اليوم "السعودية" - ايران ودرس العراق

إذا صحت معلومات التقرير الاستخباراتي البحريني، الذي نبّه دولاً خليجية من مخاطر تعرضها لهجمات تخريبية على يد مجموعات مسلحة تم تدريبها وتسليحها في دولة إقليمية، في حال تعرضت إيران لضربة عسكرية بسبب ملفها النووي.. فإننا سنكون أمام عود ثقاب جديد يتحرش ببرميل بارود، يبدو أن كل الأخبار والمعلومات تزكيه وتحذر منه، وهو ما يتلاقى جدياً مع ما أعلنه الرئيس الإيراني قبل يومين، من أن بلاده «ستحرق الكرة الأرضية» في حال تعرضها لعدوان!
ويبدو أن قدرنا هنا في منطقة الخليج، أن نأخذ على محمل الجد ما يصدر من تهديدات، ولا ينبغي أن نغمض أعيننا، على الأقل استيعاباً للتاريخ، واستعداداً للأسوأ، فالتقرير الذي نقلته وسائل إعلام، استند إلى اعترافات شبكة إرهابية من 250 فرداً ألقي القبض عليها في البحرين أخيراً، واعترف أفرادها بأنهم ينتمون لجهة عسكرية في دولة إقليمية، وأن هناك تنسيقاً بينهم وبين خلايا نائمة في الكويت والسعودية.
الخطورة لم تكن في هذا العدد الكبير (250) وفي دولة صغيرة نسبياً (البحرين) ولكن في طريقة الخطة التخريبية وتدرجها، حيث يبدأ السيناريو من إقامة تظاهرة سلمية تندد بالاعتداء العسكري على إيران في حال توجيه ضربة إليها، ثم تتحول التظاهرة من سلمية إلى أعمال عنف وإضرام النار في مؤسسات ومنشآت, وتفجير المحولات الكهربائية واستهداف البنية التحتية ومداهمة المجمعات التجارية، إضافة إلى أن بعض الإرهابيين تلقوا أسلحة خفيفة ومتوسطة «من إحدى الدول التي لها مصلحة في زعزعة الأوضاع»، وتمكنوا من تصوير مواقع سياحية ومنتجعات وفنادق وأقاموا فيها لعدة أيام بغرض استهدافها.. ما يعني أننا إذاً أمام مخطط تخريبي شاذ، وأمام لاعبين جدد بالنار، لا يهمهم أي شيء، ولا يعبأون بأي شيء حتى لو كانت توابعه كارثية ومدمرة.
إذا صحت هذه الأنباء، فإننا للأسف سنكون أمام تحديات جديدة، فرضها علينا الجيران التاريخيون، ومن كنا نظن أنهم لاعبون شركاء في حفظ الاستقرار والسلم، وهنا يؤسفنا أن نقرر بأن إيران لم تتعلم من دروس التاريخ، وما حدث لجارهم التقليدي العراق، الذي أخطأ نفس الخطأ، وعندما هدد الرئيس الراحل صدام حسين بحرق إسرائيل، أشعل النار في الكويت ليكون ما كان، ويسقط ويُسقط العراق/ الوطن والشعب في مستنقع لم يخرج منه حتى الآن.
وإيران عندما تهدد ـ على لسان رئيسها ـ بحرق الكرة الأرضية، فإنها بالتالي تكرر نفس الخطأ في مفارقة شبيهة، نأمل ألا تكون نتائجها شبيهة بما حدث للعراق، ونتمنى أبداً بنفس منطق الجوار التاريخي، أن نفقد بلداً إسلامياً أو قوة إقليمية، حتى لو ظنت أنها بالتخريب والانتقام يمكن أن تصحح أخطاءها.. وحدها؟!

اليوم - 23 - 8 - 2010