اليونانيون يعودون للشوارع احتجاجاً: الحكومة تتقشف أكثر إرضاءً لـ«الأوروبي»

ما زالت معاناة اليونان الاقتصادية تعصف رياحها حيث ولدت تباطؤاً شهدته البلاد، لم تحركه سوى موجة إضراب اجتاحت الشوارع أمس، احتجاجاً على الإجراءات التقشفية والخصخصة التي أقرتها الحكومة في سعيها للحصول على مساعدة دولية جديدة تجنبها إعادة هيكلة الديون.
وبحسب «ا ف ب» فإن آلاف المتظاهرين تدفقوا بدعوة من اتحادات نقابات العمال للقطاعين العام والخاص، والجبهة النقابية، وكان عنوان الاحتجاج هذه المرة رفضاً قاطعاً لتعزيز الإجراءات التقشفية والتكثيف في عمليات الخصخصة بقيمة 15 مليار يورو أعلنت عنها الحكومة منذ منتصف نيسان الماضي في خطة يجري تقييمها ومناقشتها مع ممثلي الجهات الممولة للبلد.
وقالت نقابة موظفي القطاع الخاص في بيان أمس: نحتج على السياسات الجائرة، والقاسية التي تؤدي إلى زيادة البطالة وتراجع التوظيف، ولم تكترث لحقوق العاملين.
وقال بعض المحتجين: لا للبيع بأرخص الأثمان، منتقدين برنامج الخصخصة الذي يقضي بفتح رأسمال المجموعة العامة الكبرى في قطاع الكهرباء والماء.
وكتبت النقابة على لافتة: كفى.. الملاك ومحتالو الضرائب يجب أن يدفعوا الثمن.
من جهته أوضح الخبير الاقتصادي في يورو نيك بلاتون مونكروسوس لـ«ا ف ب» أن برنامج الإصلاحات فشل.
وتجري الحكومة اليونانية مفاوضات مع المانحين الأوروبيين بينما يركز الأوروبيون حالياً على وسائل منع تقصير اليونان في الدفع إذا واصلت نسبة الفوائد المفروضة على البلاد والمرتفعة جداً منعها من الحصول على إعادة التمويل من الأسواق.
ويفترض أن تستخدم عائدات الخصخصة في خفض الدين الذي تجاوز 340 مليون يورو وسيبلغ 152 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي في نهاية السنة.
وزادت الإجراءات التي اتخذت العام الماضي مقابل إنقاذ البلد عن طريق قرض بقيمة 110 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي الانكماش، والبطالة وأخفقت في السماح للبلاد بدخول الأسواق مجدداً.
يشار إلى أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد علقت حركة النقل، ورحلات سكك الحديد، والرحلات الجوية، كما قتل ثلاثة من موظفي مصرف في الخامس من أيار على هامش إحدى التظاهرات بعد اختناقهم في حريق.
بالتزامن توقف اليورو قليلاً لالتقاط أنفاسه أمس، لكنه ما زال يواجه مخاطر نزولية مع تنامي مخاوف حول ما إذا كان مسؤولو المنطقة سيقدمون معونة مالية لإنقاذ اليونان والبرتغال المثقلتين بالديون ودعم استقرار السلع.
وقال تجار: إن بعض المستثمرين نظرتهم متشائمة بشكل متزايد نحو العملة الأوروبية الموحدة «يورو» من خلال رهانات متفائلة على الدولار الاسترالي أمام اليورو، في حين ارتفع الجنيه الاسترليني أمام اليورو في جلسة أمس.
تشرين