الوطن "السعودية"

نعرف أن خسارة مباراة ليست نهاية المنافسة في البطولة، كما أن خسارة البطولة ليست نهاية العالم.. نعرف هذا، ونعرف أن عشاق تبرير الإخفاقات الخضراء سواء من اللاعبين أو الإداريين أو الفنيين سيقولون لنا هذه الإكليشة مع تكرر السيناريو السعودي في التعامل مع هزة الافتتاح حيث اطيح ببيسيرو واستنجد بالوطني ناصر الجوهر (الإسبير المعروف أو استبنة)، المدربون الأجانب أكباش الفداء في كل حدث كروي ينتهي بخيبتنا!
قبل بداية المباراة بدقائق قال أحد محللينا الأفذاذ في قناتنا الرياضية إن نتيجة النزال الأول بين اليابان والأردن في صالح المنتخب السعودي حتى ينطلق في الصدارة بـ3 نقاط، وكأن منتخبنا سيواجه الفراغ لا منتخبا تأهل إلى النهائيات بجدارة ودون خسارة وبنتائج ومستويات متطورة!
ما حدث في قطر البارحة تأكيد جديد ومكرر على أن هذا هو واقعنا الكروي بلا مكياج ولا رتوش، لكننا نكابر ونصر على أننا جئنا من أجل حصد الكأس والبطولة وتزعم القارة من جديد دون أن نسأل أنفسنا هل نملك الأسباب المؤدية لذلك ولبلوغ الحلم بعيداً عن التاريخ وأمجاد الماضي الغابر؟.
مشكلة الكرة السعودية منذ سنوات لا تكمن في الجهاز الفني ولا في ندرة المواهب ولا في الإصابات أو اعتزال هذا النجم أو ذاك! مشكلتنا وأزمتنا أكبر وتكرسها كل الأحداث الكروية التي عشناها ونعيشها في منافساتنا الرياضية داخلياً وخارجياً على مستوى الأندية والمنتخبات في كرة القدم وغير كرة القدم!.
لقد وصلنا الرقم القياسي في تغيير المدربين واللاعبين وتفلسفنا كثيراً في حكاية البناء والتطوير فظل كل ذلك مجرد كلام ولم يحدث التطوير إلا في القشور فقط، وبقي العمق واللب والأساس يترهل دون أن يطاله التغيير! ولا أدري إلى متى سننتظر ونكابر فنصدق أحلامنا ونكذب واقعنا الرياضي المتدهور؟
من يتحمل المسؤولية هذه المرة كي نرفع له القبعة أو الغترة، لنحلم أن التغيير يبدأ من هنا ويجب ألا نتأخر؟!
علي مكي - الوطن