الوطن العمانية: الخليجيون شركاء في إراقة الدم السوري

قال الكاتب أحمد الهاشمي إن التدخل السافر في المشهد السوري أصبح لدى بعض الأوساط السياسية الخليجية في حكم الواجب المقدس وأصبح الخليجيون شركاء في إراقة الدم السوري.
وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة الوطن العمانية تحت عنوان سورية من يدفع فانورة تمويل العنف أن دول الخليج وضعت نفسها طرفا فاعلا ومؤثرا وإن بشكل كارثي في أكثر من ساحة متأزمة في الجغرافيا العربية وهذه الدول تجد نفسها اليوم جزءا من المشكلة لا الحل.
وقال الهاشمي إن دول الخليج ورغم التباين الواضح والملتبس أحيانا في سياساتها الخارجية يبدو أنها غضت الطرف عن الدروس المرة ومآلات الأوضاع في العراق كنتيجة حتمية للتدخل الأجنبي فكانت وراء الحشد الدولي للتدخل في الأزمة الليبية واتت لمفسدة أخرى أشد وبالا ونكالا على الشعب الليبي وسيادته ومقدراته ووحدته الوطنية حيث باتت اليوم ليبيا تتناوشها الميليشيات المسلحة وتكاد تتقاسمها وغدا من يدري مايكون مصير هذا البلد.
وأضاف إنه في سابقة خطيرة غير منتظرة ولا مقرؤة الأبعاد والنتائج تم تجييش كل الوسائل والسبل في منطقة الخليج لخدمة هدف التدخل في الشأن الداخلي لسورية هدف لا تعرف شعوب الخليج حتى الآن الغاية والمبرر من بلوغه أو الانعكاسات والتداعيات التي يمكن أن تسفر عن السعي والتكالب لتحقيقه.
وقال الهاشمي إنه رغم أنف المبادئء الأخلاقية ومواثيق جامعة الدول العربية ودون أي اعتبار للقوانين والأعراف الدولية ورغم كل الدعوات الأممية إلى حل الأزمة في سورية سلميا تنفرد دول الخليج بموقفها إزاء هذا المشهد برمته داعية إلى تسليح المعارضة السورية بما قد يؤدي إلى تأجيج الصراع الداخلي في سورية.
وأضاف أن السؤال الذي يطرح نفسه على النخب الحاكمة في الخليج هو بأي أموال سيتم تمويل وتسليح المعارضة وما يسمى الجيش السوري الحر هل بأموال شعوب لا تزال رغم عقود من التنمية ترزح بعض قطاعاتها تحت خط الفقر.
وتساءل الكاتب أليس قرار تمويل وتسليح المعارضة السورية بأموال الشعوب الخليجية بحاجة إلى استفتاء هذه الشعوب في مصارف عيشها وأرزاقها وثرواتها أم أن المجالس النيابية في هذه الدول مجرد واجهات لديمقراطية شكلية لا علاقة لها بالقضايا المصيرية.
وقال الهاشمي هذه الدول التي تريد الخير والصلاح للسوريين والليبيين وغيرهم ألم تقرأ أن الأقربين أولى بالمعروف أليست دول الخليج أولى بدعوات وجهود الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من غيرها.
وختم الكاتب مقاله بالسؤال ألسنا بحاجة إلى أن نرمم البيت الخليجي من الداخل قبل أن نفرض الوصاية على الآخرين أو نصدر إليهم مشاريعنا الثورية للتغيير والإصلاح مؤكدا أن هذه الحرب ليست حربا عادلة بالمطلق قائلا إلى أين تذهبون بنا في غفلة من التاريخ.
شام نيوز - سانا