انطلاق الانتخابات الرئاسية الروسية

انطلقت صباح الجمعة في روسيا وممثلياتها الدبلوماسية حول العالم انتخابات الرئاسة الروسية، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها بدءاً من أقصى الشرق الروسي نظراً لفارق التوقيت، وتستمر عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية على مدى ثلاثة أيام من 15 وحتى 17 آذار.
ويتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين وهم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين كمرشح مستقل، ومرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي لونيد سلوتسكي، ومرشح الحزب الشيوعي الروسي نيكولاي خاريتونوف، ومرشح حزب الناس الجدد فلايسلاف دافانكوف، ويتجاوز عدد الناخبين 112 مليوناً في الداخل الروسي، ونحو مليونين في الخارج، ومن المتوقع أن تصل نسبة المشاركة في الاقتراع إلى 71% من مجموع المتمتعين بالحق الانتخابي.
ويواكب الانتخابات مراقبون أجانب من 106 دول بمن فيهم وفد من مجلس الشعب السوري الذي يزور عدداً من مراكز الاقتراع في العاصمة موسكو وضواحيها.
وتجري الانتخابات الحالية في ظل تدخلات غير مسبوقة من قبل الدول الغربية، التي تسعى لمحاولة تخفيض نسبة مشاركة الناخبين فيها وترهيب المواطنين الروس في الخارج لثنيهم عن الإدلاء بأصواتهم .
وكشفت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية آلا بامفيلوفا عن تعرض موقع اللجنة لأكثر من 12 مليون هجمة إلكترونية منذ بداية الحملة الانتخابية، فيما أعلن جهاز المخابرات الخارجية الروسي في وقت سابق أن الولايات المتحدة تخطط لشن هجمات سيبرانية على نظام التصويت الإلكتروني الروسي من خلال كبار المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات.
برامج المرشحين للرئاسة الروسية
أشارت آخر استطلاعات الرأي عشية الانتخابات إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين يحظى بدعم كبير ومن المتوقع أن يحصد نسبة تفوق 82% من أصوات الناخبين الفعليين، فيما يحصل مرشح الحزب الشيوعي نيكولاي خاريتونوف على نسبة 6% ، ومرشح حزب الناس الجدد فلاديسلاف دافانكوف على نسبة 5%، ومرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي ليونيد سلوتسكي على نسبة 4%، ولكن ماهي برامجهم الانتخابية؟
فلاديمير بوتين - مرشح مستقل
تم انتخاب بوتين للرئاسة لأربع ولايات، وحصل في عام 2000 على 51.95% من الأصوات، وفي عام 2004 على 71.31%، وعام 2012 على 63.6%، وعام 2018 على 76.69%. وأتاحت التعديلات الدستورية التي أقرت عام 2020 للرئيس بوتين الترشح لولاية جديدة.
ولم يطرح بوتين برنامجاً انتخابياً منفصلاً، لكن الأفكار التي أعلنها في رسالته السنوية للجمعية الفيدرالية في شباط الماضي، عكست برنامجه للانتخابات.
حيث اقترح بوتين في خطابه إطلاق مشاريع وطنية جديدة وأدوات لدعم الاقتصاد والتعليم والمجال الاجتماعي، وتحفيز جذب أموال المواطنين للاستثمار في الاقتصاد الحقيقي، كما أكد أن نخبة المستقبل في البلاد هم الشباب، والمشاركون في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد بوتين ضرورة تحقيق أهداف العملية العسكرية، والكفاح من أجل نظام عالمي عادل جديد وتطوير العلاقات مع الشركاء التقليديين ودول الجنوب العالمي.
ليونيد سلوتسكي - مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي
ركّز سلوتسكي في برنامجه الانتخابي على السياسة الدولية النشطة ودعم مناطق روسيا الجديدة، وحماية حقوق كيانات روسيا وقطاع الأعمال ودعم المواطنين في ظروف العملية العسكرية الخاصة، كما شملت حملته قضايا الإسكان والخدمات الاجتماعية والتعليم والطب ودعم الأسرة، كما شدد سلوتسكي على ضرورة إنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا بانتصار السلاح الروسي.
نيكولاي خاريتونوف - مرشح الحزب الشيوعي الروسي
أكد برنامج خريتونوف، الحاجة إلى "التحول اليساري" في الاقتصاد، والدعوة إلى تغييرات في السياسة الاجتماعية والاقتصادية وتطوير الصناعة والزراعة، وتأميم الموارد الطبيعية في البلاد.
بالإضافة إلى اعتماد نظام ضريبي تصاعدي وإلغاء الضرائب على المواطنين ذوي الدخل المحدود، والنظر إلى الصين التي تمكنت من الجمع بانسجام بين عناصر الرأسمالية والاشتراكية، على أنها مثال يجب الاقتداء به.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، رأى خاريتونوف أن كل من يعتقد أنه سيتمكن من إخضاع روسيا مخطئ.
فلاديسلاف دافانكوف - مرشح حزب "الناس الجدد"
ركّز دافانكوف في برنامجه على توسيع الحريات المدنية والتجارية، ومكافحة مظاهر الحظر والقيود الجديدة ، بما في ذلك تلك المتعلقة بالإجهاض ووضع العملاء الأجانب، كما دعا إلى إصلاحات تشمل العودة إلى الانتخابات المباشرة لرؤساء البلديات، ومنح المواطنين الحق مرة واحدة على الأقل سنوياً استدعاء النواب ورؤساء البلديات والمحافظين ورؤساء الإدارات المحلية ومسؤولي وزارة الداخلية للتواصل معهم عبر بوابة "الخدمات الحكومية"، إضافة إلى انتخاب مرشحين لشغل تلك المناصب عبر التصويت.
وفي الجانب الاقتصادي، شمل برنامجه إعادة توزيع عائدات الضرائب لصالح المدن والمناطق، والاعتماد على المبادرة الخاصة، وتحفيز تنمية السياحة والشركات الصغرى والمتوسطة