الوطن "الكويتية"- حكم الغرفة وذريتها

.. اعتاد – أهل الكويت اثناء سفرهم الى المحروسة «مصر» زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتى ما قبل نهاية حكم الرئيس الراحل أنور السادات ببضع سنوات – على تجهيز حقيبة خاصة تشحن مع حقائب الملابس وتحتوي على «الماجلة» من.. «رز ومعجون طماطم وبهارات من كركم وفلفل أسود ومسمار وخلافه، وكذلك، عدس أخضر وعدس أحمر، مبشور و.. أبوجبة» دون نسيان الأهم في السفرة وهو.. «دقوس بوديك»!!

مصر كانت مشغولة بدعم الثورات في اليمن الشمالي واليمن الجنوبي والجزائر وافريقيا و«عدم الانحياز» والصراع العربي الصهيوني ومحاربة الامبريالية و«الكيان المسخ» وطرح الشعارات مثل.. «مجتمع الكفاية والعدل»، و«الميثاق طريقنا»، و«الاشتراكية حياتنا»، و«لا.. للاقطاع»، و.. «لا.. لرأس المال»، و.. «ادوني الشايب ليه؟ انا وحشه واللا.. ايه»؟ وهذا الاخير من عندي وليس من شعارات تنظيم الاتحاد الاشتراكي!

هذا الموضوع – السابق – يطول الشرح فيه وسنتحدث عنه في مقال قادم، لكنني تذكرت.. حقائب الكويتيين التي تحتوي على.. الرز والبهارات والعدس والشعارات ودقوس «بوديك» بعد ان قرأت الجملة التالية في افتتاحية الزميلة «الجريدة» التي يملكها عضو مجلس الامة «السابق» ورئيس البرلمان العربي «الخرطي» السابق، يقول فيها: «الهدف الحقيقي من الخطة المدبرة – ضد غرفة تجارة وصناعة الكويت – هو كل ما تمثله الغرفة من فكر اقتصادي مستقبلي، ومن تاريخ وطني اصلاحي دستوري، وكل من تمثلهم الغرفة من مؤسسات وشركات رائدة، ومن شخصيات ورموز وطنية قائدة، ومن قطاعات انتاجية تشكل بنية الكويت الاقتصادية، وتمثل املها في اقتصاد يقوم على ثروة متنامية، متجددة، هي المواطن المتعلم، العامل»!!

اسلوب انشائي وتنظيري و«فذلكي» يذكرك بمصطلحات «الاتحاد الاشتراكي» زمن عبدالناصر،  ومحاضر اجتماعات الرفاق «عبدالفتاح اسماعيل»، و«علي عنتر» و«علي ناصر محمد»، و«سالم البيض» أيام اليمن الجنوبي.. الثوري!!

ليقل لنا سعادة «الرفيق – الارستقراطي» محمد الصقر.. كيف تقنع المواطن الكويتي – الغلبان – ان..« كل ما تمثله الغرفة من فكر اقتصادي مستقبلي، ومن تاريخ وطني اصلاحي دستوري، وكل من تمثلهم الغرفة من مؤسسات وشركات رائدة، ومن شخصيات ورموز وطنية».. الى اخره، انما هو الطريق الصواب للعثور على «صندوق طماطم» بنصف دينار، وكرتون «طروح» بنصف هذا السعر، وبانه يعيش في دولة لا تفطر على الشعارات ولا تتغدى على التنظير، ولا تتعشى من فتات سقف.. الغرفة؟!

من يقرأ افتتاحية الزميلة «الجريدة» يوم أمس، يعتقد ان المؤسسين الاوائل لدستورنا نسوا اضافة مادة فيه تقول.. «الحكم في الكويت للغرفة.. ولذرية أهل الغرفة»!! افتتاحية الزميل «محمد الصقر» كعقد غال من الألماس تعلقه على رقبتها.. منقبة!!

 

الوطن - فؤاد الهاشم