انتهى موسم العروض وبدأ موسم توقيع العقود!!!

تيسير أحمد- شام نيوز
انتهى موسم رمضان، وخفتت أصوات الحروب والمعارك الإعلامية التي أثارتها بعض المسلسلات، وهدأت نفوس النقاد الناقمين، والمخرجين ,النجوم المتوترين، وبدأ موسم توقيع العقود، ولكل مجتهد نصيب، فمعظم الشركات المنتجة بدأت بالتفاوض مع الكتاب والمخرجين للتعاقد على أعمال موسم رمضان القادم. أما القضايا التي أثيرت خلال الموسم الحالي، والأصوات التي ارتفعت منبهة لمكامن الخطر، محذرة من سوء العاقبة، فلا يبدو أن هناك أحد مهتم بسماعها.
الإجابات جاهزة عند القائمين على الشركات المنتجة فالمخرج الفلاني انتقد لأنه لم يجد فرصة عمل، والمخرج العلاني رفع صوته لأنه جيل الشباب احتلوا مكانه، فانتقاداته محض شخصية وتعبر عن نوازع ذاتية.
أما وضع الدراما السورية فهو على أحسن ما يرام، والدليل على ذلك تفاوت وتناقض نتائج استفتاءات الجمهور على شعبية المسلسلات، وضآلة أعداد المشاركين في هذه الاستفتاءات التي وصلت في أحسن حالاتها إلى بضعة آلاف فقط!!!؟؟؟
طبعاً ليست الصورة بهذه السوداوية، فهناك أعمال في الدراما السورية حققت حضوراً جماهيرياً لابأس به، وهناك أعمال طرحت قضايا حساسة لم يكن بالإمكان تناولها لولا المناخات المنفتحة التي أتاحت لهذه الأعمال فرصة الظهور للجمهور، ولكن المسألة هنا ليست ببعض الأعمال بل بالظاهرة الدرامية السورية عموماً. التي وصلت هذه العام إلى ما يقارب الأربعين مسلسلاً. وهذا رقم كبير لم يسبق أن وصلت إليه الدراما السورية في تاريخها، وهو ما يجعل العبء كبيراً والمقارنة موجعة مع الدراما المصرية.
يمكن أن نقول بكل جرأة أن خارطة الأعمال الدرامية السورية لموسم رمضان القادم قد وضعت، وأن أسماء الأعمال التي سنراها قد حسم الأمر حولها، ونستطيع أن نقول بكل جرأة أن لاجديد في الدراما السورية في الموسم القادم، وقد لاتكون هناك معارك إعلامية على شاكلة المعارك التي أثارتها مسلسلات مثل "ما ملكت أيمانكم" و"باب الحارة" و"القعقاع"، ومن المحتمل أن يمر الموسم الرمضاني القادم دون أدنى ضجة إعلامية، تعطي للموسم نكهته وروحه.
فهناك أجزاء جديدة لعدد من المسلسلات، وهناك دليلة والزيبق و مسلسل تاريخي متأخر من سلسلة قديمة، وهناك بعض الأعمال الاجتماعية المعاصرة.
والغريب أن معظم المخرجين الذين أنجزوا هذا الموسم عملين وقعوا عقوداً للموسم القادم لعلمين أيضاً، وكأن شيئاً لم يحدث، وكأن كل ماقيل حول مشكلات الدراما السورية مجرد لغو وصفحات افتراضية لا قيمة لها.
كنا نظن أن الشركات المنتجة ستتأنى أكثر في اختيار النصوص وأن المخرجين سيبحثون عن خيارات فنية جديدة، بناء على الجو الحيوي الذي أثير حول الدراما السورية له ا العام بمعزل عن حدة النقد أو تجنيه.
ولكن هاهي الشركات قد حسمت خياراتها وقررت المتابعة على منوال الموسم المنصرم، ولم تنتظر حتى يمضي شهر على الأقل للتفكير بأعمال جديدة من شأنها أن تثير الأسئلة وتضيء مراحل ومناطق معتمة في حياتنا.
هذه السرعة أو التسرع في توقيع العقود ظاهرة لا تبشر بخير، ويبدو أن القائمين على شؤون الإنتاج في الدراما السورية، لا يريدون النظر أبعد من أنوفهم على الرغم من جميع المتغيرات التي حصلت في الموسم الرمضاني الحالي، والتي لايبدو أن تعنيهم بأي شكل من الأشكال.