الوجه الآخر لتموز.. وأسطورة الحياة والموت!!

رزان حبش – شام إف إم
شهر تموز واسمه يوحيان لأي شخص بالصيف ودرجات الحراة المرتفعة والشمس الساطعة.. ولكن لتموز وجهٌ آخر، فمن أين أتى اسم هذا الشهر وما معناه وما حكايته؟؟
بيّنت الباحثة بالتراث والفلكلور وممثلة سورية بالمنظمة الاستشارية للتراث والفلكلور وإحيائه منال ظفور لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن أسطورة "ديموزي" أو المتعارف عليه باسم تموز ظهرت في سومر ببلاد الرافدين أي في سورية والعراق، وهو يعني "ابن الحياة"، وبشكلٍ أصح هو الحصاد.
وذكرت الباحثة ظفور أن أبطال الأسطورة هم كل من "إنانا" آلهة الحب والحياة ومهمتها تأمين استمرارهم وازدهارهم على الأرض، وضمان حفظ نظام الطبيعة والمناخ وتعاقب الفصول الأربعة، و"أرشكيجالا" آلهة الموت وهي الأخت الكبرى لـ "إنانا" ومهمتها ضبط النهايات لكل الكائنات الحية باعتبار الموت هو النهائي لكل كائن حي، والبطل الثالث هو "تموز" إله الرعي أو الخصب.
وروت الباحثة عن حصول منافسة بين الراعي والمزارع للفوز بالزواج من "إنانا"، وانتصر بها الراعي "تموز" أو "ديموزي".
وفي أحد الأيام تقرر "إنانا" النزول إلى العالم السفلي لتعيد الأموات إلى الحياة وتزور أختها "أرشكيجالا" هناك، حيث إن نزول "إنانا" إلى عالم الأموات يعني موت الحياة مؤقتاً ما يؤدي لتجديد دورة الخصب الزراعي.
إلا أن "تموز" لم يحزن على موت زوجته "إنانا" ولم يقم بالحداد عليها، ما أغضبها ودفعها لأن تقرر العودة إلى الحياة، فتمنعها أختها من ذلك مبينةً لها أن صعودها سيكون مشروطاً بإرسال بديل عنها إلى العالم السفلي!
الأمر الذي يجعل "إنانا" تضحي بزوجها الذي لم يحزنه فراقها وموتها، فتبعث بشياطين "أرشكيجالا" ليسحبوا "تموز" إلى عالم الأموات، وتعود "إنانا" إلى الحياة.
بعد ذلك تشعر آلهة الحب "إنانا" بالندم على التسرع بالتضحية بحبيبها وزوجها "تموز"، فتصدر قراراً يقضي ببقاء "تموز" لنصف سنة في عالم الأموات مع "أرشكيجالا"، والنصف الآخر يصعد ليكون برفقة "إنانا" في عالم الحياة!
وبهذه الطريقة فإن الحياة والموت يتناوبان على الخصب والرعي، وتستمر دورة المناخ والحياة الزراعية، حيث يُصيب الأرض الشحوب بسبب طقس الشتاء والخريف وذلك عند موت "تموز"، وعلى العكس يبدأ الفرح وتعود الحياة للنباتات والزهور بكل الأشكال والألوان وهذا عندما يعود "تموز" للحياة.
وأشارت الباحثة بالتراث والفلكلور منال ظفور إلى أن لهذا الأسطورة العديد من الرموز التي وجدت على مجموعة من الألواح أو الرقيمات في العراق، بعضهم موجود حالياً في العراق والبعض الآخر في بريطانيا.
كما نوهت الباحثة إلى أن خلق وتأليف الأساطير كان وسيلة للتعليم بالنسبة إلى الأجداد لنقل المعرفة إلى الأجيال اللاحقة.
وهكذا كان "تموز" رمز الخصب والرعي والنباتات الذي يعود إلى الحياة صيفاً ويموت شتاءً!!