الوفد "المصرية"- دستور ابراهيم

أخذت قضية جريدة الدستور وإبراهيم عيسى أبعاداً كثيرة. وأكاد أوقن أن البدوي ورفاقه ليسوا على اتفاق مسبق في قضية الإبعاد التي أصبحت ملتهبة لدرجة »حمرا« وأصبح الحديث في الشارع المصري يتناول قضايا ثلاثاً سعر الخضار.. والكتب الخارجية... والدستور..
وكنت أتمنى أن يهتم الشارع المصري بمثقفيه وعامته بدستور البلاد كاهتمامهم بدستور ابراهيم.. ذلك أن دستور إبراهيم كغيره من الصحف.. يذهب بعد قراءته الى محلات الفول والطعمية.. ويبقى دستور البلاد يحكمنا ويكرس الديكتاتورية والانفراد بنا...
ولا يعني كلامي أنني لا أتضامن مع إبراهيم عيسى كزميل حتى لو لم تكن لي به صلة أو علاقة عن قرب.. ولكني أعترف له بالحرفية والمهنية... وهو ما يجعلني أتضامن معه ولكن بشكل مختلف يبعد عن التظاهر... والاجتماعات... والصراخ والفضائح... والسباب المتبادل علي شاشات الفضائيات...
وفي رأيي أن ذلك وغيره لن يعيد إبراهيم إلى الدستور.. ولأن ذلك أيضاً لم ينجح في تغيير الدستور في البلاد. وأعجب من ثورة تقودها نقابة الصحفيين مجتمعة لإقالة رئيس تحرير.. في وقت تشرد فيه زملاء كثيرون بإغلاق جريدة الشعب منذ سنوات ولم تحرك النقابة ساكناً إلا في مواسم الانتخابات التي تزداد فيها الوعود والتصريحات المعلبة..
وأعجب من موقف النقابة أيضاً في وقت يضطر عدد من الزملاء في صحف ، يعرفها كل أعضاء مجلس النقابة، الى دفع ضرائبهم وتأميناتهم لأن ملاك صحفهم لا يدفعون رواتب.. ولأن ملاك صحفهم يهددون بإرسال خطاب للنقابة لتقطع بدل التدريب... وكل الزملاء أعضاء مجلس النقابة يعلمون تماماًأن النقابة لا تتأخر إطلاقاً في قطع البدل.. ولكنها تتأخر كثيراً في إعادته..
ولا أرى أن قضية مجلس النقابة أن يعود إبراهيم عيسى إلى الدستور... بقدر ما يدخل في اختصاصها الزملاء العاملون في الدستور وحقوقهم والحفاظ عليها... وعلى الدستور كجريدة مستقلة ساخنة تمثل اتجاهاً مغايراً لما يكتبه الآخرون.
وأزمة دستور إبراهيم انزلقت إلي مرتب إبراهيم.. ثم رواتب الصحفيين وتحول حوار رجل الشارع إلى اندهاش من رقم الراتب الذي أعلنه »البدوي« قبل زيادته.. وأحسب ان الاندهاش أصبح حقداً بعد الزيادة وأصبح السؤال المطروح عند رجل الشارع... هل نصدق كل من يرتدي ملابس النضال... ويكتب بحبر أسود من حياتنا عن الفقر والفقراء؟.. هؤلاء الصحفيون الذين يملأون صحفهم بصور المحتجين والمتظاهرين من أجل عشرات الجنيهات.. هم أنفسهم الذين يملأون جيوبهم برواتب خيالية.
والحقيقة أن راتب الزميل ابراهيم ـ وغيره ـ مرتفع للغاية بالنسبة لرواتب زملائه في المهنة وليس فقط في الدستور... وما كان يتقاضاه إبراهيم من دستوره حتى قبل الزيادة.. لا يتقاضاه كل زملائه في الصحيفة التي كان يرأسها... وأعرف زملاء في المهنة خرجوا إلى المعاش دون أن تمكنهم رواتبهم من ادخار ما كان يتقاضاه هو في شهر واحد..
تلك الحقيقة ليست حقداً علي ابراهيم ـ ولكنها توضيح أراه لازماً لرجل الشارع...الذي هو الأهم حتى لا يتخيل اننا جميعاً كصحفيين نتقاضى هذه الرواتب الفلكية.. وأننا بلا معاناة!! ياعم إبراهيم.. أقسم أنني متضامن معك وأؤكد أنك تملك موهبة وذكاء.. يفوق تلك الحرب المصنوعة والتي ستخسر فيها انت والدستور والقراء... فلن يصدقك أحد حين تتحدث عن الفقر والفقراء والمعاناة!!.
الوفد - مصطفى شفيق