الوطن "الكويتية" - المصطافون الكويتيون خاصموا بحمدون....

فضل أغلب السائحين والمصطافين الكويتيين في مدينة بحمدون اللبنانية العودة الى البلاد قبل انتهاء اجازاتهم بسبب الارتفاع الجنوني لاسعار السكن الخاص والغذاء في المدينة، فضلا عن معاناتهم من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والمياه.
كما اجبر تغير المعاملة بالمراكز الحدودية الكثير من السائحين الكويتيين ايضا الذين راودتهم الرغبة طويلا في قضاء ايام رمضان في بحمدون يمنون انفسهم بلحظات من المتعة والسعادة بالسياحة والتسوق على التراجع عن فكرة «التصييف» في المدينة اللبنانية الجميلة.
«الوطن» رصدت معاناة سائحينا في المدينة الجميلة واستشرفت علي لسانهم العقبات التي واجهتهم ودفعتهم للرجوع مبكرا في السطور التالية:
غلاء فاحش
كانت البداية مع ناصر الحجيلان وهو احد زوار مدينة بحمدون في كل عام الذي قال: لاحظت منذ قدومي ارتفاعا كبيرا في اسعار الطعام والسكن هذا الموسم عن المواسم السابقة، مما دفعني مع بعض المصطافين الكويتيين للعودة مبكرا الى البلاد قبل انتهاء اجازاتنا.
واضاف: وقد كانت لدى بعض مصطافينا نية للتغلب على هذه المشكلة وتمضية ايام رمضان هناك، لكن لم ينجحوا في مقاومة هذا الغلاء الفاحش، فتراجعوا عن فكرتهم وعادوا ايضا.
واوضح الحجيلان ان من ضمن العقبات التي واجهها الكويتيون الذين يملكون عقارات في لبنان انقطاع التيار الكهربائي 12 ساعة يوميا وانقطاع المياه فضلا عن ارتفاع اسعار الخدمات المقدمة بشكل مبالغ فيه.
سوء المعاملة
ومن جانبه قال بدر بوراشد وهو من مرتادي هذه المدينة اللبنانية الجميلة ومعتاد على قضاء اجازته بها منذ عشر سنوات ان الغلاء الفاحش لهذه السنة وسوء المعاملة كانا سببين رئيسيين اجبرانا على عدم العودة الى لبنان مرة اخرى.
واضاف بوراشد: كما عانينا بشدة الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه ونقص الخدمات رغم تبرع الصندوق الكويتي المستمر للبنان، اضافة الى سوء المنظر بسبب عدم نظافة الشوارع، مشيرا الى ابرز مشكلة من وجهة نظره هي مضايقة السواح خاصة من اصحاب السيارات مما اشعرهم بفقدان الامان في المنطقة.
انقطاع كهربائي مستمر
وبدوره اكد مساعد العنزي وهو احد المالكين في مدينة بحمدون كلام سابقه في الانقطاع المستمر والطويل للكهرباء على فترتين من الثامنة صباحا حتى الثانية ظهرا، ومن السادسة مساء الى الثانية عشرة صباحا يوميا.
وقال: بما انني مع عائلتي ووالدتي المسنة، فكنت اضطر للعودة سريعا الى المنزل قبل السادسة حتى تصعد والدتي بالمصعد قبل انقطاع الكهرباء!!.
ولفت العنزي الى الارتفاعات المتوالية في اسعار خدمات المدينة من عام لآخر، قائلا ان بلدية بحمدون كانت تأخذ من الكويتي المتملك 60 ديناراً سنوياً، وارتفعت في العام الفائت الى 120 ديناراً لتستمر في ارتفاعها هذا العام وتصل الى 240 ديناراً سنوياً، في حين لا يدفع اللبناني سوى 200 دولار سنويا، مبدياً اسفه على هذا الارتفاع غير المبرر الذي يفسد تمتعه بالاجواء المناخية والطبيعية الجميلة لبحمدون.
ارتفاع غير مبرر
ومن جانبها، اكدت عائلة الصالح معاناتهم من انقطاع الكهرباء وارتفاع الاسعار في الفنادق اللبنانية، مشيرا الى ان اسعار الغرف وصلت الى 100 دينار مع ملاحظة فرق الاسعار الكبير بين بحمدون وبعض المدن القريبة منها، فضلا عن تغير التعامل مع السواح بشكل لافت للنظر عن السنوات الفائتة.
