الوفد "المصرية"- فقراء مصر

بعض المسؤولين لا يعيشون في مصر ـ يرون في أحلامهم وأفكارهم.. وأمنياتهم ما لا يوجد.. وما لا يمكن ان يتحقق.. ومنهم الدكتور عثمان محمد عثمان وزير الدولة للتنمية الاقتصادية.. والرجل معذور فربما لم يطلع أحد علي البيانات الحقيقية.. فقال كلاماً غريباً عن الفقر والفقراء في مصر.. فماذا قال؟!.. وما الحقيقة؟! قال الوزير ان النمو الاقتصادي الذي تحققه مصر ساعد علي انخفاض نسبة الفقراء ـ وأن الفقراء تراجعوا من »24٪« من السكان الي »17٪« فقط.. وأن الحكومة التي ينتمي اليها تخطط لخفض النسبة الى »10٪« بحلول عام 2015. كلام جميل لكنه غريب ـ بعيد عن الحقيقة.. ولا يتطابق مع الواقع.. ولم يذكر الدكتور »عثمان« الي أي شيء يستند في حسابات هذه النسبة.. ولا جهات البحث التي اعتمد عليها في كلامه الذي قاله في إعلان تقرير مصر للأهداف الانمائية. وأراني مضطراً للهمس في أذن الدكتور الوزير بعدة حقائق لعله يغير رأيه.. ويخرج علينا باحصاءات حقيقية.. لا يضحك عليها الناس حتى البكاء. فالأمم المتحدة حددت الفقر بأنه عدم القدرة علي الحصول على الحد الأدني من وسائل المعيشة.. وهذا ينطبق على أكثر من نصف سكان مصر.. وأن تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة قال إن »20٪« من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر.. أي انهم لم يحصلوا بعد على مكانة »فقير« وأن مساحة الفقر بين المصريين في ازدياد سريع.. وان العائلات اصبحت ترث الفقر.. وأن تقرير الأمم المتحدة لعام 2009 قال إن »41٪« من سكان مصر فقراء ـ وتصيب الفرد لا يتعدي دولاراً واحداً في اليوم.. وأن الدكتورة ميرفت التلاي وزيرة التأمينات الاجتماعية السابقة قالت مؤخراً ان الفقر في مصر مخيف جداً! وأن شريحة محدودي الدخل فقراء.. وينفقون حوالي »64٪« من دخلهم على الغذاء منخفض القيمة لمجرد سد الرمق. ولو كان الدكتور »عثمان« يتحدث باقتناع ويصدق ما يقوله ـ فإنه كعضو في الحكومة لا يدري شيئاً عن إضرابات العمال التي تستمر شهوراً بين مجلس الوزراء ومجلس الشعب.. ولم يسأل الوزير نفسه يوماً.. لِمَ يقف هؤلاء العمال الصانيعية هذه الوقفات؟! وكيف يتركون أسرهم ومنازلهم ليفترشوا الشارع بحثاً عن زيادات لا تتجاوز جميعها بدل حضور جلسات مجلس الوزراء؟! أو لم يفعلوا ذلك بعد أن اعتصرهم الفقر. اسأل زميلك الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الذي حدد الحد الأدني للأجور عند 112 جنيهاً في الشهر.. وهو مبلغ يحتاج صاحبه للعمل »10« آلاف شهر ليجمع اقل مما صرفه »غالي« في رحلة علاج علي حساب الفقراء!! كنا قديماً نفخر بأن في كل بيت مصري شهيداً.. روي تراب هذا الوطن بدمه.. أما اليوم فقد اصبح في كل بيت عاطل وعانس.. ومريض. ومكتئب.. كلها علامات زيادة الفقر وانتشاره. رسالة خاصة إذا ضاقت بك الحياة.. فعند الله المخرج.
الوفد - مصطفى شفيق |
|