اوروبا تتفق على خطة لإنقاذ اليورو وبريطانيا تعترض

 

فشل القادة الأوروبيون في الاتفاق بالإجماع على الخطة الفرنسية الالمانية لانقاذ اليورو التي تنص على تعديل اتفاقية لشبونة بعد رفض عدة دول بينها بريطانيا لأي تعديلات تمسّ جوهر الإتفاقية. وتبدو هذه القمة الأكثر تعقيداً في تاريخ الاتحاد الاوروبي إذ لفت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "أن أوروبا تواجه الآن خطر التفكك على نحو غير مسبوق بسبب أزمة اليورو"، محذراً من أن "لدى قادة منطقة اليورو بضعة أسابيع لاتخاذ قرارات بشأن الأزمة الراهنة في المنطقة".

ولم ينجح المجتمعون سوى في عقد اتفاق جديد بشأن اصلاح نظام الميزانية والضرائب، بالمقابل يتوقع القادة الأوروبيون أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بحلول آذار/ مارس القادم بين الدول ال17 التي وافقت على التوقيع الاتفاق بالإضافة لستة دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، من غير الأعضاء بمنطقة اليورو.
وتوصل المجتمعون اليوم، الى اتفاق بشأن اصلاح نظام الضرائب والميزانية، وذلك بعد فشل القمة في المصادقة على مشروع اصلاح الاتحاد وما يقتضيه من تعديلات على معاهدة لشبونة. وأكد دبلوماسيون، أن زعماء الاتحاد الأوروبي ابرموا اتفاقا ماليا جديدا يضمن تشديد إجراءات ضبط الميزانيات لكنهم فشلوا في الاتفاق على تغيير المعاهدة لتتضمن هذه القواعد ما يعني أن الاتفاق قد يشمل دول منطقة اليورو وعددها 17 دولة زائد أي دولة أخرى تريد الانضمام. ولفت مسؤول ان الاتفاق الذي كان يفترض أن يشمل دول الاتحاد الأوروبي كلها وعددها 27 دولة انهار بعد أن طلب ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، تنازلات لا تريد فرنسا وألمانيا تقديمها. من جهته، اعلن كاميرون ،في حديث للصحافيين، ان رفضه الموافقة على تعديل معاهدة الاتحاد الاوروبي كان "قرارا صعبا لكنه جيد" حفاظًا على مصالح بريطانيا، مضيفاً، أنه "لم يكن من الممكن الحصول على حاجز (في وجه الازمات) داخل المعاهدة، فمن الافضل البقاء خارجها". من جانبها، اشارت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إلى ان قمة الاتحاد الاوروبي اعطت "نتيجة جيدة" ستسمح لليورو باستعادة "مصداقيته". لافتتاً إلى أنه "سوف نبني وحدة مالية لليورو ستكون في الوقت نفسه وحدة استقرار".
بدوره، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان الدول الاعضاء في منطقة اليورو تنوي زيادة موارد صندوق النقد الدولي يقيمة 200 مليار يورو، وهو مبلغ سيخصص لمساعدة دول في منطقة اليورو تواجه اوضاعا صعبة. ولفت ساركوزي خلال مؤتمر صحافي أنه "قررنا درس امكانية تعزيز (موارد صندوق النقد الدولي) بمستوى 200 مليار يورو". وعلى هذا الصعيد، اوضحت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد انه سيتم تاكيد مبلغ 200 مليار دولار "خلال عشرة ايام تقريبا".
واشادت بإتفاق "يسير بشكل واضح في الاتجاه الصحيح"، مشيرة الى زيادة الانضباط المالي وتسريع عملية اقامة آلية الانقاذ الاوروبية، صندوق الانقاذ الدائم الجديد لمنطقة اليورو.
ويقضي المشروع بمنح المؤسسة المالية الدولية اموالا كافية لمساعدة اقتصادات كبرى مثل ايطاليا واسبانيا اذا اقتضت الحاجة. وتامل منطقة اليورو ان تساعد القوى الاقتصادية الناشئة الكبرى مثل الصين والبرازيل في المجهود.
وكانت قد افتتحت في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس الخميس، قمة الاتحاد الاوروبي لانقاذ اليورو، ووصف محللون القمة المرتقبة بأنها قمة "حياة أو موت" لدول منطقة اليورو الـ17. وتدفع كل من فرنسا والمانيا لابرام معاهدات جديدة بين دول الاتحاد الأوروبي، داعيتين إلى فرض قواعد مالية أكثر صرامة.

 

 

شام نيوز - أ ف ب  - رويترز