ظاهرة الشحاذين
وبدوره قال خالد السعدون: الاسعار مرتفعة بشكل مبالغ فيه، وهناك استغلال للسائحين والتعامل مع السائح غير جيد هذه السنة لافتا الى عدة مشاحنات حدثت بين عدد من السائحين الكويتيين وبعض اصحاب المحلات.
واضاف: هناك ظاهرة جديدة انتشرت بشكل غير مسبوق وهي كثرة الشحاذين ودخولهم المقاهي ومضايقة السواح.
وتابع السعدون: بل ان انقطاع الكهرباء المستمر اجبر بعض المصطافين الكويتيبن لشراء مولدات كهربائية.
تفاوت واضح
والتقط طرف الحديث خالد الرشيدي الذي قال: ان انقطاع الكهرباء والماء بشكل مستمر ادى الى عودتنا مبكراً قبل انتهاء اجازاتنا، وارتفاع الاسعار بشكل غير مسبوق وغير مبرر في هذا العام ادى الى انخفاض عدد السواح وهناك تفاوت واضح بين الاسعار القديمة والجديدة تبين التلاعب.
مضايقات حدودية
اما نايف القملاس وهو احد الملاك في بحمدون، فاشتكى من ان تضخم الاسعار هذه السنة دفعه والكثير من الملاك الآخرين الى الذهاب للمدن القريبة من «بحمدون» لشراء احتياجات المنزل نظراً للتفاوت الكبير بالاسعار.
وقال القملاس: كما ان انقطاع الكهرباء بشكل مستمر اجبرنا على شراء مولد كهربائي لتجنب الانقطاع الكهربائي ومشكلة انقطاع المياه ايضا اجبرتنا على شراء تنكر ماء تجنباً لهذا الانقطاع.
وتابع: ومع اننا قضينا على تلك المشكلات لكن هناك مشكلة المراكز الحدودية اذ يسببون للسواح القادمين عن طريق البر بعض المضايقات، فلكي تعبر الحدود بسرعة يجب عليك ان تدفع لهم واذا لم تدفع لهم تبقى بالمركز الاقل 3 ساعات دون اي سبب فضلا عن تعرض بعض السواح من قبل بعض اصحاب السيارات لمضايقات في بحمدون نفسها.
واخيرا، قال محمد الجلال وهو احد السائحين: اننا هنا في بحمدون نسمع عن وزارة السياحة ولا نرى اي دور واضح لها فالاضاءة معدومة في المنطقة، على الرغم من الخطورة والصعود في طرق المدينة المرتفعة عن سطح البحر بـ 1450 متراً لا توجد سوى لوحات ارشادية قليلة مما يعرض السائحين للخطر عند صعودهم نظراً لوجود شاحنات كبيرة تنافس سياراتنا.
واضاف الجلال: كما ان ارتفاع الاسعار أدى الى عودة بعض المصطافين مبكراً قبل انتهاء اجازاتهم.
حلويات وأطباق «أم صادق» الشهية
خلال جولتها في ربوع لبنان رصدت «الوطن» احد المطاعم في منطقة بحمدون يملكه احد المواطنين الكويتيين يقدم من خلاله وجبات ومأكولات كويتية من صنع يد زوجته ام صادق، وتتضمن اشهى الحلويات الكويتية من صب القفشة واللقيمات والبلاليط.
وتقدم أم صادق من الاكلات الكويتية المشهورة مطبق الزبيدي والهامور والمجبوس والبرياني والقوازي.
ويرتاد المطعم عدد كبير من الكويتيين المصطافين في «بحمدون»، وخاصة مع حلول شهر رمضان الكريم من كل عام ليتمتعوا فيه بتناول الوجبات الرمضانية الكويتية المألوفة وقد حصد المطعم شعبية كبيرة بين مصطافينا الذين ابتعدوا عن بلدهم ولكن اقتربوا منها بالوجبات الوطنية في هذا المطعم.
الوطن - سعود الجلال - 14 - 8 - 2010