انتقال فرنسي سريع من اليمين إلى اليسار.. وحكومات أمريكا اللاتينية تهنئ ميلانشون

انتقال فرنسي سريع من اليمين إلى اليسار.. وحكومات أمريكا اللاتينية تهنئ ميلانشون

بعد أسبوع واحد فقط على اقتراب اليمين المتطرف من السلطة في فرنسا بعد تحقيقهم أكبر نسبة من الأصوات، وحصولهم على 33% من الأصوات، قلب تحالف اليسار الذي يعرف بالجبهة الشعبية الوطنية النتيجة رأساً على عقب بفوزهم في الجولة الثانية من الانتخابات.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، فوز ائتلاف الأحزاب اليسارية "الجبهة الشعبية الجديدة" بالانتخابات البرلمانية في فرنسا بحصوله على 182 مقعداً في البرلمان.

وبحسب البيانات النهائية التي نشرتها الوزارة، حلّ تحالف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "معاً" في المركز الثاني بحصوله على 168 مقعداً، فيما حلّ اليمين المتطرف "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان ورئاسة جوردان بارديلا في المركز الثالث بحصوله على 143.

وبعد الفوز، أعلن الفائز جان لوك ميلانشون زعيم حزب "فرنسا غير الخاضعة" أن الوقت حان للاعتراف بدولة فلسطين، باعتبار ذلك من بين الوسائل المتاحة للضغط.

ويتعرّض ميلانشون للكثير من الانتقادات بسبب موقفه من الحرب على غزة، ويتهمه البعض بـ"معاداة السامية"، ومن أبرز مواقفه أن ما تقوم به "إسرائيل" في غزة ليس دفاعاً مشروعاً عن النفس وإنما إبادة عرقية، ودعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة، ومطالبته فرنسا بالعمل على ذلك بكل قوتها السياسية والدبلوماسية.

وطالب الزعيم اليساري، ماكرون بالاعتراف بهزيمته في الانتخابات، ودعا رئيس الحكومة إلى الاستقالة، معتبراً أن الفرنسيين لن يقبلوا "أي خيانة لأصوات الفرنسيين"، ومضيفاً أن "الشعب قال لا لليمين المتطرف ونرفض سياسة ماكرون".

وإثر دعوات ميلانشون، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية، غابرييل آتال، تقديم استقالته من رئاسة الحكومة ومواصلة العمل إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

وبعد صدور نتائج الانتخابات، باركت حكومات أمريكا اللاتينية "اليسارية" بفوز اليساريين في فرنسا، حيث وجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو التحية للشعب الفرنسي، وللحركات الاجتماعية وقواها الشعبية، معتبراً أنه يوم مهم يعزز الوحدة والسلام ويبعث برسالة قوية للعالم، أن وحدة اليسار والتقدمية هي البديل الوحيد الصالح، في مواجهة التهديدات الكبرى للإنسانية.

من جهته، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إن فوز اليسار في فرنسا هو ثورة عالمية من أجل الحياة، الحرية، المساواة، الأخوة"، مشيراً إلى أن الإنسانية قامت بردة الفعل في أتعس لحظاتها.

كما أعرب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا عن سعادته بإظهار عظمة ونضج القوى السياسية في فرنسا التي توحدت ضد التطرف في الانتخابات التشريعية، في حين أشار الرئيس البوليفي السابق إيڤو موراليس، إلى أنّ ما جرى "مثال عظيم على أن وحدة القوى الشعبية قادرة على التغلب على أي عقبة".