«اليساريّة» .. خسائر بمئات آلاف الدولارات

منذ الإعلان عن انطلاق بثّها، أثارت قناة «اليسارية» سجالات حادّة في صفوف اليسار اللبناني، والحزب الشيوعي اللبناني تحديداً. وتمحورت تلك السجالات حول موقفها من الأزمة السورية، خصوصاً بعد تولّي أمين «حزب الإرادة الشعبية» قدري جميل، منصب نائب رئيس الوزراء السوري وهو يعدّ أحد المساهمين في تأسيس القناة إلى جانب أحزاب يسارية عربية. نالت الفضائية التي لا تزال في مرحلة التحضيرات للانطلاق إلى الفضاء العربي، حصّتها من الفوضى الأمنية الدائرة في البلاد. إذ تعرّض مقرّها في منطقة الحدث/ سانت تيريز «للاقتحام من قبل أكثر من أربعين مسلحاً ملثماً، غير معروفي الانتماء الحزبي أو العائلي»، كما ذكر بيان صادر عن القناة. إلا أن المعلومات حول هوية المخطوفين ظلّت تتضارب حتى أعلن ماهر المقداد أمس أن الذين اقتحموا قناة «اليسارية» هم طابور خامس ولا علاقة لآل المقداد بهم. وقد قام المعتدون بتكسير معدات المحطّة، وسرقتها، واختطاف ثلاثة من موظفي القناة، وهم عانود الخطيب وهو سوري مولود ومقيم في لبنان، وأحمد الحفار (سوريّ) ومحمود خزعل (لبناني).وكانت ستّ سيارات رباعية الدفع قد توقّفت أمام مقر المحطة، يوم الأربعاء عند الثامنة والنصف مساءً، نزل منها مسلحون، اقتحموا مكاتب القناة وتعمّدوا تكسير وتخريب المعدّات وأجهزة الكمبيوتر، وسرقة أجهزة عالية التقنية. ويقدّر حجم الخسائر بمئات آلاف الدولارت، بحسب المدير العام للقناة مخايل عوض. كما أطلق المسلحون النار على الجيران، وعلى كل من حاول اعتراضهم، مع العلم أنّ مركز القناة يقع في الطوابق السفلى لبناية مأهولة في محيطٍ سكنيّ.واستمرّت الوساطات لساعات بعد عملية الاعتداء والخطف بين رئيس مجلس إدارة القناة خالد حدادة والخاطفين، حتى نجح الوسطاء بـ«إقناع الخاطفين بتسليم الشبان الثلاثة إلى مقرّ الحزب الشيوعي اللبناني في منطقة الوتوات». ويقول عوض إن الأسباب والرسالة من الاعتداء لا تزال مجهولة، خصوصاً أن توجهات القناة باتت معروفة، لا سيما أن القناة تعمل في منطقة «من المفترض أنها آمنة لقربها من المجلس الدستوري وتحت حراسة مخابرات الجيش وأمن المقاومة»، مستبعداً أن تكون الدوافع شخصية.وطالبت «اليسارية» في بيانٍ لها، باتخاذ الإجراءات الفورية لاستعادة ممتلكاتها المنهوبة، «ومعالجة حالة الفلتان والفوضى الأمنية السائدة ووقف الاعتداء على المواطنين العزل والمؤسسات والجسم الإعلامي». ويؤكّد عوض أنّه «على الرغم من الخسائر التي نتجت من الاعتداء، إلا أن العمل بدأ جدّياً للترميم والتصليح كي لا يؤجل موعد انطلاق القناة».
شام نيوز - السفير