انحراف الوتيرة المرض الأشهر عند النساء السوريات!!

 

 

أن تقول لسيدة أنك خضعتي لعملية تجميل هذا يعني  اتهام خطير... ويدل في كثير من الأحيان على إهانة لها حسب اعتقاد البعض.. فهو بمثابة مقياس يعطي دلالات مسبقة عن شخصية المتحدث...

 فاليوم ورغم الإحصائيات الكثيرة عن تزايد نسبة الاهتمام بعمليات التجميل في سوريا.. إلا ان السوريات يأبون ان يعترفوا.. مذكرين دائماً أن المرأة السورية ثالث أجمل امرأة في العالم... وأن ما نراه هو جزء من الجمال "الرباني" الذي أنعمه الله عليهن!!

"أنفك تجميل ولا طبيعي؟؟" سؤال عادة ما يطرح على أغلب النساء السوريات، اللواتي يجمعن بجوابٍ واحد... طبيعي... وكأن السؤال محاولةٌ لتوريطهن أو انتقاص من كبريائهن....

هذا السؤال الذي توجهنا به لبعض السيدات اللواتي أجبن بطرقٍ مختلفة...

 

"تجميل الأنف ليس عملية"!!

فالسيدة سوسن.ح تقول أنها لم تخضع لأي عملية تجميل سوى عملية أنفها التي أجرتها مضطرة بسبب وجود "إنحراف بالوتيرة" الأمر الذي كان يستدعي إجراء عملية، نظراً لأنه كان يعيق التنفس عنها... وتؤكد السيدة أن هذه هي العملية الوحيدة التي اجرتها... لكنها تتراجع بعد ان تسأل: وهل يعتبر البوتوكس والسيليكون والتاتو من عمليات التجميل؟؟...

رغد ج. اعترفت بأن أنفها تجميل واخبرتنا أنها لن تضطر للكذب على نفسها وعلى من حولها باختلاق عملية "إنحراف الوتيرة" التي أصبحت المرض الأكثر شيوعاً عند النساء السوريات حسب ما تخبرنا ممازحة، وتضيف "لقد أجريت عملية تجميل لأنفي لأنه لم يكن متناسقاً مع شكل وجهي، والأمر ليس معيب، طالما اني استطيع التحسين بشكلي فلماذا لا أقوم بذلك؟؟".

 

"نخفي التجميل لأننا نجريه للآخرين"!!

وفي دراسة أخيرة أجرتها صحيفة الشرق الأوسط بينت ان 8% من السوريين مهتمين بالتجميل وان نسبة الرجال تشكل 20% فقط من بين المهتمين، مما يجعل كلام بعض السيدات أو اعترافاتهن مغايرة للحقيقة...

وتعد عمليات شد البطن للنساء الأكثر شيوعاً.. مع عدم اعتراف البعض بأن عملية تجميل الأنف تعتبر عملية تجميلية.. خاصةً وأن الكثير من الأطباء أصبحوا يجرون هذه العملية في العيادات دون الحاجة لدخول المستشفى..

وترى رهام م. أن عمليات التجميل هي نوع من الانتقاص للمرأة لأنها تشعر أحياناً بـ"غبائها" كونها تقوم بهذه العمليات لتلفت نظر الجنس الآخر غالباً، وان هذا السبب هو ما يجعلها تخبئ خضوعها للتجميل.. أو تنكره في كثير من الأحيان... وتقول " تعودنا الكذب في حياتنا... لذلك نخفي خضوعنا للتجميل لأن الدافع يكون هو لإسعاد الآخرين وليس ذواتنا، والاعتراف به يعني تأكيد أهمية الآخر في حياتنا، والكبرياء لدى المرأة هو ما يدفعها لعدم الاعتراف لأنها بالنهاية ستعترف بأهمية الآخر!"..

 

سوريا الأرخص وساكناتها الأكثر استفادة!

باتت دمشق تشكل وجهة مهمة لعشاق "النيولوك" أو "الديفرنت لوك" من السوريين والعرب ما أدى إلى تكاثر عيادات ومراكز التجميل التي تقدم قائمة لعمليات تتناول كل أنماط الجمال المثالي لكافة المشهورين من الفنانين والفنانات وغيرهم.

ويعود اختيار دمشق وبعض المدن السورية لتكون مقصدا لهواة التغيير الراغبين بإجراء معالجات سنية وعمليات تجميل وخاصة تجميل الأنف لانخفاض تكاليفها مقارنة مع الدول الأخرى وتوافر أطباء أكفاء يستطيعون منافسة أقرانهم في بعض الدول المتقدمة.

وهذا الإقبال أدى إلى انتشار عيادات ومشافي خاصة بإجراء عمليات التجميل وزيادة عدد أطباء التجميل سواء المختصين أو المتمرسين على أيدي خبراء في المهنة.

وهذا ما أدى إلى تشابه أنوف وحواجب وشفاه و.. و... الكثيرات بحسب وئام التي أخبرتنا أنها عندما أرادت أن تقوم بعملية تجميل لم تقصد الطبيب الذي تعرفه في حيها.. وذلك لأن أنوف بنات الحي كلهن متشابه.. فهو لا يعرف سوى موديل واحد.. يطبقه على الجميع.. بغض النظر فيما إذا كان يناسب الفتاة أم لا... وترى انها لن تعترف بأنها أجرت عملية تجميل حتى تعترف جميع صديقاتها اللواتي لمست عندهن تغير خاصة وانها تعرفهن منذ الصغر.. لكنها ترى أنه "لماذا تعترف هي وغيرها لأ"؟؟

آراء السوريات المختلفة... إن اخفت أو اعترفت بعمليات التجميل.. لن تحل المشكلة الكامنة في سبب قيامهن بهذه العمليات.. ولمن يقمن بها.. وهل فعلاً تحول طب التجميل من غايته الأساسية لتجميل التشوهات والعيوب الحقيقية.. لصناعة هدفها الربح مستغلين... سذاجة المجتمع ورغبة المرأة بأن تصبح أجمل...

 

راما الجرمقاني – شام نيوز