 1174 واستمر خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الاولى, ثم في الستينيات.
وللمدينة اهمية أخرى حيث ان زوجة الرئيس السوري بشار الأسد من حمص ومستشارته بثينة شعبان كذلك.. كما ان حمص هي في قلب كل السوريين وليس من المفاجيء أن تكون في قلب الإنتفاضة .
ومن الغريب تفاجؤ البعض بانسحاب الجيش السوري الحر من المدينة, اذ ليس من المتوقع ان يستسلم النظام السوري ويغادر بسبب مئات من الرجال يحملون البنادق الالية ويأملون في خوض حرب مختصرة في حمص.
كما ان الغرب يتوهم ان حمص هي بنغازي جديدة ونقطة انطلاق نحو دمشق حيث ان لديهم الحلم الامريكي الساذج بأنه إذا كانت الدولة بوليسية وفاسدة فإن خصومهم غير المسلحين بالشكل الكافي سينتصرون لأنهم الاناس الصالحون.
وكلما ثار ساركوزي وكلينتون على الفظائع التي تحدث في سوريا كلما زاد رفضهم لمساعدة الثوار عسكريا وازدادت شروطهم لفعل ذلك كضرورة توحيد المعارضة والتحدث بصوت واحد, بالرغم من أن هذا لم يحدث على سبيل المثال في حالة القذافي, ولكن نفاق ساركوزي ظهر للسوريين حيث يحاول زيادة فرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية القادمة بإرساله مئات الدبلوماسيين والخبراء لإنقاذ الصحفية الفرنسية إديث بوفير بالرغم من أنه لم يفعل ذلك منذ عدة شهور مع الصحفيين الفرنسيين اللذين اخطتفتهما طالبان لمدة شهرين ووصفهما بالطائشين.
ومن المدهش أن الديموقراطية المتمثلة في الإنتخابات الروسية والإيرانية والامريكية والفرنسية والاستفتاء السوري, يمكن ان تعرقل اي سياسة عاقلة في الشرق الاوسط.
في حالة الأسد هناك البعض ممن يريدون بحق مساندته, بدافع أنه الرجل الذي أعطى لسوريا حريتها, لكن المشكلة الأكبر تتمثل في وجود أشخاص يعتبرون أي تغيير سياسي كبير بمثابة تهديد لحياتهم وسلطتهم وأن هؤلاء الرجال مثل جنرالات الشرطة والأمن والبرلمانيين البعثيين قد يقاتلون حتى الموت من اجل الأسد ليس بدافع الإخلاص وحده بل لانهم يعلمون ان خلعه يعني موتهم.
مخطيء من يعتقد ان الرئيس السوري بشار الأسد هو مجرد وسيلة في يد عائلته.. فالواقع انه هو من يتخذ القرارات ويجب ان نتذكر ان اباه جاء عبر ثورة تصحيحية وان هذه التصحيحات يمكن ان تحدث مرة اخرى سواء باسم البعثية او القومية العربية او باسم القضاء على القاعدة أو العدو الصهيوني أو الارهابي او باسم التاريخ.