انكلترا ... الأزمة

ساهرة صالح. شام نيوز
ماذا عسانا أن نسمي ما يحصل في إنكلترا مؤخراً ؟
ومن عسانا أن ندين ، الحكومة أم الشعب ؟
وهل ستتطور الأزمة لتشمل بلداناً أوربيّة أخرى، أم أنّها ستقف في انكلترا ؟؟
أسئلة كثيرة تُطرح الآن في ظلّ ما تواجهه أوروبا من أزمات متلاحقة تصيب بلداً تلو الآخر ، و لقد أحسنت الحكومات التصرف إلى أن جاء دور انكلترا و العنف المشهور به شعبها خصوصاً بعد مباريات كرة القدم ، ولكن هذه المرة ما من مباراة إلا تلك التي بين قوات حفظ النظام الملكية و المجموعات المريضة التي تثير الرعب في الشوارع و يجب القضاء عليها بأي طريقة ، حسب وصف ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ....
ولكي نكون منصفين فإنّ ما يحدث في انكلترا هو أعمال شغب تستوجب تدخل الشرطة ، و لكن هذه الأحداث رغم فظاعتها إلا أنّها ليست بأهمية الأسباب التي أدت إليها ، فإذا أراد ديفيد كاميرون الحدّ منها عليه النظر بالأسباب و ربما تغير سياساته تجاه الأقليات و الفقراء و المغمورين و العاطلين عن العمل و العنصرية أيضا أو الكف عن استخدام القوة الناعمة حسب وصف مذيعة الجزيرة رولا ابراهيم في حديثها مع الخبير الإستخباراتي الإنكليزي مستغربةً عدم تدخل قوات الجيش البريطاني لوضع حدّ لهذه الظاهرة و استخدام القوة المفرطة بدل عن الهراوات و خراطيم المياه و الرصاص المطاطي و التي على ما يبدو لا تجدي نفعا حتى الآن، فأجابها الخبير : هذا ممكن الحدوث خصوصا أن الشرطة في بريطانيا غير مجهزة لمثل هذه الأحداث حاليا ....
فإلى أيّ قعرٍ يمكن للجزيرة و مذيعيها أن يصلوا بعد هذا ، و بأيّ طريقة يمكن لمن يدّعون الثقافة عندنا أن يبرروا هذه المواقف ...
فلم يخطئ من قال " شر البلية ما يضحك " و نحن هنا لا نبرر أعمال الشغب و إزهاق الأرواح لأي كان و إينما كان و تحت أي مسمى ، ولكن ألا يجوز لنا أن نُعمل العقل ولو قليلا لنفرق بين ما يجب على أيّ دولة أن تقوم به عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن و المواطنين ،و بين حق أيّ شعب في التعبير السلميّ عن طموحاته ...
فها هي عاصمة الضباب تشرب من نفس الكأس الذي حاولت أن تذيقه لبعض الدول ، بعد تصريح طهران بأنّ على لندن ضبط النفس و التعامل بشكلٍ حضاريّ مع شعبها ، و كذلك القذافي رغم محنته إلا أنّه لم يفوت الفرصة لإضفاء نٌكته الخاصّة على أحداث إنكلترا عندما طلب من ديفيد كاميرون التنحيّ و تسليم قيادة المملكة لمن هو أجدر منه بها ...
لتبقى الأسئلة مجمّدة برسم الأيام القادمة ...
- هل ستستخدم لندن القوة المفرطة تجاه من أخلّوا بأمنها؟
- و ماذا سيكون موقفها أمام العالم إن فعلت ، و ما موقف العالم منها ؟؟
- و هل أوروبا جاهزة لمثل هذه الأحداث في ظرفها الحاليّ ؟؟؟
- و أخيراً هل سيستجيب كاميرون للقذافي و يتنحى عن السلطة ؟؟؟